الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتثلاثةٌ تهدمُ العقلَ

العدد 1652 20 رجب 1446 هـ - الموافق 21 كانون الثاني 2025م

خصال الخير - من وصيّة الإمام الكاظم (عليه السلام)

مراقبات

العدد 1651 13 رجب 1446 هـ - الموافق 14 كانون الثاني 2025م

لا تمحو ذكرنا

التسليمُ بابُ قضاءِ الحوائجِمراقبات

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر
من نحن

 
 

 

التصنيفات
ثلاثةٌ تهدمُ العقلَ
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

عنِ الإمامِ موسى بنِ جعفرٍ الكاظمِ (عليه السلام): «يَا هِشَامُ، مَنْ سَلَّطَ ثَلَاثاً عَلَى ثَلَاثٍ، فَكَأَنَّمَا أَعَانَ هَوَاهُ عَلَى هَدْمِ عَقْلِهِ: مَنْ أَظْلَمَ نُورَ فِكْرِهِ‏ بِطُولِ أَمَلِهِ، وَمَحَا طَرَائِفَ حِكْمَتِهِ بِفُضُولِ كَلَامِهِ، وَأَطْفَأَ نُورَ عِبْرَتِهِ بِشَهَوَاتِ‏ نَفْسِهِ، فَكَأَنَّمَا أَعَانَ هَوَاهُ عَلَى هَدْمِ عَقْلِهِ، وَمَنْ هَدَمَ عَقْلَهُ، أَفْسَدَ عَلَيْهِ دِينَهُ وَدُنْيَاهُ»[1].

حثَّتِ المواعظُ الإنسانَ على تربيةِ نفسِهِ ومخالفةِ هواهُ، وسلاحُ ذلكَ الخوفُ منَ اللهِ ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ﴾[2]. وكلَّما اشتدَّ خوفُ الإنسانِ منْ ربِّهِ، قَويَ على محاربةِ الأهواءِ النفسانيّةِ؛ وذلكَ عندما يكونُ العقلُ حاكماً، يراقبُ النفسَ الأمّارةَ بالسوءِ، ويواجهُها بعاقبةِ المعاصي، ويرشدُنا كلامُ الإمامِ الكاظمِ (عليه السلام) إلى أسبابٍ ثلاثةٍ، تُضعِفُ الخوفَ في نفسِ الإنسانِ، وتُوجِبُ تعطيلَ عملِ العقلِ الذي وهبَهُ اللهُ إيّاهُ، وجعلَهُ طريقاً إلى جنّتِهِ:

1. طولُ الأملِ: يعيشُ الإنسانُ على الأملِ، وما حذّرَت منهُ الرواياتُ والتعاليمُ الأخلاقيّةُ هوَ الوقوعُ في طولِ الأملِ، فاللهُ تعالى أباحَ الجِدَّ في الدنيا، والعملَ، والسعيَ لطلبِ الرزقِ والربحِ، ولكنْ معَ التحذيرِ منْ طولِ الأملِ، الذي فيهِ الغفلةُ عنِ اللهِ، وضياعُ حقوقِ اللهِ، والتقصيرُ في واجبِ اللهِ، فعنْ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «مَا أَطَالَ عَبْدٌ اَلْأَمَلَ، إِلَّا أَسَاءَ اَلْعَمَلَ»[3].

بلْ إنَّهُ سببٌ لقسوةِ القلبِ، ففي ما ناجى اللهُ عزَّ وجلَّ بهِ موسى (عليه السلام): «يَا مُوسَى، لاَ تُطَوِّلْ فِي اَلدُّنْيَا أَمَلَكَ، فَيَقْسُوَ قَلْبُكَ، وَقَاسِي اَلْقَلْبِ مِنِّي بَعِيدٌ»[4].

