القاضي السعيد هبة الله بن جعفر بن المعتمد سناء الملك محمد السعدي المعروف بابن سناء الملك ، ولد سنة 550 هـ كثير النعم وافر الثروة اشتهر بالنظم والنثر الجيّدين وسنّه دون العشرين ، جرت بينه وبين القاضي الفاضل مراسلات كثيرة.
من آثاره: روح الحيوان ، فُصوص الفصول ، ديوان رسائل ، ديوان شعره المطبوع بالقاهرة سنة 1388 هـ.
وكان ملماً ببعض اللغات الاجنبية ، فهو يجيد الفارسية ويتقنها ويشير الى ذلك في احدى قصائده التي وجهها إلى القاضي الفاضل
وعزّ على العرب اني حفظـ ـت برغمى بعضِ لغات العجم
قال ابن سعيد في كتابه (الاغتباط في حلي مدينة الفسطاط) ج 2 ص 293 انه كان مغالياً في التشيع ، أما شارح الديوان فينفي عنه ذلك ، ومن قوله في مدح القاضي الفاضل
ولكم أتتني من أياديه ثنى يا من رأى متشيعاً متسنناً |
أصبحت في مدح الاجل موحّداً وغدوتُ من حُـبّي له متشيّعـاً |
أبوه القاضي الرشيد كان يشغل منصباً هاماً ويعتني بتربية ولده هذا. كانت وفاة الشاعر في العشر الأول من شهر رمضان سنة 608 هـ. ودفن بالقاهرة كما ذكر ابن خلكان في الوفيات.
ولما كان قد حرم عطف أبويه بوفاتهما وهو في ريعان الشباب أكثر من رئائهما فيقول في رثاء امه.
وأصدا عنك كأنني قالي |
مالي أُنهنه عنك آمالي |
ويرثي أباه في لهفة عارمة كما رثى أمه.
ويا جار إن الله فيها له جار |
أيا دار في جنات عدن له دار |
وهي قصيدة بلغ فيها الذروة لأنها عصارة نفس.
وإن لـذيل الـدمع فيه لجرّار لما فنيت من مقولي فيه أشعار اذا أثـقلتني في القيامة أوزار |
سأبكي أبي بل ألبس الدمع بعده وإن فنيت من ناظري فيه أدمع لـعليّ بـعد الموت ألقاه شافعاً |
وقد بلغت هذه القصيدة تسعة وستين بيتاً وكثير من أبياتها فرائد نفيسة ، وقال في رثاء امه في قصيدته التي مطلعها
فليطل منكما بكاء الوفاء |
صح من دهرنا وفاة الحياء |
والقصيدة طويلة تبلغ تسعة وستين بيتاً ، وفي هذه القصيدة يضيق صدره ولا ينطلق لسانه فيقول
ـين ولو صغت بالثريا رثائى لا ولو كنت أشعـر الشعـراء فـبحقى ألا تـجيبي نـدائي فـاه مـن ذلك السنى والسناء فرأيت الإغضاء في إغضائي |
أنتِ عندي أجل مـن كـل تأبـ في ضميري ما ليس يبرز شعري وإذا مـا دعـوتُ قبركِ شوقاً هل درى القبر ما حواه وما أخ فـلكم شـفّ باهر النور منه |
ثم يخاطب القبر ويناجيه فيقول
قال من قصيدة
شوراءَ من همّي وحزني قـتلوه ظلماً مثل غبني ه كـلُ شـيعيّ~ وسُنّي ن بـه فـإني لا أهنّى ح بـه فـأني لا أغني بٍ لـلبغاة وكـلّ طعن سقو ه قـطرةً مـن ماءِ شَنّ حُ بـالولاء ولستَ تكنى كـر قـاتليه بـكل لعن لـيزيدني مَن لم يُردنى بالبثّ من صدرِ كسجن |
ونـظمتُها فـي يوم عا يـومٌ يـناسب غَبن مَن يـوم يـساءُ بـه وفي إن لـم أعـزِّ المسلمي أو كـنتُ مـمن لا ينو قُـتِلَ الحسين بكل ضر شَـنّوا عـليه وما أنـتَ الـوليُّ له تصرّ ولأنـتَ أولـى مَن يبا وهـو الـشفيعُ لحاجتي وقـصـيدتي أطـلقتها |
*ادب الطف ـ الجزء الرابع16_ 18