الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الغضب لحُرمات الله
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ"[1].

وردت الآيات في سياق الحديث عن فريضة الحج، لتُخبر المسلمين بضرورة حفْظ حُرمات الله وهي الأمور الّتي نهى عنها وضرب دونها حدودًا منع عن تعدّيها واقتراف ما وراءها والمـُراد من تعظيمها الكفّ عن التجاوز عليها.

وهذه الحرمات تشمل كلّ ما هو محترم في الدّين، وله شأن عند الله كالكعبة المعظّمة والمسجد الحرام وسائر المساجد والقرآن والنّبي (صلّى الله عليه وآله) والأئمّة المعصومين (عليهم السّلام) والأضرحة المقدّسة وقبور الشّهداء والصّالحين والعلماء والفقهاء ولهذه الحُرمات مصاديق:

1ـ  الأوامر والنّواهي الإلهيّة: فالتّعدي بالتّقصير في أداء التّكاليف الإلهيّة فيه هتكٌ لتلك الحرمات الّتي أمر الله بتعظيمها، قال تعالى: ﴿ومَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ[2].

2ـ حقوق النّاس: فالله عزّ وجلّ أقرّ جملةً من الحقوق للنّاس في علاقاتهم مع بعضهم البعض، فالتّعدي عنها هو أيضًا هتكٌ للحُرمات.

3ـ المقدّسات والشّعائر: وهي من أبرز مصاديق حُرمات الله التي أُمرنا بتعظيمها، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ[3].

فمكّة من حُرمات الله وكذلك المسجد الأقصى، قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[4].

إنّ من مظاهر التّعظيم لهذه الشّعائر والمقدّسات هو الغضب لله عزّ وجل لو تعرّضت للهتك، فالغضب خلقٌ سيّء ولكنّه إذا كان لله كان خُلُقًا حسنًا، فالإنسان يغضب عندما يرى حقّه مسلوبًا، أفلا يغضب لربّه إذا رأى من يعتدي على حُرماته؟!

وهذا الغضب هو باب للقوّة على مواجهة ومجابهة أعداء الله فعن أمير المؤمنين (عليه السّلام): "منْ أَحَدَّ سِنَانَ الْغَضَبِ لِلَّهِ قَوِيَ عَلَى قَتْلِ أَشِدَّاءِ الْبَاطِلِ"[5].

وهو باب للوصول إلى رضى الله عز وجل: "ومَنْ شَنِئَ الْفَاسِقِينَ وغَضِبَ لِلَّه غَضِبَ اللَّه لَه، وأَرْضَاه يَوْمَ الْقِيَامَةِ"[6].

وقد أثنى أمير المؤمنين (عليه السّلام) على أبي ذر الغفاري فقال له عند وداعه لما نفي إلى الربذة: "يا أبا ذر! إنّك إنّما غضبت لله عزّ وجل، فارجُ من غضبت له، إنّ القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك، فأرحلوك عن الفناء وامتحنوك بالبلاء، ووالله لو كانت السماوات والأرض على عبد رتقا ثمّ اتّقى الله عزّ وجل جعل له منها مخرجًا، فلا يؤنسك إلّا الحق، ولا يوحشك إلّا الباطل"[7].

كما أثنى على أهل مصر في غضبهم لله حيث قال لهم: "مِنْ عَبْدِ اللَّه عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ غَضِبُوا لِلَّه، حِينَ عُصِيَ فِي أَرْضِه وذُهِبَ بِحَقِّه، فَضَرَبَ الْجَوْرُ سُرَادِقَه عَلَى الْبَرِّ والْفَاجِرِ، والْمُقِيمِ والظَّاعِنِ، فَلَا مَعْرُوفٌ يُسْتَرَاحُ إِلَيْه، ولَا مُنْكَرٌ يُتَنَاهَى عَنْه"[8].

فتكليف كلّ مسلم يحتّم عليه أن يقوم بما يمكّنه من الانتصار لله عز وجل عبر الدّفاع عن تلك المقدّسات بالقول والفعل.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

[1] سورة الحج، الآية 30.
[2] سورة الطلاق، الآية 1.
[3] سورة الحج، الآية 32.
[4] سورة الإسراء، الآية 1.
[5] نهج البلاغة، تحقيق صبحي الصالح، ص 501.
[6] نهج البلاغة، تحقيق صبحي الصالح، ص473.
[7] الشيخ الكليني، الكافي، ج8، ص207.
[8] نهج البلاغة، تحقيق صبحي الصالح، ص410.

13-12-2017 | 15-59 د | 1104 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net