الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
عيد الفطر المبارك
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم

عيد الفطر المبارك

قال تعالى: ﴿قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ(المائدة:114)

فقد اعتبر ذلك اليوم الذي أنزل الله تعالى فيه مائدة على عيسى والحواريين, واستجاب دعاءهم, يوم عيد, فارتبط العيد بفرحة تحقق رحمة الله ورزقه لعباده. وإنما سمي العيد عيدا لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد, وقيل في اللغة أن العيد من العدد وسمي كذلك لعوده عاما بعد عام... وهو يوم تشتاق الناس إليه, ومن الظواهر الاجتماعية التي لا يخلوا منها مجتمع إنساني, فلكل مجتمع عيد معين.

حقيقة العيد تاريخيا

والعيد ليس أمرا مختصا بالإسلام ولا بالأديان السماوية فقط بل أن الناس من عادتهم اعتبار الأزمنة التي يحصل لهم فيها أمور مفرحة أو مجيدة أعيادا, وقد ترتبط أحيانا بأمور لا يصح من وجهة إنسانية الاحتفال بها, لأنها قد تكون أيام ظلم لقوم أو إبادة لجماعة أو سيطرة على شعب واستعباده أو غير ذلك.

وقد تقيم بعض المجتمعات أياما أو مواسما معينة عيدا, مثل عيد الربيع, أو عيد الشتاء... كما سميت بعض الأعياد بأسماء بعض الآلهة في الحضارات الجاهلية قبل الإسلام, مثل عيد أدونيس وعيد باخوس...

وارتبطت الأعياد بالأنظمة والحكومات, وما تحاول تربية شعوبها عليه ضمن أيام سميت أعياد.

والواقع أن العيد, يوم انطلاق ويوم فرح وابتهاج, والشريعة اهتمت بأن تجعل للإنسان أيام انطلاق وفرح وسرور, وهي أيام الأعياد. ولكن ما هي ميزات العيد في المفهوم الإسلامي؟

ممكن أن يحتوي مفهوم العيد على عدة مضامين:

1- أن هناك فهما عميقا للعيد, يعتمد على أساس سمو الإنسان ونموه إيمانيا وأخلاقيا, وعليه يمكن أن يكون كل يوم عيدا, ضمن هذا الفهم, كما قال أمير المؤمنين عليه السلام:"كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد".

2- العيد من وجهة نظر الإسلام معناه انتصار الإنسان على نفسه وعلى الشيطان من خلال أدائه لواجباته ولذلك يكون العيد بعد القيام بالعبادة, والفرح إنما يكون بهذا الانتصار, فعيد الفطر يوم انتصار وتوزيع الجوائز على الذين تخرجوا من مدرسة شهر رمضان التربوية العملاقة, يقول الإمام علي عليه السلام:"إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه". وعيد الأضحى, عيد ينتصر فيه الإنسان على نفسه ويربيها, وحينما يتجنب المحرم أمورا تزيد في انضباطه وتحويله إلى إنسان واع هادف, ثم يكون احد مناسك يوم عيد الأضحى هو رمي الجمار, أي رمز لانتصار المؤمن على الشيطان.

3- والأعياد في الإسلام أيضا, هي مواسم اجتماعية, تعم فيها الفرحة والبشرى, في ظل رضا الله ولطفه ورحمته. فالإسلام لا يريد للمسلم أن يبدو وكأنه إنسان بلا عواطف, فلا فرح أو سرور. كما لا يريده أن يبتهج بالمحرمات والموبقات, بل يريد أن يجعل الإنسان المسلم مطيعا لله في أفراحه ومسراته. ولما كان العيد شعيرة دينية من شعائر الله تعالى, لزم إبراز هذه الشعيرة بكل المظاهر الدينية من الصلاة جماعة والتكبير والتهليل والتحميد وقراءة الأدعية المستحبة, فعن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم:"زينوا العيدين بالتهليل والتكبير والتحميد والتقديس". ولا بد بعد العبادة الطويلة التي قمنا بها في هذا الشهر, وما تركت من أثر على النفوس والقلوب, من تجلي هذه الآثار في نفس الفرد بحيث يكون العيد يوم معاهدة, يعاهد الإنسان ربه على أن يبدأ صفحة جديدة من السلوك والعمل الخالي من الذنوب, وان لا يرجع إلى غي أو ضلالة أو انحراف أو ظلم أو أي سيئة تبعده عن رضا الله تعالى, وهذا هو العيد الحقيقي كما مر في الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام .

