قال السيد الامين: والحسن بن محمد بن راشد هو واحد فلا يظن احد أنهما اثنان قال عنه هو من اكابر العلماء، له مؤلفات وتحقيقات عدّدها السيد الامين.
وقال الشيخ الحر العاملي في (امل الآمل): الحسن بن راشد ، فاضل فقيه، شاعر اديب، له شعر كثير في مدح المهدي وسائر الأئمة عليهم السلام، ومرثية الحسين عليه السلام، وارجوزة في تاريخ الملوك والخلفاء، وارجوزة في تاريخ القاهرة، وارجوزة في نظم ألفية الشهيد، وغير ذلك.
قال الشيخ اليعقوبي: قلت وله ارجوزة في الصلاة ذكرها الشيخ الطهراني في الذريعة مع ما تقدم من أراجيزه كما ذكر في الجزء الخامس من الذريعة ارجوزته المسماة بالجمانة البهية في نظم الالفيّة الشهيدية، وتكلم بالتحقيق عنها وعن ناظمها كثيراً.
وذكره صاحب رياض العلماء في موضعين من كتابه، فالأول بقوله: الشيخ تاج الدين الحسن بن راشد الحلي الفاضل العالم الشاعر من أكابر الفقهاء وهو من المتأخرين عن الشهيد بمرتبتين والظاهر انه معاصر لابن فهد ورأيت بعض أشعاره في مدح الأئمة في بلدة أردبيل ورأيت أيضا قصيدة له في الرد على من ذكر في تاريخ له مدح معاوية وملوك بني امية وكانت بخط الشيخ محمد الجباعي جد البهائي، وفي مجموعة اخرى بخط الشيخ عبد الصمد ولد الشيخ محمد المذكور وظني انه بعينه الشيخ حسن بن محمد بن راشد صاحب كتاب مصباح المهتدين في أصول الدين وقد رأيت صورة لخط الشيخ حسن بن راشد هذا في آخر كتاب المصباح الكبير للشيخ الطوسي بهذه العبارة: بلغت المقابلة بنسخة مصصحة وقد بذلنا الجهد في تصحيحه واصلاح ما وجد فيه من الغلط إلا ما زاغ عنه البصر وحسر منه النظر وفي المقابل بها بلغت مقابلة بنسخة صحيحة بخط الشيخ علي بن احمد الرميلي وذكر انه نقل نسخته تلك من خط علي بن محمد السكوني وقابلها بها بالمشهد الحائري الحسيني. وكان ذلك في 17 شعبان من سنة 830 كتبه الفقير الى الله الحسن بن راشد ـ.
وذكره ثانياً بقوله: الحسن بن محمد بن راشد المتكلم الفاضل الجليل الفقيه الشاعر المعروف بابن راشد الحلي كان من أكابر العلماء وهو متأخر الطبقة عن الشهيد ورأيت في أستراباد من مؤلفاته مصباح المهتدين في أصول الدين جيد حسن المطالب وتاريخ كتابة النسخة سنة 883 (والمراد أنها ليست بخط المؤلف) قال: والحق عندي اتحاده مع الشيخ تاج الدين حسن بن راشد الحلي السابق إذ عصرهما متقارب والنسبة إلى الجد شائعة.
قال من قصيدة حسينية
لـم أنـسه في فيافي كربلاء وقد | حـام الـحِمام وسُدّت أوجه الحيل |
فـي فتية من قريش طاب محتدها | تغشى القراع ولا تخشى من الاجل |
مـن كـل مكتهل في عزم مقتبل | وكـل مـقتبل فـي حزم مكتهل |
قـرم اذا الموت أبدى عن نواجذه | ثـنى لـه عطف مسرور به جذل |
أما ارجوزته الجمانة المتقدم ذكرها والتي قرضها استاذة المقداد السيوري فأولها كما في الاعيان
قال الفقير الحسن بن راشد | مبتدئاً باسم الإله الماجد |
وفي الفوائد الرضوية أن تاريخ نظم الجمانة سنة 825 وعدد أبياتها 653 كما يدل عليه قوله.
وهذه الرسالة الألفية | نظمتها بالحلة السيفية |
في عام خمس بعد عشرين مضت | ثـم ثـمان مـن مئات انقضت |
سـت مـئات وثـلاث ضـبطا | وبـعدها خـمسون تحكي سمطا |
وأســأل الافـاضـل الائـمة | أئـمـة الـديـن هـداة الأمـة |
أن يـستروا مـنها بـذيل العفو | مـا وجـدوا مـن خلل أو هفو |
فـانـه مـن شـيمة الانـسان بـل | كـل مـنسوب الى الامكان |
ويـسـألوا الله بـفـضل مـنهم | الـعفو لـي فالله يـعفو عـنهم |
وله نفس طويل في الشعر كما تدل على ذلك قصائده ونسب اليه الجباعي في مجموعته هذين البيتين
نعم يا سيدي أذنبت ذنباً | حملت بفـعله عبـئاً ثقـيلا |
وها أنا تـائب منه مقرٌ به | لك فاصفح الصفح الجميلا |
وهذه إحدى قصائده الحسينية رواها السيد الأمين في الاعيان
يـشـجني رســم دار دارس الـطَللِ | ولا جـرى مـدمعي فـي اثر مرتحل |
ولا تـكلّف لـي صحبي الوقوف على | ربـع الـحبيب أرجّي البرء من عللي |
ولا سـألت الـحيا سـقيا الـربوع ولا | حـللت عـقد دمـوع العين في الحلل |
ولا تـعـرضت لـلـحادي اسـائـله عـن | هـذه الخفرات البيض في الكلل |
ولا أسـفت عـلى دهـر لـهوتُ بـه مـع | كـل طـفل كعود البانة الخضل |
وافـي الروادف معسول المراشف مص | قـول الـسوالف يـمشي مـشية الثمل |
يـتـيه حـسناً ويـثني جـيد جـازية | دلاً ويـمـزج صـرف الـود بـالملل |
تـرمي لـواحظه عـن قـوس حاجبه | بـأسهمٍ مـن نـبال الـغنج والـكحل |
ان قـلت جـسمي يبلى في هواك اسى | مـن الـجفا ومـمض الـصد قال بلي |
* ادب الطف ـ الجزء الرابع 270 _272.