وعلاجُ طولِ الأملِ ترقُّبُ الأجلِ، الذي قدْ يحينُ في أيِّ لحظةٍ، فعنْ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «مَنْ يَأْمُلُ أَنْ يَعِيشَ غَداً فَإِنَّهُ يَأْمُلُ أَنْ يَعِيشَ أَبَداً، وَمَنْ يَأْمُلُ أَنْ يَعِيشَ أَبَداً يَقْسُو قَلْبُهُ، وَيَرْغَبُ فِي اَلدُّنْيَا، وَيَزْهَدُ فِي اَلَّذِي وَعَدَهُ رَبُّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى»[5].

2. فُضولُ الكلامِ: لقدْ وردَ الحثُّ الشديدُ على صونِ اللسانِ، والتحذيرُ منَ البلاءاتِ التي يكونُ الكلامُ سبباً لوقوعِ الإنسانِ فيها، ومنْ أهمِّها فُضولُ الكلامِ، فمِنْ مضارِّ ذلكَ ما وردَ عنِ الإمامِ عليٍّ (عليه السلام): «إِيَّاكَ وَفُضُولَ اَلْكَلاَمِ! فَإِنَّهُ يُظْهِرُ مِنْ عُيُوبِكَ مَا بَطَنَ، وَيُحَرِّكُ عَلَيْكَ مِنْ أَعْدَائِكَ مَا سَكَنَ»[6].

وعلى الإنسانِ أنْ يستحضرَ دائماً أنَّ ما ينطقُ بهِ مدوّنٌ في صحيفةِ أعمالِهِ، وقدْ مرَّ أميرُ المؤمنينَ (عليه السلام) برجلٍ يتكلّمُ بفُضولِ الكلامِ، فوقفَ عليهِ، ثمَّ قالَ: «يَا هَذَا، إِنَّكَ تُمْلِي عَلَى حَافِظَيْكَ كِتَاباً إِلَى رَبِّكَ؛ فَتَكَلَّمْ بِمَا يَعْنِيكَ، وَدَعْ مَا لاَ يَعْنِيكَ»[7].

3. شهواتُ النفسِ: لقدْ أمرَ اللهُ عزَّ وجلَّ عبادَهُ بالسيرِ في الأرضِ، والاعتبارِ بما جرى على مَنْ سبقَ منْ أُممٍ، وما يمنعُ الإنسانَ منَ الاعتبارِ شهواتُ نفسِهِ الأمّارةِ بالسوءِ، والرغباتُ التي تُوجِبُ الغفلةَ والنسيانَ، فعنْ الإمامِ عليٍّ (عليه السلام): «أُوصِيكُمْ بِمُجَانَبَةِ اَلْهَوَى؛ فَإِنَّ اَلْهَوَى يَدْعُو إِلَى اَلْعَمَى، وَهُوَ اَلضَّلاَلُ فِي اَلْآخِرَةِ وَاَلدُّنْيَا»[8]، وعنهُ (عليه السلام): «إِنَّكَ إِنْ أَطَعْتَ هَوَاكَ أَصَمَّكَ، وَأَعْمَاكَ، وَأَفْسَدَ مُنْقَلَبَكَ، وَأَرْدَاكَ»[9].

ختاماً، نُعزِّي صاحبَ العصرِ والزمانِ (عجَّلَ اللهُ تعالى فرَجَهُ الشريفَ)، ووليَّ أمرِ المسلمينَ، والمجاهدينَ جميعاً، بذكرى شهادةِ الإمامِ موسى بنِ جعفرٍ الكاظمِ (عليه السلام) في الخامسِ والعشرينَ مِنْ رجبٍ، عامَ 183 للهجرةِ.

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين


[1] ابن شعبة الحرّانيّ، تحف العقول، ص386.
 [2]سورة النازعات، الآية 40.
[3] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج3، ص259.
 [4]الأمير ورّام، تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص42.
[5] ابن الأشعث، الجعفريّات (الأشعثيّات)، ص240.
[6]  الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، ص99.
[7]  الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج4، ص396.
[8]  نعمان بن محمد المغربيّ، دعائم الإسلام، ج‏2، ص350.
 [9] الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، ص172.

21-01-2025 | 23-02 د | 44 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net