كمال الدين الشافعي ابو سالم كمال الدين محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن القرشي العدوي النصيبيني الشافعي المفتي الرحّال ، كان اماماً في الفقه الشافعي بارعاً في الحديث والاصول ، مقدماً في القضاء والخطابة ، له تاليف منها كتاب مطالب السؤل في مناقب آل الرسول قال الشيخ الأميني في الجزء الخامس من الغدير: ولد المترجم سنة 582 كما في طبقات السبكي وشذرات الذهب وتوفي بحلب في 17 رجب سنة 652.
سمع الحديث بنيسابور عن ابي الحسن المؤيد بن علي الطوسي ، وحدّث بحلب ودمشق وبلاد كثيرة ، وروى عنه الحافظ الدمياطي ، ومجد الدين بن العديم قاضي القضاة ، وفقيه الحرمين الكنجي.
أقام بدمشق في المدرسة الامينية ، وفي سنة 648 كتب الملك الناصر المتوفي 655 صاحب دمشق تقليده بالوزارة فاعتذر وتنصل فلم يقبل منه ، فتولاها بدمشق يومين كما في طبقات السبكي ، وتركها وانسلّ خفية وترك الأموال الموجودة وخرج عما يملك من ملبوس ومملوك وغيره ، ولبس ثوباً قطنيّاً وذهب فلم يُعرف موضعه.
وتولّى في ابتداء أمره القضاء بنصيبين ، ثم قضاء مدينة حلب ، ثم ولي خطابة دمشق ، ثم لما زهد حجّ فلما رجع أقام بدمشق قليلاً ثم سار الى حلب فتوفى بها.
بعض تآليفه
1 ـ الدر المنظم في اسم الله الاعظم.
2 ـ مفتاح الفلاح في اعتقاد أهل الصلاح.
3 ـ كتاب دائرة الحروف.
4 ـ مطالب السؤل في مناقب آل الرسول ، طبع اكثر من مرّة ، قال معاصره الاربلي في كشف الغمة ص 17: مطالب السؤل في مناقب آل الرسول تصنيف الشيخ العالم كمال الدين محمد بن طلحة وكان شيخاً مشهوراً وفاضلاً مذكوراً ، أظنه مات سنة أربع وخمسين وستمائة ، وحاله في ترفعه وزهده وتركه وزارة الشام وانقطاعه ورفضه الدنيا حال معلومة قرب العهد بها ، وفي انقطاعه عمل هذا الكتاب وكتاب الدائرة ، وكان شافعي المذهب من اعيانهم ورؤسائهم.
وفي كتاب أعلام العرب:هو أحد الصدور الرؤساء والعلماء الأدباء ولد سنة 582 هـ بالعمرية من قرى نصيبين وطلب العلم ورحل من أجله وبلغ نيسابور وتفقه فبرع في علم الفقه والاصول والخلاف فكان إماماً في القضاء والخطابة متضلعاً في الأدب والكتابة اقول وذكره الصفدي في الوافي بالوفيات وعدد سجاياه وحسن سيرته.
ومن شعره في الامام امير المؤمنين كما جاء في مؤلفه مطالب السؤل في مناقب آل الرسول.
بـمدح إمـام بالهدى خصّه الله بـانزالها أولاه بـعض مـزاياه شـهود بـها أثـنى عليه فزكّاه بـخاتمه يـكفيه في نيل حسناه سـواه سـنا رشـد به تَمّ معناه مـن الشرف الأعلى وآتاه تقواه بـوارق أشـفاق عـليه فـربّاه هـداه بـها نهج الهدى فتوخّاه بـأنك مـنّي يـا عـليّ وآخاه بـأنك مولى كل مَن كنتُ مولاه كـفت شرفاً في ماثرات سجاياه |
أصخ واستمع آيات وحيٍ تنزّلت فـفي آل عمران المباهلة التي وأحزاب حاميم وتحريم هل أتى وإحـسانه لـما تـصدّق راكعاً وفي آية النجوى التي لم يفز بها وأزلـفه حـتى تـبوأ مـنزلاً وأكـنفه لـطفاً بـه من رسوله وأرضـعه اخلاف اخلاقة التي وانـكحه الـطهر البتول وزاده وشـرّفه يـوم «الغدير» فخصه ولـو لـم يكن إلا قضية خيبر |
وقوله
مـناقبهم جـاءت بـوحيِ وإنزال وفي سورة الأحزاب يعرفها التالي على الناس مفروض بحكم وإسجال رواةٌ عَـلوا فـيها بـشدِّ وترحال |
هـم الـعروة الوثقى لمعتصم بها مناقب في الشورى وسورة هل اتى وهم اهل بيت المصطفى فودادهم فـضايلهم تـعلو طـريقة مـتنها |
ومن شعره في العترة الطاهرة قوله
ذوي الـهدى والعمل الصالح والـيـهم ذو مـتجرٍ رابـح قام الورى في الموقف الفاضح اسـلم مـن حرّ لظى اللافح تـجاوزاً عـن ذنـبي الفادح تـنجيه مـن طـائره البارح نُـجح سـؤال المذنب الطالح فـيهتدي بـالمنهج الـواضح |
يـا رب بـالخمسة أهل العبا ومَـن هـم سـفن نجاة ومَن ومَـن لـهم مـقعد صدقٍ إذا لا تخزني واغفر ذنوبي عسى فـانني ارجـو بـحبي لـهم فـهـم لـمن والاهـم جُـنّة وقـد تـوسّلت بـهم راجـيا لـعـله يـحـظى بـتوفيقه |
ومن شعره في رثاء الحسين قوله
مـقـام سـؤال والـرسول سـؤلُ د وفـاطمة الـزهراء وهـي ثـكول لـه الـحق فـيما يـدّعي ويـقول ولـيس إلـى تـرك الجواب سبيل ووزر الــذي أحـدثـتموه ثـقيل سـوى خصمكم والشرح فيه يطول فــإن لـه نـار الـجحيم مـقيل رعـايـتهم أن تـحـسنوا وتـنيلوا ونـهـج هـداهـم بـالنجاة كـفيل لـهـا غــرر مـجلوّةٌ وحُـجول فـمنها فـروع قـد زكـت وأصول
ظـهـرن فـمـا يـغتالهنّ أفـول |
الا أيـهـا الـعـادون إن أمـامكم ومـوقف حـكم والـخصوم مـحم وإن عـلـياً فـي الـخصام مـؤيّدٌ فـمـاذا تـردّون الـجواب عـليهم وقـد سـؤتموهم فـي بنيهم بقتلهم ولا يـرتجي فـي ذلـك اليوم شافع ومن كان في الحشر الرسول خصيمه وكـان عـليكم واجـباً في اعتمادكم فـإنـهـم آل الـنـبـي وأهـلـه مـناقبهم بـين الـورى مـستنيرةٌ مـناقب جـلّت أن تحاط بحصرها مـناقب مـن خـلق الـنبي وخُلقا |
*ادب الطف ـ الجزء الرابع 51 _55.