الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
زينب عليها السلام الحضورُ الملهِم
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

عن أمير المؤمنين عليه السلام: نَحْنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، ومَحَطُّ الرِّسَالَةِ، ومُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ، ومَعَادِنُ الْعِلْمِ ويَنَابِيعُ الْحُكْمِ، نَاصِرُنَا ومُحِبُّنَا يَنْتَظِرُ الرَّحْمَةَ، وعَدُوُّنَا ومُبْغِضُنَا يَنْتَظِرُ السَّطْوَةَ.

ترتفعُ فضيلةُ أهلِ بيتِ النبيِّ (ص) على سائرِ الناسِ بما رفعَ اللهُ عزَّ وجلَّ من شأنِهم، فالنبوةُ فيهم، والعلمُ والحكمةُ خصّهم اللهُ بهما، فضيلةٌ لا يُمكنُ لأحدٍ أنْ ينكرَها، فهي ثابتةٌ لعليٍّ عليه السلام ولولدِه أئمةِ الهدى، قال عليه السلام: "أَيْنَ الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّهُمُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ دُونَنَا، كَذِباً وبَغْياً عَلَيْنَا أَنْ رَفَعَنَا اللَّه ووَضَعَهُمْ، وأَعْطَانَا وحَرَمَهُمْ وأَدْخَلَنَا وأَخْرَجَهُمْ، بِنَا يُسْتَعْطَى الْهُدَى ويُسْتَجْلَى الْعَمَى، إِنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ، غُرِسُوا فِي هَذَا الْبَطْنِ مِنْ هَاشِمٍ لَا تَصْلُحُ عَلَى سِوَاهُمْ، ولَا تَصْلُحُ الْوُلَاةُ مِنْ غَيْرِهِمْ".

وهذا العلمُ وهذه المعرفةُ كان لهما تجلياً خاصاً في شخصيةٍ عظيمةٍ هي زينبُ بنتُ أميرِ المؤمنينَ عليهما السلام، والتي سجّلَ التاريخُ لها مواقفَ البطولةِ والتحدّي وإظهارَ الحقِّ ومواجهةَ الظلمِ.

فقد تلقّت المعرفةَ والعلمَ من منبعِهما ومصدرِهما أي من بيتِ أبيها عليٍّ عليه السلام، فهي عالمةٌ غير معلّمةٍ كما وصفَها الإمامُ زينُ العابدينَ عليه السلام، وهذا العلمُ والمعرفةُ كانا السببَ في قدرتِها على الاستمرارِ في مسيرة الإمامِ الحسين بعد شهادتِه، وكما يقولُ الإمامُ الخامنئي: "جزءٌ كبيرٌ من هذه العظمةِ مَرَدُّه إلى أنّها عرفت الظرفَ أولاً: الظرف قبل مسيرِ الإمامِ الحسينِ عليه السلام إلى كربلاء، والظرف في ساعاتِ المحنةِ يومَ عاشوراء، وأيضاً الظرف عند الأحداثِ الوبيلةِ بعد استشهادِ الإمامِ الحسين عليه السلام وثانياً لأنّها قررت أمراً وفقاً لكلِّ ظرفٍ، هذه القراراتُ هي التي صنعتْ زينبَ".

ومن جهةٍ أخرى تمتازُ بعظمةِ الروحِ التي كانتْ تحمِلُها والتي جعلَها جبلاً من الصبرِ يقول الإمام الخامنئي واصفاً ذلك: "البُعد الأبرز في حياةِ زينبَ الكبرى، أنّ إيمانَها باللهِ والثقةَ برحمتِه وعظمتِه، كان من السعةِ والعظمةِ بحيثُ تتصاغرُ أمامَها جميعُ الحوادثِ الكبيرةِ وإنْ كانتْ بحجمِ يومِ عاشوراء.‏ ولا يُمكنُ للجبروتِ الظاهريِّ الذي يتمتّعُ به ساسةُ جورٍ من أمثالِ يزيدَ وعُبيدِ اللهِ بن زياد أن ينتقصَ من كبرياءِ زينبَ الكبرى وعظمتِها".

إنّ القدرةَ على الصبرِ وتحمّلَ المصائبِ فضيلةٌ للسيدةِ زينبَ عليها السلام ولمن كان معها في كربلاء ولكن وكما يقولُ الإمام الخامنئي: "إن عظمةَ السيدةِ زينبَ الكبرى وقيمتَها لا تكمنُ في صبرِها وتحمُّلِها، فكلُّ النسوةِ اللاتي كنّ في ذلك المخيّمِ صبرنَ، ولو لم يصبِرْن فماذا كنّ سيفعلنْ؟ إنّ قيمةَ السيدةِ زينبَ الكبرى وأهميتَها تكمُن في معرفتِها ووعيها، حيث كانتْ تُدركُ ما كانت تفعلُه، كانت تُدركُ أيَّ عملٍ عظيمٍ تقومُ به من خلالِ حضورِها في تلك الواقعةِ وصبرِها على ما جرى فيها. هذا هو الأمرُ المهم".

لقد قدّمت السيدةُ زينبُ بمواقفِها النموذجَ القدوةَ لكلِّ إنسانٍ في هذه الدنيا، ومن ذلك عنصرَ التسليمِ للهِ عزَّ وجلَّ في كلِّ ما جرى من أحداثٍّ في كربلاء وهي التي وقفتْ في مواجهةِ ابن زياد قائلةً: "ما رأيتُ إلا جميلاً هؤلاء قومٌ كتبَ اللهُ عليهم القتلَ فبرزوا إلى مضاجعِهم وسيجمعُ اللهُ بينك وبينهم فتُحاجّون وتختصِمون عنده".

عظّم اللهُ أجورَنا وأجورَكم بذكرى وفاةِ السيدةِ زينبَ بنتِ أميرِ المؤمنينَ عليهما السلام في الخامس عشر من شهر رجب من سنة 62 للهجرة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

04-04-2018 | 14-40 د | 1196 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net