الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
زواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالسيدة خديجة
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم

زواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالسيدة خديجة رضوان الله عليها -10 / ربيع الأول / السنة 15 قبل البعثة

لما تاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مضاربة في أموال خديجة، وخرج بقوافلها إلى الشام رجع وفير الربح سريع القدوم، فأخذ - ميسرة - خادمها يخبرها عما رآه بعينه من كرامة محمد ونبله وخلقه وسموه، ولأجل ما كانت تعرفه عنه وما شاع في الأوساط من أخلاقه في قومه رغبت في الزواج منه. قال ابن هشام في (سيرته): "فلما أخبرها ميسرة ما أخبرها بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت له: يا ابن عم إني قد رغبت فيك لقرابتك ووسطتك (عراقتك) في قومك، وأمانتك وحسن خلقك، وصدق حديثك، ثم عرضت نفسها عليه"1.

رجع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أعمامه وأخبرهم بذلك، وطلب منهم أن يخطبوها له، فخرج جمع من بني هاشم يرأسهم أبو طالب إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وقيل: إلى عمها عمرو ابن أسد ليخطبوا خديجة لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، فلما استقرّ بهم المقام قام أبو طالب وقال: "الحمد لرب هذا البيت الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إسماعيل، وأنزلنا حرماً آمناً، وجعلنا الحكام على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه.. ثم إن ابن أخي هذا من لا يوزن برجل من قريش إلاّ رجح به، ولا يقاس به رجل إلاّ عظم عنه، ولا عدل له في الخلق، وإن كان مقلاً في المال، فإن المال رفد جار وظل زائل، وله في خديجة رغبة، وقد جئناك لنخطبها إليه برضاها وأمرها، والمهر عليّ في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله، وله ورب هذا البيت حظ عظيم ودين شائع ورأي كامل"2.

قال القمي(قده): "فلم يسعف عمها الرد فغالبت خديجة حياءها وقالت بلسان فصيح: أي عم، إنك وإن كنت الأولى بالكلام في هذا المقام غير أني بما أختاره الأولى، فقد زوجت نفسي منك يا محمد، وأما مهري فهو من مالي"3.

فقال أبو طالب: أيها الناس اشهدوا أن خديجة زوجت نفسها من محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأنها ضمنت مهرها، فقال بعضهم: عجباً أن تضمن النساء مهورهنّ للرجال!

فانتفض أبو طالب غاضباً وقال: لو كان الأزواج مثل ابن أخي لطلبتهم النساء بأغلى القيم، وأغلى المهور، ولو كان مثلكم لطلبن منهم مهراً غالياً4.

ثم إن أبا طالب عليه السلام نحر جزوراً لوليمة الزواج، وتم زفاف درة الأنبياء على جوهرة النساء، وأنشد عبد الله بن غنم، فقال:
هنيئا مريئا يا خديجة قد جرت لك       الطير فما كان منك بأسعد
تزوجت من خير البرية كلها فمن      ذا الذي في الناس مثل محمد


إضاءة من سيرة السيدة خديجة عليها السلام:

كان عمر خديجة عند زواجها بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم على القول المشهور أربعين سنة5.

وكان عمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما بنى بخديجة خمساً وعشرين سنة. وكانت خديجة آنذاك عذراء لم تتزوج كما يذكر ذلك السيد جعفر مرتضى العاملي المؤرخ المعاصر في كتابه (الصحيح من السيرة) استناداً ما روى عن أحمد البلاذري وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما والسيد المرتضى في كتابه الشافي.

فقال السيد جعفر مرتضى: "خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، كانت تعرف في قومها بـ(سيدة قريش) و(الطاهرة)، فقد كانت ذات حسب وشرف ومال وحزم، وكان رجال قومها حريصين على الزواج بها لو يقدرون، وقد خطبها عظماء قريش، وبذلوا لها الأموال ولم ترض.

وقد كانت جميلة الخلقة، وكريمة الصفات، يعرف الكل سجاياها وكرم خلقها، ومنزلتها في قومها، وكان لها قوافل تجارية تجوب ما حول مكة من البلاد، وكان الكل يرغب في الاتجار معها.

نعم هكذا كانت خديجة، ولما لم تجد من أوصاف النبي السامية في غيره عرضت عليه الزواج بها، فيا للعجب، خديجة ترفض العظماء - بلحاظ الحكم الجاهلي - رغم ما يقدمون من المهور الغالية، وتقبل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتضمن له مهرها من مالها، بل تهبه كل ما تملك وتضعه تحت تصرفه، كل ذلك لما وجدته فيه من صفات كانت غريبة جداً في مجتمع متردي الأطراف، وكذلك قبل النبي بها لا لشيء سوى سموها وحسن خلقها وطهارتها في قومها، وما كان المال يهمه، ولذا أنفقه بعد البعثة في نشر الإسلام.


1- السيرة النبوية لابن هشام 1: 237.
2- منتهى الآمال 1: 52.
3- المصدر السابق.
4- المصدر السابق.
5- راجع موسوعة التاريخ الإسلامي 1: 333.

10-02-2011 | 04-12 د | 2584 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net