عن أمير المؤمنينَ (عليه السلام) مخاطباً اللهَ عزّ وجلّ: «أنْتَ الْمُنْتَهَى فَلَا مَحِيصَ عَنْكَ، وأَنْتَ الْمَوْعِدُ فَلَا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، بِيَدِكَ نَاصِيَةُ كُلِّ دَابَّةٍ، وإِلَيْكَ مَصِيرُ كُلِّ نَسَمَةٍ».
إنّ غايةَ ما سيصلُ إليهِ الإنسانُ ويشكّلُ نقطةَ رجوعِه الأخيرةَ هي اللهُ عزّ وجلّ، قالَ تعالى: ﴿وأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى﴾، كما قال تعالى: ﴿إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً﴾، والمطلوبُ في ما وردَ من تعاليمِ أهلِ البيتِ (عليه السلام) أنْ يعتقدَ الإنسانُ بذلكَ حقيقةً، ويستحضرَهُ في مفرداتِ هذه الحياة، وقدْ حكى اللهُ عزّ وجلّ قصّةَ جماعةٍ تنزَّلت عليهُم التوبةُ منهُ عندما علموا أنّهم لا خلاصَ لهم إلّا بالعودةِ إلى اللهِ والإنقطاعِ إليه، قال تعالى: ﴿وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ﴾، وهو ما ذكرَهُ الإمامُ (عليه السلام) في بدايةِ كلامِه هذا.
ومنَ اللّطفِ الإلهيِّ بهذا الإنسانِ أنّ اللهَ عزّ وجلّ ومن خلال أنبيائِهِ ورسلِهِ وكتبِهِ أخبرَ اإانسانَ بهذهِ النهايةِ وجعلَها موعداً له، وطلبَ إليه أن يتزوّدَ في هذه الدّنيا لساعةِ الّلقاءِ تلك، فالموعدُ إلى الله عزّ وجل ولا نجاةَ لأحدٍ منهُ، «فلا منجى منك إلّا إليك».
وذلك كلُّه لأنّ الله عزّ وجلّ خالقُ السّمواتِ والأرض، تقعُ تحتَ قدرتِهِ الأشياءُ كلُّها، فما من مخلوقٍ إلّا وأمرُهُ بيدِ اللهِ عزّ وجلّ، ونفسُهُ تحتَ سلطانِ الإرادةِ الإلهيّة، فهي جميعاً تحتَ مُلكِ اللهِ وتحتِ تصريفِ قدرتِه، قال تعالى: «ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها».
وهذا يعني أنّ على الإنسانِ إذا أرادَ الأمانَ في هذه الدّنيا منَ الآفاتِ والبلاءاتِ أن يلجأَ إلى اللهِ عزّ وجلّ معَ الأخذِ بالأسبابِ الطبيعيّة، فكما أنّ معادلةَ النّصرِ الإلهيِّ تعني تنزّلَ النصرِ منَ اللهِ عزّ وجلّ إذا انتصرَ الإنسانُ للهِ عزّ وجلّ ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾ كذلكَ الأمانُ من الآفاتِ والبلاءاتِ، يأتي منَ اللهِ عزّ وجلّ عندما يستكملُ الإنسانُ شروطَهُ الطبيعيّةَ الماديّةَ والمعنويّةَ الإلهيّة.
ومن الأسبابِ المعنويّةِ العودةُ إلى الله اعتقاداً وإيماناً راسخاً بأنّ الأمورَ كلَّها بيدِه، وقد وردَ عن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله): «أمانٌ لأمّتي منَ الهمّ: لا حولَ ولا قوةَ إلّا بالله، لا ملجأَ ولا منجى من اللهِ إلّا إليه».
وكذلك التّوسّلُ بالأولياءِ الصالحينَ المقرّبينَ إلى اللهِ عزّ وجلّ، ولا سيّما بابُ الحوائجِ الإمامُ موسى بن جعفرٍ الكاظم (عليه السلام)، والذي تُصادف ذكرى شهادته يوم الخامس والعشرين من رجب، وهو لفرطِ حلمِهِ وتجاوزِهِ عن المعتدينَ عليهَ دُعيَ كاظماً؛ كان يُجازي المسيءَ بإحسانِه إليهِ ويقابلُ الجانيَ بعفوِهِ عنه، ولكثرةِ عبادتِهِ كان يُسمّى "العبدَ الصالحَ"، ويُعرفُ في العراقِ ببابِ الحوائجِ إلى اللهِ، لنجاحِ مطالبِ المتوسّلينَ إلى اللهِ تعالى به، كرامتُهُ تحارُ منها العقولُ، وتقضي بأنّ لهُ عندَ اللهِ تعالى قدمَ صدقٍ لا تَزَلُّ ولا تزول.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين
فَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَ
عن أمير المؤمنينَ (عليه السلام) مخاطباً اللهَ عزّ وجلّ: «أنْتَ الْمُنْتَهَى فَلَا مَحِيصَ عَنْكَ، وأَنْتَ الْمَوْعِدُ فَلَا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، بِيَدِكَ نَاصِيَةُ كُلِّ دَابَّةٍ، وإِلَيْكَ مَصِيرُ كُلِّ نَسَمَةٍ».
