معنى العيد:
العيد في اللغة مأخوذ من عاد بمعنى العود أي عاد إليه، أو مأخوذ من العادة بمعنى اعتاده (المعجم الوسيط 635)، والعيد في الإسلام هو يوم محدد نصّت عليه الشريعة الإسلامية المقدسة وحددت له أعمالاً وآداباً ومراسم خاصة.
الأعياد في الإسلام:
المستفاد من النصوص أن أعياد المسلمين بالمعنى المصطلح أربعة لا غير وهي: عيد الفطر، ويوم النحر المسمى بعيد الأضحى، ويوم الجمعة في كل أسبوع، وعيد الغدير.
وقد جاء في الحديث عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كم للمسلمين من عيد؟ فقال: أربعة أعياد، قال: قلت: قد عرفت العيدين والجمعة، فقال لي أعظمها وأشرفها يوم الثامن عشر من ذي الحجة... بالإشارة إلى عيد الغدير.
فلسفة وأبعاد العيد في الإسلام:
للعيد في المفهوم الإسلامي فلسفة ودلالات هامة ينبغي الاهتمام بها ومراعاتها وهي:
أ- البعد الديني والعبادي للعيد: فالعيد شعيرة من شعائر الله تعالى، التي ينبغي أن تظهر وتبرز في المجتمع الإسلامي، ومنها استحباب التكبير والتهليل والتحميد صبيحة العيد، والاجتماع للصلاة وغيرها من الأعمال والمستحبات إلا للتأكيد على هذا الجانب. فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله: (زيّنوا العيدين بالتهليل والتكبير والتحميد والتقديس).
ب- البعد الاجتماعي للعيد: فالتلاقي والتزاور وغيرها من المظاهر في العيد تحقق حالة إنسانية تزيد من التواصل والترابط الحميم بين أفراد المجتمع، فقد ورد الحث الشديد على التزاور في الله ولقاء الإخوان، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من زار أخاه المؤمن إلى منزله لا حاجة منه إليه كتب من زوار الله، وكان حقيقاً على الله أن يكرم زائره)، وعن الإمام الباقر عليه السلام: (تزاوروا في بيوتكم فإن ذلك حياة لأمرنا، رحم الله عبداً أحيا أمرنا).
ت- إبراز الزينة والبهجة والسرور: صحيح بأن بهجة العيد وزينته ليست لذات العيد، بل لما يحمله العيد من معان ومفاهيم عظيمة في الإسلام تتجلى في غفران الذنوب، وقبول الأعمال..، إلا أن هذا لا يتنافى أبداً مع إبراز مظاهر الزينة المعنوية بالتهليل والتكبير، والزينة المادية من خلال التجمل في اللباس للكبار والصغار، وتبادل التهاني والتبريكات بأجواء تسودها البهجة والسرور. فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله: (إن الله يحب إذا خرج عبده المؤمن إلى أخيه أن يتهيأ له وأن يتجمل)، وقد ورد التأكيد في النصوص على أن خير لباس في كل زمان لباس أهله. ومما قاله الإمام الصادق عليه السلام لعبيد بن زياد: (إظهار النعمة أحب إلى الله من صيانتها، فإياك أن تتزين إلا في أحسن زي قومك).
ث- إحياء البعد التربوي للعيد: وذلك بالسعي الجدي للمشاركة في تحمّل المسؤولية تجاه الفقراء والمستضعفين لنشعرهم جميعاً بفرحة العيد، وليكن شعارنا العمل ليفرح الناس كل الناس بالعيد، وذلك من خلال التعاون والتكافل والإيثار، فقد ورد أن علياً اشترى ثوباً فأعجبه فتصدق به، وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من آثر على نفسه آثره الله يوم القيامة الجنة. وعن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله: (لا يؤمن عبد حتى يحب للناس ما يحب لنفسه من الخير)