زيارتان للإمام المهديّ المنتظَر عليه السلام بعد صلاة الفجر، ويومَ الجمعة
يؤكد العلماء استحباب زيارة الإمام صاحب العصر والزمان في كلّ مكان وزمان، والدعاء بتعجيل فرجه صلوات الله عليه. ومن أجَلّ أوقات زيارته عليه السلام يوم الجمعة، وهو يومه، وفي تعقيب صلاة الفجر.
1) ما يُزار به مولانا صاحب الزمان صلوت الله وسلامه عليه، كلّ يومٍ بعدَ صلاة الفجر:
«اللّهُمَّ بَلِّغْ مَولايَ صاحِبَ الزَّمانِ صَلواتُ اللهِ عَلَيهِ، عَنْ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ الأرْضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ، وَعَنْ وَالِدَيَّ وَوُلْدِي وَعَنِّي، مِنَ الصَّلَواتِ وَالتَّحِياتِ زِنَةَ عَرْشِ اللهِ، وَمِدادَ كَلِماتِهِ، وَمُنْتَهى رِضاهُ، وَعَدَدَ ما أحْصاهُ كِتابُهُ وَأَحاطَ بِهِ عِلْمُهُ.اللّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي هذا اليَومِ وَفِي كُلِّ يَومٍ عَهْداً وَعَقْداً وَبَيعَةً له فِي رَقَبَتِي، اللّهُمَّ كَما شَرَّفْتَنِي بِهذا التَّشْرِيفِ وَفَضَّلْتَنِي بِهِذِهِ الفَضِيلَةِ وَخَصَصْتَنِي بِهِذِهِ النِّعْمَةِ؛ فَصَلِّ عَلى مَولايَ وَسَيِّدِي صاحِبِ الزَّمانِ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَنْصارِهِ وَأَشياعِهِ وَالذَّابِّينَ عَنْهُ، وَاجْعَلْنِي مِنَ المُسْتَشْهَدِينَ بَينَ يَدَيهِ طائِعاً غَيرَ مُكْرَهٍ فِي الصّفِّ الَّذِي نَعَتَّ أَهْلَهُ فِي كِتابِكَ، فَقُلْتَ: ﴿كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصوصٌ﴾ عَلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَآلِهِ عَلَيهِمُ السَّلامُ؛ اللّهُمَّ هذِهِ بَيعَةٌ لَهُ فِي عُنُقِي إِلى يَومِ القِيامَةِ». وَيُصَفّق بيده اليُمنى على اليسرى.
2) أورد السيد الجليل ابن طاوس عليه الرحمة - وغيره - هذه الزيارة للإمام المنتظر عليه السلام في يوم الجمعة:
«السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ الله فِي أَرْضِهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا عَينَ الله فِي خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا نُورَ اللهِ الَّذِي يَهْتَدِي بِهِ المُهتَدونَ ويُفَرَّجُ بِهِ عَنِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها المُهَذَّبُ الخائِفُ، السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها الوَلِيُّ النّاصِحُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا سَفِينَةَ النَّجاةِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا عَينَ الحَياةِ، السَّلامُ عَلَيكَ صَلّى الله عَلَيكَ وَعَلى آلِ بَيتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ، عَجَّلَ اللهُ لَكَ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَظُهُورِ الأمْرِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَولايَ، أَنا مَولاكَ عَارِفٌ بِأُولاكَ وأُخْراكَ. أَتَقَرَّبُ إِلى اللهِ تَعالى بِكَ وَبِآلِ بَيتِكَ، وَأَنْتَظِرُ ظُهُورَكَ وَظُهُورَ الحَقِّ عَلى يَدَيكَ، وَأَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ يَجْعَلَنِي مِنَ المُنْتَظِرِينَ لَكَ وَالتَّابِعِينَ وَالنَّاصِرِينَ لَكَ عَلى أَعْدائِكَ، وَالمُسْتَشْهَدِينَ فِي جُمْلَةِ أَولِيائِكَ.يا مَولايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، صَلَواتُ الله عَلَيكَ وَعَلى آلِ بَيتِكَ، هذا يَومُ الجُمُعَةِ وَهُوَ يَومُكَ المُتَوَقَّعُ فِيهِ ظُهُورُكَ، وَالفَرَجُ فِيهِ لِلْمُؤْمِنِينَ عَلى يَدَيكَ، وَقَتْلُ الكافِرِينَ بِسَيفِكَ، وَأَنا يا مَولايَ فِيهِ ضَيفُكَ وَجارُكَ، وَأَنْتَ يا مَولايَ كَرِيمٌ مِنْ أَولادِ الكِرامِ وَمَأمُورٌ بالإجارَةِ؛ فَأَضِفْنِي وَأَجِرْنِي صَلَواتُ اللهِ عَلَيكَ وعَلى أَهْلِ بَيتِكَ الطَّاهِرِينَ».
ليلة ميلاد المنتظَر عجّل الله تعالى فرجه الشريف
فضيلتها وأهمّ الأعمال فيها
في ليلة الخامس عشر من شهر شعبان لسنة 255 هجرية، وُلد سيّدنا مولانا صاحب العصر والزمان، الإمام المهديّ المنتظر صلوات الله عليه في مدينة سامراء.
رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، أنّه قال مبيّناً عظيم منزلة هذه الليلة المباركة: «..ليلةُ النصفِ من شعبان؛ فيها تُقسَم الأرزاق، وفيها تُكتب الآجال، وفيها يُكتب وفدُ الحاجّ».
وعن الإمام الباقر عليه السلام: «هي – أي ليلة النصف من شعبان - أفضلُ الليالي بعد ليلة القدر، فيها يمنحُ اللهُ العبادَ فضله، ويغفرُ لهم بمنِّه، فاجتَهدوا في القُربة إلى الله تعالى فيها، فإنَّها ليلةٌ آلى اللهُ عزَّ وجلَّ على نفسه أن لا يردَّ سائلاً فيها ما لم يسألِ اللهَ معصيةً، وإنّها الليلة التي جَعَلَها اللهُ تعالى لنا أهلَ البيت بإزاءِ ما جعلَ ليلة القدر لنَبيّنا صلّى الله عليه وآله وسلّم، فاجتهدوا في الدّعاء والثّناء على الله تعالى عزَّ وجلَّ..».وهي من الليالي البيض المباركة، ويستحبّ صيام يومها، أي اليوم الخامس عشر.
أعمال ليلة النصف من شعبان
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن أحيى ليلة النصف من شعبان، لم يمُتْ قلبه يوم تموت القلوب».وعنه صلّى الله عليه وآله: «إذا صار النّصفُ من شعبان، فاقضوا ليلتَه بالعبادة ويومَه بالصيام».
ويستحبّ في هذه الليلة:
1) الإحياء بالصلاة والدعاء والاستغفار.
2) الغُسل، «فإنه يُوجب تخفيف الذنوب».
3) زيارة الإمام الحسين، وأقل ما يُزار به عليه السلام؛ أن يصعد الزائر سطحاً مرتفعاً فينظر يمنةً ويسرة، ثمّ يرفع رأسه إلى السماء ويقول: «السّلامُ عليكَ يا أبا عبد الله، السّلامُ عليكَ ورحمةُ الله وبركاته».
4) تدعو بهذا الدعاء: «اللّهمّ بحقّ ليلتنا هذه ومولودِها، وحجّتك وموعودِها..».
5) تسجد وتقول كما قال النبيّ صلّى الله عليه وآله:
أ) «سَجدَ لك سوادي وخيالي، وآمَن بك فؤادي، هذه يدايَ وما جنيتُه على نفسي، يا عظيمُ تُرجى لِكُلّ عظيم، اغفرْ ليَ العظيمَ، فإنّه لا يغفرُ الذنبَ العظيمّ إلا الربُّ العظيم».
ب) «أعوذُ بنور وجهِك الذي أضاءتْ له السماواتُ والأرضون، وانكشفتْ له الظلمات، وصَلُحَ عليه أمرُ الأوّلين والآخرين؛ من فُجأة نَقِمَتِك ومن تحويلِ عافيتِك ومن زَوال نِعمتِك، اللّهمّ ارزُقْني قلباً تقيّاً نقيّاً، ومن الشِّركِ بريئاً لا كافراً ولا شقيّاً».
ج) ثم عفّر خدّك في التراب، وقل كما قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: «عفَّرتُ وجهي في التراب، وحُقَّ لي أن أسجدَ لك».
6) ادْعُ بهذا الدعاء الذي كان يدعو به النبيّ صلّى الله عليه وآله في هذه الليلة: «اللّهمّ اقسم لنا من خشيتك ما يحولُ بيننا وبين معصيتك..».
7) قراءة هذا الدعاء، وهو أيضاً من أدعية الأسحار عقيب صلاة الشفع: «إلهي تعرّضَ لك في هذا الليل المتعرّضون..».
8) الصلاة على محمّدٍ وآل محمّدٍ، وقراءة دعاء «اللّهمّ صلِّ على محمّدٍ وآل محمّدٍ شجرةِ النبوَّة...»، المرويّ عن الإمام زين العابدين عليه السلام، والذي يُقرأ عند الزوال من أيام شعبان.
9) قراءة دعاء كميل.
10) قول 100 مرة «سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبر».
11) صلاة ركعتين بعد العشاء, راجع مفاتيح الجنان
12) صلاة الحبوة، أو صلاة جعفر الطيّار رضي الله عنه. سُئل الإمام الرضا عليه السلام، عن ليلة النصف من شعبان، فقال: «هي ليلةٌ يعتِقُ اللهُ فيها الرّقاب من النّار، ويَغفرُ فيها الذُّنوبَ الكِبار». ثمّ قال عليه السلام: «.. إنْ أحبَبْتَ أنْ تتطوّع فيها بشيءٍ؛ فعليكَ بصلاة جعفر بن أبي طالب عليه السلام، وأكثِر فيها مِن ذكرِ اللهِ تعالى ومن الاستغفارِ والدُّعاء، فإنّ أبي عليه السلام كان يقول: الدّعاءُ فيها مستَجاب».