بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرى شهادة الدكتور مصطفى شمران_21/ حزيران/ 1982م = 31/ خرداد/ 1360هـ. ش
إن أهم ما يميز سيرة حياة ذلك الشهيد، سعيه الدائم ونشاطه الدؤوب، للارتقاء الروحي والمعنوي، في شتى مراحل حياته، بدءًا من طفولته إلى شبابه حتى كهولته، فقد كان دائماً من السابقين سواء في دراسته أو سلوكه أو عمله ونشاطه، حتى بلغ القمة في ذلك كله في شهادته وهو في ميادين الدفاع عن الحق، وهذه نبذة من سيرة حياته.
ولادته ونشأته ودراسته:
ولد الشهيد مصطفى شمران عام 1311هـ.ش، (1932 م) في العاصمة طهران، وبعد أن أنهى دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية بتفوق، التحق بالكلية الفنية بطهران.
دخل الشهيد قسم الهندسة الكهربائية بالكلية، وهناك أظهر نبوغاً منقطع النظير، إذ تخرج من الجامعة بدرجة (ممتاز) كأول على دفعته، رغم انشغاله خلال تلك الفترة بنشاطات سياسية واجتماعية ضد النظام الملكي البائد في إيران.
وقد أهله ذلك التفوق للحصول على بعثة دراسية إلى أمريكا لمتابعة دراساته العلمية، وهناك أسس الاتحاد الإسلامي للطلبة، الذي ضم الكثير من الجامعيين الإيرانيين، كما أصدر مجلة في هذا الإطار وقام بالعديد من الفعاليات ضد النظام البهلوي المقبور.
ثم انتقل بعدها إلى مصر، وبعدها إلى لبنان، حيث بقي هناك مدة ثماني سنوات ساهم خلالها مع الإمام المغيب موسى الصدر، في خدمة إخوانه اللبنانيين في شتى المجالات، لا زالت تذكر إلى الآن.
ومما يجدر ذكره هنا، أن الشهيد بالتوازي مع دراسته الجامعية في إيران، كان يحضر دروساً في تفسير القرآن الكريم عند المرحوم آية الله الطالقاني في مسجد (هدايت)، كما كان يحضر دروس الفلسفة والمنطق لدى الأستاذ الشهيد مرتضى مطهري.
نشاطه السياسي:
كان للشهيد نشاط سياسي بارز ضد الحكم البهلوي، قبل الثورة الإسلامية، وخلالها، فكان حاضراً في كل مظاهرة واحتجاج، حيث أصيب بجروح في عدد منها، ولاسيما لدى قدوم الرئيس الأمريكي نيكسون إلى إيران.
بالإضافة إلى نشاطه البارز في سنوات الغربة التي عاشها خارج إيران.
وبعد انتصار الثورة الإسلامية، رجع الشهيد إلى أرض الوطن بعد 22 سنة قضاها خارج البلاد، حيث أصبح نائباً لرئيس الوزراء، ثم ممثلاً للإمام في مجلس الدفاع، وبعدها عين وزيراً للدفاع، وممثلاً عن طهران في مجلس الشورى الإسلامي.
كما قام الشهيد بتشكيل مجموعات المتطوعين في الأهواز لصد اعتداءات البعثيين، حيث أنزل بهم ضربات موجعة، كما كان له حضور بارز في القضاء على العناصر المناوئة للثورة في عدة مناطق.
استشهاده:
كان هم الشهيد أن يلقى وجه ربه وهو في ساحات الجهاد، إذ كان ذلك أمنية حياته، وبالفعل، فقد نال مراده، عندما كان في منطقة (دهلاوية) قرب مدينة (سوسنكرد) جنوب إيران التي طهرها من فلول الصداميين المعتدين، حيث استشهد هناك بعد أن أنجز آخر مهمة له في حياته بكل نجاح وتفوق كما كان ذلك عهده طوال حياته، فالتحق بالرفيق الأعلى شهيداً ظهر (31/ خرداد/ 1360هـ. ش = 21/ حزيران/ 1982م).
ودفن في مقبرة (بهشت زهراء) (جنة الزهراء)، إلى جوار إخوانه الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
قال فيه الإمام الخميني (قده) بعد استشهاده:
"... لقد كان مجاهداً تقياً، ومعلماً بارزاً، كانت بلادنا في أمسِّ الحاجة إليه، وإلى أمثاله، واستطاع شمران العزيز، بعقيدة نقية خالصة، بعيدة عن أي اتجاه سياسي، وإيمان بالهدف الإلهي الأسمى، أن يسير في طريق الجهاد من بداية حياته حتى الشهادة..".