شعبان هو الشهر الثامن من شهور السنة وفق التقويم الهجري المعتمد. وفي وجه التسمية،
قيل: سُمِّي بذلك لتشعّب الناس بحثاً عن الكلَأ والمرعى بعد قعودهم عن القتال في
رجب الحرام .
وقيل أيضاً: إنّما سمّي شعبانُ شعبانَ لأنّه شَعَب، أي ظهر من بين شهرَي رمضان
ورجب. ولمّا كانت العرب تنسأ - أي تؤجِّل - الأشهر الحُرُم، فقد كانت تُدخل رجب في
شعبان ويطلقون عليهما «الرّجَبان» .
يقول الإمام الخميني قدّس سرّه: «شهر شعبان هو الشهر القمريّ الوحيد، الذي لم
يوافق فيه شهادة أيّ إمام من الأئمّة الأطهار عليهم السلام».
اليوم الثالث: ولادة الإمام الحسين عليه السلام
(عدّة مصادر): الحسين بن عليّ بن أبي طالب، سبطُ النبيّ صلّى الله عليه
وآله وسلّم، وخامس أصحاب الكساء، والمولود الثاني لفاطمة الزهراء عليها السلام، وهو
ثالث أئمّة المسلمين الاثني عشر من أهل البيت، وأبو الأئمّة التسعة منهم عليهم
السلام.
كنيته «أبو عبد الله»، وُلد في المدينة في السنة الرابعة للهجرة، واستُشهد صبراً في
واقعة كربلاء، يوم عاشوراء سنة 61 للهجرة.
أشهر القابه: «سيّد الشهداء»، وفي أحاديث استفاضت عن النبيّ صلّى الله عليه وآله
وسلّم: «قتيلُ العَبَرات»، و«مصباح الهُدى»، و«سفينة النجاة».
له ولأخيه الإمام الحسن عليه السلام عند النبيّ منزلة خاصة، فقد وصفهما صلّى الله
عليه وآله وسلّم، بـ«سيّدَي شباب أهل الجنة»، و«ريحانتَيّ من الدنيا»، وهما في
القرآن «ابناه» المخصوصان بالذكر في آية المباهلة، ومن «المطهَّرين من الرّجس» في
آية التطهير، وهو «التابع لمرضاة الله»المستأثَر بصفة «الدليل على ذات الله» في
كلمات أهل الحديث من المسلمين السنّة، والمنعوت في كلام أهل البيت بـ«موضع سرّ
الله»، و«ثار الله»، و«الوِتر المَوتور»، وكذلك «رحمة الله الواسعة»...
اليوم الرابع: ولادة العبّاس بن أمير المؤمنين عليه
السلام
(أبو نصير البخاري، سرّ السلسلة العلوية؛ ابن عنبه، عمدة الطالب): تزوج
العباس عليه السلام من لبّابة بنت عبيد الله بن العبّاس بن عبد المطلب، وهي التي
أنجبت له الفضل وعبيد الله.
واتفقّ أرباب النسَب على انحصار عقب العبّاس بن أمير المؤمنين عليه السلام، في ولده
عبيد الله. ولعبيد الله هذا ولدان: عبد الله والحسن. وانحصر عقب عبيد الله في ولده
الحسن، عاش سبعاً وستّين سنة، وأنجب خمسة، هم: الفضل، وحمزة، وإبراهيم، والعبّاس،
وعبيد الله.
فأمّا الفضل فكان لسناً متكلّماً فصيحاً، شديد الدّين، عظيم الشجاعة، محتشماً عند
الخلفاء، ويقال له: (ابن الهاشمية).
وأمّا حمزة وإبراهيم، فكانا من الفقهاء الأُدباء والزهّاد.
وأمّا عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العبّاس السقّاء عليه السلام، ففيه يقول
محمّد بن يوسف الجعفري: «ما رأيتُ أحداً أهيَب، ولا أهيأ، ولا أَمْرأ من عبيد الله
بن الحسن، تولّى إمارة الحرمَين مكّة والمدينة والقضاء بهما أيّام المأمون سنة 204
للهجرة. وأمّا العبّاس فقد عُرف بالفصاحة والبلاغة والخطابة». وكُلّهم أعقبوا أبناء
أجلّاء فضلاء أُدباء، منهم محمّد بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله من كبار
شخصيات القرن الثالث الهجري.
اليوم الخامس: ولادة الإمام السجّاد عليه السلام
* قال الذهبي في (سيَر أعلام النبلاء) في ترجمة الإمام السجاد عليه
السلام: «السيّد الإمام، زين العابدين، وكان له جلالةٌ عجيبة، وحقّ له ذلك، فقد كان
أهلاً للإمامة العظمى: لشرفه، وسؤدده، وعلمه، وتألّهه، وكمال عقله».
* قال المناوي في (الكواكب الدرية): «زين العابدين، إمامٌ، سَنَدٌ، اشتهرت أياديه
ومكارمه، وطارت بالجوّ في الوجود مناقبه، كان عظيم القدر، رحب الساحة والصدر، رأساً
لجسد الرئاسة، مؤمّلاً للإمامة والسياسة».
