الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الشيخ رجب البرسي
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الشيخ رضي الدين رجب بن محمد بن رجب البرسي الحلي المعروف بالحافظ كان حياً سنة 813 وتوفي قريباً من هذا التاريخ.

والبرسي نسبة الى برس، في الرياض بضم الباء وسكون الراء ثم السين المهملة ، قرية بين الكوفة والحلة فأصبحت اليوم خرابا ولعل اشتهاره بالحافظ لكثرة حفظه فقد كان فقيهاً حافظاً محدثاً أديباً شاعراً مصنفاً في الاخبار وغيرها له كتاب (مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير المؤمنين) وله رسائل في التوحيد وكان ماهراً في أكثر العلوم وله يد طولى في اسرار علم الحروف والاعداد ونحوها كما يظهر من تتبع مصنفاته.

أقول ذكر السيد الأمين في الاعيان 13 مؤلفا كلها آية في الابداع. قال: ولم يعرف له شعر إلا في أهل البيت.

وفي البابليات: الشيخ رضي الدين رجب بن محمد بن رجب المعروف بالحافظ لكثرة حفظه والبرسي نسبة الى قرية "برس"1ومنها أصل المترجم وفيها مولده

ثم سكن الحلة وهو من أشهر علمائها في أواخر القرن الثامن طويل الباع واسع الاطلاع في الحديث والتفسير والأدب وعلم الحروف. قال صاحب الروضات عند ذكره: كان معاصراً لأمثال صاحب المطول والسيد الشريف والشيخ مقداد السيوري وابن المتوج البحراني.

وهو يروي في بعض مصنفاته عن شاذان بن جبرئيل بن اسماعيل القمي وقال عنه صاحب رياض العلماء: انه البرسي مولداً والحلي محتداً، الفقيه المحدث الصوفي صاحب كتاب مشارق الانوار المشهور وغيره، كان من متأخري علماء الامامية لكنه متقدم على الكفعمي صاحب المصباح وكان ماهراً بأكثر العلوم وله يدٌ طولى في علم اسرار الحروف والاعداد ونحوها كما يظهر من تتبع مصنفاته ثم عدّ له أكثر من أحد عشر مصنفاً.

في مقدمة كتاب "البحار" في تعداد كتب الاخبار التي نقل منها:

وكتاب مشارق الانوار وكتاب الالفين للحافظ رجب البرسي ولا أعتمد على ما يتفرد بنقله لاشتمال تكابيه على ما يوهم الخبط والخلط وانما اخرجنا منهما ما يوافق الاخبار المأخوذة من الاصول المعتبرة، وروى أيضا عن كتابي المترجم في الـ ج 8 من البحار ص 762 خبرين فيما يختص بوفاة امير المؤمنين عليه السلام ومدفنه فقال بعد نقله لهما: ولم ار هذين الخبرين إلا عن طريق البرسي ولا اعتمد على ما يتفرد بنقله ولا أردهما لورود الاخبار الكثيرة. الخ.

وقال صاحب "الأمل" في ترجمته: كان فاضلاً محدثاً شاعراً منشئاً اديباً له كتاب مشارق انوار اليقين في حقائق اسرار امير المؤمنين وله رسائل في التوحيد وغيره وفي كتابه افراط وربما نسب الى الغلو واورد فيه لنفسه اشعاراً جيدة. ا هـ.

قال من قصيدة في رثاء الحسين عليه السلام
 

فـيا لـك مـقتولا بكته السما دما وثـلّ سـرير الـعز وانهدم المجد
شـهيداً غـريباً نازح الدار ظامياً ذبـيحا ومـن سافي الوريد له ورد
بـروحي قـتيلا غـسله من دمائه سـليبا ومـن سافي الرياح له برد
وزينب حسرى تندب الندب عندها من الحزن أو صاب يضيق بها العدّ
تـجاذبنا أيـدي العدى بعد فضلنا كـأن لـم يـكن خير الأنام لنا جد
وتـمسي كريمات الحسين حواسراً يـلاحظها فـي سيرها الحر والعبد