إنّ غايةَ ما سيصلُ إليهِ الإنسانُ ويشكّلُ نقطةَ رجوعِه الأخيرةَ هي اللهُ عزّ وجلّ، قالَ تعالى: ﴿وأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى﴾، كما قال تعالى: ﴿إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً﴾، والمطلوبُ في ما وردَ من تعاليمِ أهلِ البيتِ (عليه السلام) أنْ يعتقدَ الإنسانُ بذلكَ حقيقةً، ويستحضرَهُ في مفرداتِ هذه الحياة، وقدْ حكى اللهُ عزّ وجلّ قصّةَ جماعةٍ تنزَّلت عليهُم التوبةُ منهُ عندما علموا أنّهم لا خلاصَ لهم إلّا بالعودةِ إلى اللهِ والإنقطاعِ إليه، قال تعالى: ﴿وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ﴾، وهو ما ذكرَهُ الإمامُ (عليه السلام) في بدايةِ كلامِه هذا.
ومنَ اللّطفِ الإلهيِّ بهذا الإنسانِ أنّ اللهَ عزّ وجلّ ومن خلال أنبيائِهِ ورسلِهِ وكتبِهِ أخبرَ اإانسانَ بهذهِ النهايةِ وجعلَها موعداً له، وطلبَ إليه أن يتزوّدَ في هذه الدّنيا لساعةِ الّلقاءِ تلك، فالموعدُ إلى الله عزّ وجل ولا نجاةَ لأحدٍ منهُ، «فلا منجى منك إلّا إليك».
وذلك كلُّه لأنّ الله عزّ وجلّ خالقُ السّمواتِ والأرض، تقعُ تحتَ قدرتِهِ الأشياءُ كلُّها، فما من مخلوقٍ إلّا وأمرُهُ بيدِ اللهِ عزّ وجلّ، ونفسُهُ تحتَ سلطانِ الإرادةِ الإلهيّة، فهي جميعاً تحتَ مُلكِ اللهِ وتحتِ تصريفِ قدرتِه، قال تعالى: «ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها».
وهذا يعني أنّ على الإنسانِ إذا أرادَ الأمانَ في هذه الدّنيا منَ الآفاتِ والبلاءاتِ أن يلجأَ إلى اللهِ عزّ وجلّ معَ الأخذِ بالأسبابِ الطبيعيّة، فكما أنّ معادلةَ النّصرِ الإلهيِّ تعني تنزّلَ النصرِ منَ اللهِ عزّ وجلّ إذا انتصرَ الإنسانُ للهِ عزّ وجلّ ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾ كذلكَ الأمانُ من الآفاتِ والبلاءاتِ، يأتي منَ اللهِ عزّ وجلّ عندما يستكملُ الإنسانُ شروطَهُ الطبيعيّةَ الماديّةَ والمعنويّةَ الإلهيّة.
ومن الأسبابِ المعنويّةِ العودةُ إلى الله اعتقاداً وإيماناً راسخاً بأنّ الأمورَ كلَّها بيدِه، وقد وردَ عن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله): «أمانٌ لأمّتي منَ الهمّ: لا حولَ ولا قوةَ إلّا بالله، لا ملجأَ ولا منجى من اللهِ إلّا إليه».
وكذلك التّوسّلُ بالأولياءِ الصالحينَ المقرّبينَ إلى اللهِ عزّ وجلّ، ولا سيّما بابُ الحوائجِ الإمامُ موسى بن جعفرٍ الكاظم (عليه السلام)، والذي تُصادف ذكرى شهادته يوم الخامس والعشرين من رجب، وهو لفرطِ حلمِهِ وتجاوزِهِ عن المعتدينَ عليهَ دُعيَ كاظماً؛ كان يُجازي المسيءَ بإحسانِه إليهِ ويقابلُ الجانيَ بعفوِهِ عنه، ولكثرةِ عبادتِهِ كان يُسمّى "العبدَ الصالحَ"، ويُعرفُ في العراقِ ببابِ الحوائجِ إلى اللهِ، لنجاحِ مطالبِ المتوسّلينَ إلى اللهِ تعالى به، كرامتُهُ تحارُ منها العقولُ، وتقضي بأنّ لهُ عندَ اللهِ تعالى قدمَ صدقٍ لا تَزَلُّ ولا تزول.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين