الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1698 17 جمادى الثانية 1447هـ - الموافق 08 كانون الأول 2025م

الزهراء (عليها السلام) ونهج الصمود

فاطمةُ الزهراءُ عابدةٌ شفيعةٌكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء الآلاف من السيّدات والفتياتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) المتلفزة والموجّهة إلى الشعب الإيرانيّإنسانٌ عرشيّ إنسانٌ كامل مراقباتخَوْفُ الأَبْرَارِمراقباتالتعبويُّ العاملُ للهِ عزَّ وجلَّمراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
قَليلُهُ كَثيرٌ
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

عنْ أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السلامُ): «اِفْعَلُوا اَلْخَيْرَ وَلاَ تُحَقِّرُوا مِنْهُ شَيْئاً، فَإِنَّ صَغِيرَهُ كَبِيرٌ، وَقَلِيلَهُ كَثِيرٌ، وَلاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إِنَّ أَحَداً أَوْلَى بِفِعْلِ اَلْخَيْرِ مِنِّي، فَيَكُونَ وَاَللَّهِ كَذَلِكَ؛ إِنَّ لِلْخَيْرِ وَاَلشَّرِّ أَهْلاً، فَمَا تَرَكْتُمُوهُ مِنْهُمَا كَفَاكُمُوهُ أَهْلُهُ»[1].

لقدْ فتحَ اللهُ عزَّ وجلَّ للإنسانِ في هذهِ الدنيا مساحاتٍ واسعةً لِنَيلِ ما يكونُ فيهِ النفعُ لآخرتِهِ، ومنْ ذلكَ الخيرُ، صغيرُهُ وكبيرُهُ، واغتنامُ أيِّ فرصةٍ منَ الفُرَصِ للمبادرةِ والمُسارعةِ إلى ذلكَ.

وأعظمُ ما يدفعُ الإنسانَ للإقدامِ على فعلِ الخيرِ في أيِّ فرصةٍ تُمَكِّنُهُ، هوَ الوعدُ الإلهيُّ لهُ بأنَّهُ سوفَ يَجِدُهُ حيثُ يكونُ في أشدِّ الحاجةِ إليهِ، وذلكَ في الموقفِ يومَ القيامةِ، فعنِ الإمامِ الصادقِ (عليهِ السلامُ): «لاَ تُصَغِّرْ شَيْئاً مِنَ اَلْخَيْرِ، فَإِنَّكَ تَرَاهُ غَداً حَيْثُ يَسُرُّكَ»[2].

ولنا في الاقتداءِ بأهلِ بيتِ العصمةِ والطهارةِ، أهلِ الخيرِ الدائمِ، في كلِّ المناسباتِ والفُرَصِ، قدوةٌ عظيمةٌ؛ إذْ عَمَّ خيرُهُم مواليَهُم ومُخالِفيهِم، وسجّلَ اللهُ عزَّ وجلَّ لهُم عظيمَ فِعْلِهِم؛ لأنَّهُ كانَ في أعلى درجاتِ خُلوصِ النِّيّةِ.

ومنْ ذلكَ، ذِكرُ اللهِ عزَّ وجلَّ في آياتِهِ لِتصدُّقِ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ (عليهِ السلامُ) بخاتمِهِ، وهوَ راكعٌ يُصلّي في المسجدِ. تقولُ الروايةُ عنْ أصدقِ الناسِ لهجةً، وهوَ أبو ذرٍّ الغِفاريّ: صَلَّيتُ معَ رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ) يوماً منَ الأيّامِ صلاةَ الظهرِ، فسألَ سائلٌ في المسجدِ، فلم يُعْطِهِ أحدٌ، فرفعَ السائلُ يدَهُ إلى السماءِ، وقالَ: اللهمَّ اشهدْ أنّي سألتُ في مسجدِ رسولِ اللهِ، فلم يُعطِني أحدٌ شيئاً. وكانَ عليٌّ راكعاً، فأومأَ إليهِ بخنصرِهِ اليمنى، وكانَ يَتَخَتَّمُ فيها، فأقبلَ السائلُ حتّى أخذَ الخاتمَ منْ خنصرِهِ، وذلكَ بعينِ النبيِّ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ). فلمّا فَرَغَ النبيُّ منْ صلاتِهِ، رفعَ رأسَهُ إلى السماءِ، وقالَ: «اللهمَّ، موسى سألَكَ، فقالَ: ﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي﴾[3]، فأنزلْتَ عليهِ قرآناً ناطقاً: ﴿سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا  بِآَيَاتِنَا﴾[4]. اللهمَّ، وأنا محمّدٌ نبيُّكَ وصفيُّكَ، اللهمَّ واشرحْ لي صدري، ويسِّرْ لي أمري، واجعلْ لي وزيراً من أهلي عليّاً، اشدُدْ بهِ ظهري»[5].

قالَ أبو ذرّ: فما استتمَّ رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ) الكلمةَ، حتّى نزلَ جبرئيلُ منْ عندِ اللهِ تعالى إلى الرسولِ الأكرمِ، وقالَ: يا محمّدُ، اقرأْ: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾[6].

نُباركُ لصاحبِ العصرِ والزمانِ (عَجَّلَ اللهُ تعالى فرَجَه)، ولِوليِّ أمرِ المسلمينَ، وللمجاهدينَ جميعاً، الذكرى العَطِرَةَ ليومِ التصدُّقِ بالخاتمِ، وأسبوعِ الصدقةِ.

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين


[1] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، ص550، الحكمة 422.
[2] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج68، ص182.
[3] سورة طه، الآيات 25 - 32.
[4] سورة القصص، الآية 35.
[5] الحسكانيّ، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، ج1، ص230.
[6] سورة المائدة، الآيتان 55 - 56.

18-06-2025 | 19-36 د | 272 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net