4- دأب الإسلام على تربية الإنسان المسلم أن لا يقتصر في أفراحه على نفسه, بل يحاول ساعيا لئن يشرك الآخرين في أفراحه. ففي عيد الأضحى تستحب الأضحية لغير الحاج, ويجب على الحاج أن يقدم الهدي, ويأكل منه شيئا, ويتصدق بشيء, ويهدي القسم الثالث. أما في عيد الفطر, فقد جاءت الشريعة بزكاة الفطرة, فكما أن هناك زكاة على الأموال, فهناك زكاة على الأبدان, وهي زكاة الفطرة. وفي الروايات: إن الصيام يبقى معلقا بين السماء والأرض, ينتظر صاحبه أن يدفع زكاة صيامه, وبذا يحاول الإسلام أن يدخل البهجة إلى بيوت قد لم تعرف معنى لطعام أو لباس جديد لأطفالها, فينزل فرحة على قلوب المحتاجين والمعوزين.

5- ومن آداب الأعياد, أن أنماطا من السلوك الاجتماعي تتحول إلى عبادة, منها:

أ‌- ينبغي أن تتجلى صلة الرحم وزيارة الأقارب
في هذا اليوم لا سيما الوالدين والاهتمام بالزوجة والأولاد, ونحرص على توطيد العلاقات داخل الأسرة, فعن الإمام الباقر عليه السلام:"تزاوروا في بيوتكم فإن ذلك حياة لأمرنا, رحم الله عبدا أحيا أمرنا". كما يستحب الاهتمام بالتزيّن في اللباس والمظهر وإدخال السرور والفرح على نفوس الأولاد والأطفال حتى يقترن العيد في نفوسهم بهذه المعاني, ويحرص على تقديم التهاني والتبريكات وتقبيل الأطفال والقيام بكل ما من شأنه أن يشيع جو الإلفة والمودة والوئام.

ب‌- مبادرة المسلم للسلام على أخيه,
وخصوصا الذي كان له معه سوء تفاهم, أو عكّر الشيطان صف الود والإخاء بينهما, وخيرهما الذي يبدأ صاحبه بالسلام, ولا سيما ذوي القربى والأرحام في صلتهم, وعدم قطع العلاقة معهم. ويجب المبادرة إلى نبذ الخلافات وإشاعة روح المودة والتسامح والتصالح, فلا ينبغي أن يبقى متخاصمين, ولا نترك قطيعة أو بغضاء بين المؤمنين إلا ونعمد على إزالتها يوم العيد. كما ينبغي الرأفة بالفقراء والمحتاجين الذين لا يقدرون على توفير الحاجات المادية المطلوبة ومساعدتهم ليشاركوا إخوانهم بهذا الفرح, فقد ورد عن أبي عبد الله عليه السلام:"من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كرب الآخرة وخرج من قبره وهو ثلج الفؤاد". ولا بد من عيادة المرضى ومواساتهم, وزيارة أهل القبور.

ت‌- ومن آداب يوم العيد, المصافحة ومبادلة التهاني مع المؤمنين, ويستحب أن تذهب إلى مكان الصلاة من طريق, وتعود إلى بيتك من طريق آخر, حتى تلتقي بأكبر عدد ممكن من الناس, في السلام عليهم ومبادلتهم التهاني. وتبادل الهدايا التي تزيل تعكر العلاقات, وتجتذب المحبة, وقد تكون هدية بسيطة تفتح قلوبا وعقولا وأرواحا كانت مغلقة.

هذه هي بعض مفاهيم العيد, وسننه وآدابه, التي ندبنا الإسلام لها, ووضع لنا هذه الآداب والسنن, لنكون منشدين إليه في هذا اليوم ونحن ندعو فيه:"اللهم أهل الكبرياء والعظمة, وأهل الجود والجبروت, وأهل التقوى والمغفرة, وأهل العفو والرحمة, أسألك بحق هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيدا, ولمحمد صلى الله عليه واله وسلم ذخرا وشرفا وكرامة ومزيدا, أن تدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد, وأن تخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد...".

08-09-2010 | 06-20 د | 1727 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net