فمن شعره في مدح النبي صلى الله عليه واله وسلم قوله
 

أضـاء بـك الأفق المشرق ودان لـمـنطقك الـمنطق
وكـنـت ولا آدم كـائـنا لأنـك مـن كـونه أسـبق
ولـولاك لم تخلق الكائنات ولا بـان غرب ولا مشرق
تـجليت يـا خاتم المرسلين بـشأوٍ من الفضل لا يلحق
فـأنـت لـنـا أول آخـر وبـاطن ظـاهرك الأسبق
تـعاليت عن صفة المادحين وان اطـنبوا فيك أو أعمقوا
فـمعناك حول الورى دارة عـلى غيب أسرارها تحدق
وروحك من ملكوت السماء تـنزل بـالأمر مـا يخلق
ونشرك يسري على الكائنات فـكلٌ عـلى قـدره يـعبق
الـيك قـلوب جـميع الانام تـحـنّ واعـناقها تـعنق
وفـيض أياديك في العالمين بـأنهار أسـرارها يـدفق
وآثــار آيـاتك الـبينات عـلى جبهات الورى تشرق
فـموسى الـكليم وتـوراته يـدلان عـنك اذا استنطقوا
وعـيسى وانـجيله بـشّرا بـأنك احـمد مـن يـخلق
فـيا رحمة الله في العالمين ومـن كـان لولاه لم يخلقوا
لأنـك وجـه الجلال المنير  ووجـه الجمال الذي يشرق
وانـت الأمين وانت الأمان وانـت تـرتّقُ مـا يـفتق
اتـى رجـبٌ لك في عاتق ثـقيل الـذنوب فهل يعتق

ولم يعرف له شعر إلا في أهل البيت ومن شعره الذي أورده في مشارق الأنوار قوله في أهل البيت عليه السلام كما في أمل الآمل
 

فـرضي ونفلي وحديثي انتم وكـل كُـلّي مـنكم وعـنكم
وأنـتم عـند الـصلاة قبلتي اذا وقـفـت نـحوكم أُيـمّم
خـيالكم نـصبٌ لـعيني ابدا وحـبكم فـي خاطري مخيم
يـا سـادتي وقادتي اعتابكم بـجفن عـيني لـثراها الثم
وقـفاً عـلى حديثكم ومدحكم جعلت عمري فاقبلوه وارحموا
منوا على (الحافظ) من فضلكم واسـتنقذوه فـي غد وأنعموا

وقوله
 

أيـهـا الـلائم دعـن واستمع من وصف حالي
أنــا عـبـد لـعـلي المرتضى مولى الموالي
كـلـما ازددت مـديحاً فـيـه قـالوا لا تـغال
واذا أبـصـرت فــي الـحق يـقيناً لا أبـالي
آيــة الله الـتي فـي وصـفها الـقول حلالي
كــم الـى كـم أيـها الـعاذل أكـثرت جدالي
يـا عذولي في غرامي خـلّني عـنك وحـالي
رح إذا مـا كـنت ناج واطـرّحني وضـلالي
إن حُــبّـي لـعـلي الـمرتضى عين الكمال
وهـو زادي في معادي ومـعـاذي فـي مـآلي
وبــه اكـملت ديـني  وبــه خـتـم مـقالي

وله من أبيات في مدح امير المؤمنين عليه السلام

ابـا حسن لو كان حبّك مدخلي جـهنم كان الفوز عندي جحيمها
وكيف يخاف النار من كان موقناً بـأنك مـولاه وانـت قـسيمها
فـوا عجباً من أمّة كيف ترتجي مـن الله غفراناً وانت خصيمها
وواعـجباً اذ اخـرتك وقـدّمت سـواك بلا جرم وانت زعيمها

وله في معنى قول من قال في حق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: ما أقول في رجل اخفت أولياؤه فضائله خوفاً ، وأخفت أعداؤه فضائله حسداً وشاع من بين ذين ما ملأ الخافقين

روى فضله الحساد من عظم شأنه وأعـظم فضل راح يرويه حاسد
مـحبوه أخفوا فضله خيفة العدى وأخـفاه بـغضاً حـاسد ومعاند
وشـاع لـه من بين ذين مناقب تـجلّ بأن تحصى وان عدّ قاصد
إمـام لـه فـي جبهة المجد أنجم تـعالت فـلا يـدنو إليهن راصد
فـضائله تسمو على هامة السما وفـي عـنق الجوزاء منها قلائد
وأفـعاله الـغر الـمحجّلة الـتي تـضوّع مسكاً من شذاها المشاهد