* وفي (عمدة الطالب) لابن عنبة: «قال الجاحظ: أمّا عليّ بن الحسين بن عليّ: فلم أرَ
الخارجيّ في أمره إلاّ كالشيعيّ، ولم أرَ الشيعيّ إلاّ كالمعتزليّ، ولم أرَ
المعتزليّ إلاّ كالعامّي، ولم أرَ العامّي إلاّ كالخاصي،ّ ولم أجد أحداً يتمارى في
تفضيله ويشكّ في تقديمه».
* وفي (مختصر تاريخ دمشق) للأنصاري: «روى الحافظ ابن عساكر، بسنده عن سفيان بن
عيينة، عن أبي الزبير، قال: كنّا عند جابر، فدخل عليه عليّ بن الحسين، فقال له
جابر: كنتُ عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فدخل الحسين، فضمّه إليه
وقبّله وأقعده إلى جنبه، ثمّ قال: يولَدُ لابني هذا ابنٌ يُقال له (عليّ بن
الحسين)، إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنانِ العرش: ليَقُم سيّدُ العابدين،
فيقوم هو».
اليوم الحادي عشر: ولادة عليّ بن الحسين الأكبر عليهما
السلام
(عدة مصادر): المولى عليّ الأكبر بن الإمام الحسين عليهما السلام، أشبهُ
الناس خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً بجدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله، وكان أهل البيت
إذا اشتاقوا إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله نظروا إليه.
وُلد يوم الحادي عشر من شهر شعبان سنة 33 هجرية في المدينة المنورة. والدته السيّدة
ليلى بنت أبي مرّة الثقفية. وهو أول شهيد من الهاشميّين يوم عاشوراء، يؤيّد ذلك ما
ورد عن المعصومين عليهم السلام في بعض زياراته: «السَّلامُ عليكَ يا أوّل قتيلٍ مِن
نَسل خَير سليلٍ». دُفن إلى جوار أبيه الحسين وأخيه عبد الله الرضيع عليهم السلام
في كربلاء.
كنيته: «أبو الحسن»، هكذا في زيارته التي رواها أبو حمزة الثمالي عن الإمام الصادق،
قال عليه السلام: «ضع خدّك على القبر، وقل: صلّى الله عليك يا أبا الحسن».
اليوم الخامس عشر: ولادة الإمام المهديّ عجّل الله تعالى
فرجه الشريف
(مطالب السؤول، ابن طلحة الشافعي): «..فإن قال معترض: هذه الأحاديث
النبوية الكثيرة بتعدادها المصرّحة بجملتها وإفرادها، متّفَقٌ على صحّة إسنادها،
ومُجمَعٌ على نقلها عن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وإيرادها، وهي صحيحة
صريحة في إثبات كون المهديّ من وُلد فاطمة عليها السلام، وأنّه من رسول الله صلّى
الله عليه [وآله] وسلّم، وأنّه من عترته، وأنّه من أهل بيته، وأنّ اسمه يواطئ اسمه،
وأنّه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وأنّه من وُلد عبد المطلب، وأنّه من سادات الجنة،
وذلك ممّا لا نزاع فيه، غير أنّ ذلك لا يدلّ على أنّ المهديّ الموصوف بما ذكره صلّى
الله عليه [وآله] وسلّم، من الصفات والعلامات هو هذا أبو القاسم محمّد بن الحسن
الحجّة الخلف الصالح عليه السلام، فإنّ وُلْدَ فاطمة عليها السلام كثيرون، وكلّ
مَن يولد مِن ذريّتها إلى يوم القيامة يَصدُق عليه أنّه من وُلد فاطمة، وأنّه من
العترة الطاهرة، وأنّه من أهل البيت عليهم السلام، فيحتاجون مع هذه الأحاديث
المذكورة إلى زيادة دليل على أنّ المهديّ المراد هو الحجّة المذكور ليتِمّ مرامكم.
فجوابه: إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، لمّا وصف المهديّ عليه السلام
بصفات متعدّدة، وذكر اسمه ونسبه ومرجعه إلى فاطمة عليها السلام وإلى عبد المطّلب...
وعدّد الأوصاف الكثيرة التي جمعتها الأحاديث الصحيحة المذكورة آنفاً، وجعلها علامةً
ودلالةً على الشخص الذي يُسمّى بالمهديّ، وثبتت له الأحكام المذكورة، وهو الشخص
الذي اجتمعت تلك الصفات فيه، ثمّ وجدنا تلك الصفات المجعولة علامةً ودلالةً مجتمعةً
في أبي القاسم محمّد الخلف الصالح دون غيره، فيلزم القول بثبوت تلك الأحكام له،
وأنّه صاحبها، وإلّا فلو جاز وجود ما هو علامةٌ ودليل، ولا يثبت ما هو مدلوله،
قدَحَ ذلك في نصبها علامةً ودلالةً من رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، وذلك
ممتنِع».