الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1647 15 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 17 كانون الأول 2024 م

السيّدة الزهراء (عليها السلام) نصيرة الحقّ

وَهِيَ الْحَوْرَاءُ الْإِنْسِيَّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع مختلف فئات الشعب بشأن التطوّرات في المنطقةانتظار الفرجمراقباتمراقباتيجب أن نكون من أهل البصائر ومن الصابرين كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء القيّمين على مؤتمر إحياء ذكرى شهداء محافظة أصفهانفَمَا وَهَنُوا وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا

العدد 1646 08 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 10 كانون الأول 2024 م

وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ

من نحن

 
 

 

التصنيفات
جهادُ التبيين
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق



قالَ تعالى في كتابِه الكريم، واصفاً ما أنزلَهُ على رسولِه بقولِه: ﴿هَٰذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾[1].

لقدْ كانتْ عنايةُ اللهِ بعبادِه أنْ خلقهُم ولم يترُكْهم هَمَلاً، بلِ اللهُ عزَّ وجلَّ ﴿ٱلَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَىْءٍ خَلْقَهُۥ ثُمَّ هَدَىٰ﴾[2]. ومِن أعظمِ مصاديقِ الهدى هذا هو التشريعاتُ الإلهيّةُ التي أنزلها على أنبيائِه ورسلِه، وحفِظَها بالأئمّةِ من أهلِ البيتِ (عليهم السلام) وبالعلماءِ الصالحينَ من ورثتِهم.

لقدْ كانتِ الآياتُ تتنزَّلُ لتخاطبَ في الإنسانِ العقل، قالَ تعالى: ﴿كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾[3]. وطريقُ ذلكَ أن يعتمدَ الإنسانُ التفكيرُ الذي يصلُ به إلى الهدى، قالَ تعالى: ﴿کَذٰلِکَ‌ يُبَيِّنُ‌ اللَّهُ‌ لَکُمُ‌ الْآيَاتِ‌ لَعَلَّکُمْ‌ تَتَفَکَّرُونَ‌﴾[4]، وكذلك لتخاطبَ القلب، قال تعالى: ﴿كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾[5].

وإذا اعتمدَ الإنسانُ النظرَ في الآياتِ وصلَ إلى الغاية، وهي الهداية، قال تعالى: ﴿كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾[6]، كما يصلُ في كمالِ معرفتِه إلى درجةِ الشاكرين: ﴿كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾[7].

ومنْ خلالِ النظرِ في آياتِ كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ هذِه، تظهرُ لنا عظَمَةُ دورِ التبيينِ في الأخذِ بالإنسانِ إلى كمالاتِه، فهو وظيفةُ الأنبياء، قالَ تعالى: ﴿رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيم﴾[8].

وبملاحظةِ سيرةِ الأئمّةِ المعصومينَ (عليهم السلام) نجدُ أنّ جهادَهم تمثَّلَ في وظيفةِ التبيين، يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (دام ظلُّه): «ما نوعُ جهادِ الأئمّةِ (عليهم السلام)؟ لم يكنْ جهادُ الأئمّةِ (عليهم السلام) عسكريّاً باستثناءِ بعضِهم -أميرِ المؤمنينَ والإمامِ الحسنِ المجتبى، والإمامِ الحسينِ (عليهم السلام) قاتلوا بالسيفِ فقط- وبقيّةُ الأئمّةِ (عليهم السلام) الذين لم يقاتلوا بالسيفِ ماذا كان جهادُهم؟ «جهادُ التبيين». إنّني أكرّرُ دائماً: التبيينُ أو جهادُ التبيين؛ بيِّنوا ونوِّروا».

وتتجلّى أهمّيّةُ وظيفةِ التبيينِ أنّها فرْضٌ على كلِّ مؤمنٍ فيما يعرفُه من معالمِ هذا الدين، وهو ساحةٌ من ساحاتِ الجهادِ في سبيلِ الله، يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (دام ظلّه): «في يومٍ من الأيّام، يكونُ الميدانُ عسكريّاً مثلَ مرحلةِ «الدفاعِ المقدّس»، ومرحلةِ الدفاعِ عن المقاماتِ المقدّسة. الميدانُ هنا هو عسكريّ. في ذلك اليوم، شخّصَ كثيرونَ الواجبَ، وتحرّكوا، وذهبوا، وأدُّوا واجبهم ... في يومٍ آخر، يكون الميدانُ هو العلم، ويكون الجهادُ هو الجهادُ العلميّ. يجبُ رفعُ [رايةِ] العلم. في يومٍ ما، قدْ يكونُ الميدانُ هو الأنشطةُ الاجتماعيّة. في يومٍ آخر، يكونُ الميدانُ هو الخدماتُ الاجتماعيّةُ وخدمةُ الناس. في اليومِ الذي يحاولُ فيه العدوُّ وضعَ المجتمعِ تحتَ ضغطٍ اقتصاديٍّ من أجلِ وضعِ الناسِ في وجهِ الإسلام، وفي وجهِ النظامِ الإسلاميّ، في ذلكَ اليوم، إذا كنتَ تخدمُ الناسَ اقتصاديّاً واجتماعيّاً، فقدْ قمتَ بالجهادِ ضدَّ العدوّ، لكنَّ الأهمَّ من ذلكَ كلِّه هو مجالُ التبيينِ والتنوير. إذا كانَ هناكَ تنوير، فسيكونُ حالُ هذه الميادينِ كلِّها واضحاً في الزمانِ والمكانِ المناسبَين، وسوفَ تجدُ رجالَها».


[1] سورة آل عمران، الآية 138.
[2] سورة طه، الآية 50.
[3] سورة البقرة، الآية 242.
[4] سورة البقرة، الآيتان 219 - 266.
[5] سورة البقرة، الآية 187.
[6] سورة آل عمران، الآية 103.
[7] سورة المائدة، الآية 89.
[8] سورة النساء، الآية 165.

16-06-2022 | 10-41 د | 576 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net