ومما اورده له السيد نعمة الله الجزائري قوله في أمير المؤمنين عليه السلام

الـعقل نـور وأنـت مـعناه والـكون سـر وأنـت مـبداه
والـخلق في جمعهم إذا جمعوا الـكـل عـبد وأنـت مـولاه
انـت الـولي الـذي مـناقبه مـا لـعلاها فـي الخلق اشباه
يـا آيـة الله فـي الـعباد ويا سـرّ الـذي لا إلـه إلا هـو
تـناقض الـعالمون فـيك وقد حـاروا عن المهتدى وقد تاهوا
فـقـال قــوم بـأنه بـشرٌ وقـال قـوم لا بـل هـو الله
يا صاحب الحشر والمعاد ومَن مــولاه حـكـم الـعباد ولاه
يـا قـاسم الـنار والجنان غداً أنـت مـلاذ الـراجي وملجاه
كيف يخاف (البرسي) حرّ لظى وأنـت عـند الـحساب منجاه
لا يـختشي الـنار عبد حيدرة  إذ لـيس فـي النار مَن تولاه

وله
 

هو الشمس أم نور الضريح يلوح هو المسك أم طيب الوصي يفوحُ
لـه النص في يوم الغدير ومدحه مـن الله في الذكر المبين صريح
امـام اذا مـا الـمرء جاء بحبّه فـميزانه يـوم الـمعاد رجـيح

وما اكثر هذا النوع في شعر متنبي الغرب محمد بن هاني الاندلسي في مدح الفاطميين "خلفاء مصر" كقوله في المعز

ما شئت لا ماشاءت الاقدار فاحكم فأنت الواحد القهار

وقوله من قصيدة

قد قال فيك الله ما أنا قائل  فكأن كل قصيدة تضمين

وكقول الشريف الرضي في الطايع العباسي

لله تمّ لك المحل الاعظم واليك ينتسب العلاء الاقدم

الى كثير من امثال ذلك ونظائره مما كان الاحرى بالشاعر العدول عنها فأن في ميادين المدح متسعاً بما دون ذلك.

 

ومن شعره في الحسين عليه السلام.

يميناً بنا حادى السرى إن بدت نجدُ يـميناً فـللعاني الـعليل بـها نجدُ
وعج فعَسى من لاعج الشوق يشتفي غـريم غـرام حـشو أحشائه وقد
وسـربي بـسرب فيه سرب جآذر لـسربي مـن جهد العهاد بهم عهد
ومـر بـي بليل في بليل عراصه لأ  روى بـريّا تـربة تـربها نـدّ
وقـف بي أنادي وادي الايك علني  بـذاك أرى ذاك الـمساعد يا سعد
فـبالربع لي من عهد جيرون جيرة يـجيرون ان جار الزمان إذا عدّوا
عزيزون ربع العمر في ربع عزهم تـقضى ولا روع عراني ولا جهد
وربـعي مـخضرٌ وعيشي مخضل ووجـهي مـبيضٌ وفـودي مسود



وله في العترة الطاهرة

عـبدكم الـحافظ الفقيرعلى أعـتاب أبـوابكم يروم فلا
تـخيبوه يـا سـادتي أمـلا وأقـسموه يـوم الـمعاد الى
 ظل ظليل نسيمه عطر ناح حمام وأورق الشجر
صلى عليكم رب السماء كما أصـفاكـم واصطفـاكم كرما
وزاد عبـدا والاكـم نعـما ما غرّد الطير في اغصون وما
   

وله في العترة الطاهرة
 

إذا رمـتَ يوم البعث تنجو من اللظى ويـقبل مـنك الدين والفرض والسنن
فــوال عـلـياً والأئـمـة بـعده نجوم الهدى تنجو من الضيق والمحن
فـهم عـترة قـد فـوض الله أمـره إلـيهم لـما قـد خـصهم منه بالمنن
أئـمـة حــق أوجـب الله حـقهم وطـاعتهم فـرص بها الخلق تمتحن
نـصحتك أن تـرتاب فـيهم فتنثني الى غيرهم من غيرهم في الانام من ؟
فـحـب عـلـي عــدة لـولـيه يـلاقيه عـند الـموت والقبر والكفن
كـذلك يـوم الـبعث لـم يـنج قادم مـن الـنار إلا مـن تولى أبا الحسن

* ادب الطف ـ الجزء الرابع 233 _238.


1- هو على ما ضبطه ياقوت في معجمه بالضم ـ وقال غيره بالكسر ـ موضع بأرض بابل به آثار لبخت نصر وتل مفرط العلو يسمى صرح البرس ـ قلت ولا يزال هذا التل يرى للناظرين من مسافة أميال. وفي القاموس: برس قرية بين الكوفة والحلة. ويقع تلّها اليوم على يمين الذاهب من النجف إلى كربلاء وبينه وبين طريقيهما فرات الهندية. وعلى يسار الذاهب من الكوفة وذي الكفل الى الحة.
 

09-03-2011 | 02-07 د | 3527 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net