الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتالإسلام الأصيلنداء الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) إلى المؤتمر الوطنيّ الثاني والثلاثين للصلاةحقُّ النعمةِ

العدد 1690 22 ربيع الثاني 1447هـ - الموافق 15 تشرين الأول 2025م

وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ

مراقباتيجب العمل ويجب السعيوَخُضِ الْغَمَرَاتِ لِلْحَقِّ

العدد 1689 15 ربيع الثاني 1447هـ - الموافق 08 تشرين الأول 2025م

إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ

أُسوةُ العبادةِ
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الناسُ ثلاثةٌ
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق


عنِ الإمامِ عليٍّ (عليه السلام): «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: زَاهِدٌ، وَرَاغِبٌ، وَصَابِرٌ؛ فَأَمَّا الزَّاهِدُ فَلَا يَفْرَحُ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الدُّنْيَا أَتَاهُ، وَلَا يَحْزَنُ عَلَى شَيْ‏ءٍ مِنْهَا فَاتَهُ، وَأَمَّا الصَّابِرُ فَيَتَمَنَّاهَا بِقَلْبِهِ، فَإِنْ أَدْرَكَ مِنْهَا شَيْئاً صَرَفَ عَنْهَا نَفْسَهُ لِمَا يَعْلَمُ مِنْ سُوءِ عَاقِبَتِهَا، وَأَمَّا الرَّاغِبُ فَلَا يُبَالِي مِنْ حِلٍّ أَصَابَهَا أَمْ مِنْ حَرَامٍ».

وَرَدَ في الرواياتِ الكثيرُ من التعاليمِ التربويّةِ التي تنظِّمُ علاقةَ الإنسانِ بهذه الدنيا، فالإكثارُ مِن ذمِّه للتنبيهِ مِن مخاطِرِها وغرورِها، ولكنَّ الدنيا أيضاً هي محلُّ الرِّبحِ والتجارةِ لأولياءِ اللهِ -عزَّ وجلَّ-، كما رُويَ عن أميرِ المؤمنينَ (عليه السلامُ).

وفي الروايةِ أعلاه، تصنيفٌ للناسِ -بِحَسَبِ علاقتِهِم بهذه الدنيا- إلى أصنافٍ ثلاث:

1. أهلِ الزهد:
وهمُ الذين لا تعلُّقَ لهم بهذه الدنيا إطلاقاً، وقد صَرفوا رغبتَهم عنها، فلا يعيشون فرَحاً بما يصلُهم منها، ولا حُزْناً على ما لا يصلُهُم، وعنِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام): «الزُّهْدُ مِفْتَاحُ بَابِ الْآخِرَةِ، وَالْبَرَاءَةُ مِنَ النَّارِ، وَهُوَ تَرْكُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ يَشْغَلُكَ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، مِنْ غَيْرِ تَأَسُّفٍ عَلَى فَوْتِهَا، وَلَا إِعْجَابٍ فِي تَرْكِهَا، وَلَا انْتِظَارِ فَرَجٍ مِنْهَا، وَلَا طَلَبِ مَحْمَدَةٍ عَلَيْهَا، وَلَا غَرَضٍ لَهَا، بَلْ تَرَى فَوْتَهَا رَاحَةً، وَكَوْنَهَا آفَةً، وَتَكُونُ أَبَداً هَارِباً مِنَ الْآفَةِ، مُعْتَصِماً بِالرَّاحَةِ».

وقد رُوي عنه (عليه السلامُ) مفاتيحُ ثلاثٌ للزهد، وهيأن لا يَطُولَ أملُهُ في هذه الدنيا، ويشكُرَ اللهَ على نِعَمِه، ويتجنَّبَ محارِمَه: «أَيُّهَا النَّاسُ، الزَّهَادَةُ قِصَرُ الْأَمَلِ، وَالشُّكْرُ عِنْدَ النِّعَمِ، وَالتَّوَرُّعُ عِنْدَ الْمَحَارِم».

2. أهلِ الصبر: وهو مَن يرغَبُ بهذه الدنيا ويتمنّاها، ولكنّه لا ينقادُ إلى ذلكَ، حذَراً من سوءِ العاقبةِ فيها، وهؤلاءِ أصحابُ الوَرَعِ عنِ المحارم؛ لذا وَرَدَ عنِ الإمامِ عليٍّ (عليه السلام): «الصَّبْرُ عَنِ الشَّهْوَةِ عِفَّةٌ، وَعَنِ الْغَضَبِ نَجْدَةٌ، وَعَنِ الْمَعْصِيَةِ وَرَعٌ»، وسوءُ العاقبةِ يتمثّلُ بالنارِ في الآخرةِ التي يضعُها أهلُ الصبرِ نَصْبَ أعيُنِهِم، فتردعُهُم عنِ المعاصي، فعن أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «وَالصَّبْرُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى الشَّوْقِ، وَالشَّفَقِ، وَالزُّهْدِ، وَالتَّرَقُّبِ. فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلَا عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ اجْتَنَبَ الْمُحَرَّمَاتِ، وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا اسْتَهَانَ بِالْمُصِيبَاتِ، وَمَنِ ارْتَقَبَ الْمَوْتَ سَارَعَ إِلَى الْخَيْرَات».

3. أهلِ الدنيا: وهمُ الراغبونَ بها، اللاهثون عليها، فلا يُبالون كانت مِن حلالٍ أو حرام، ويصفُهُم رسولُ اللهِ (صلّى الله عليه وآله) في ما رُوي عنه: «يُحِبُّونَ جَمْعَ الْمَالِ مِمَّا حَلَّ وَحَرُمَ، وَمَنْعَهُ مِمَّا افْتُرِضَ وَوَجَبَ. إِنْ أَنْفَقُوا إِسْرَافاً وَبَذْراً، وَإِنْ أَمْسَكُوهُ بُخْلًا وَاحْتِكَاراً. أُولَئِكَ الَّذِينَ مَلَكَتِ الدُّنْيَا زِمَامَ قُلُوبِهِمْ حَتَّى أَوْرَدَتْهُمُ النَّارَ بِذُنُوبِهِمْ».

ويترتَّبُ على هذا التعلُّقِ بالدنيا صفاتٌ ذميمةٌ تورِثُهُم إيّاها محبّتُهُم للدنيا، ففي الحديثِ المرويِّ عنِ الإمامِ الصادق (عليه السلام): «فَمَنْ أَحَبَّهَا أَوْرَثَتْهُ الْكِبْرَ، وَمَنِ اسْتَحْسَنَهَا أَوْرَثَتْهُ الْحِرْصَ، وَمَنْ طَلَبَهَا أَوْرَثَتْهُ الطَّمَعَ، وَمَنْ مَدَحَهَا أَلْبَسَتْهُ الرِّيَاءَ، وَمَنْ أَرَادَهَا مَكَّنَتْهُ مِنَ الْعُجْبِ، وَمَنْ رَكَنَ إِلَيْهَا أَوْلَتْهُ الْغَفْلَة».

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين

28-10-2020 | 19-46 د | 1212 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net