الشيخ مفلح بن الحسن بن راشد أو رشيد بن صلاح الصيمري البحراني.
قال السيد الامين في الاعيان: توفي في حدود سنة 900 وقبره في قرية سنماباد من قرى البحرين وقبر ابنه الشيخ حسين بجنبه.
أقوال العلماء فيه
في أمل الآمل:فاضل علامة فقيه معاصر الشيخ علي بن عبد العالي الكركي وفي رسالة للشيخ سليمان البحراني وصفه بالفقيه العلامة. قال المؤلف: وأقواله وفتاواه مشهورة مذكورة في كتب الفقهاء المبسوطة.
وقال الزركلي في الأعلام: مفلح بن الحسن بن رشيد بن صلاح الصيمري: فقيه أمامي. نسبته إلى صيمر بقرب خوزستان. له كتب منها: جواهر الكلمات في صيغ العقود والايقاعات ، فرغ من تأليفه سنة 870 و(التبيينات) رسالة في الفرائض والتنبيه على غرائب من لم يحضره الفقيه ، وأجازة بخطه كتبها سنة 873.
أقول وترجم له الشيخ علي البلادي في (أنوار البدرين) ص 74 وقال: وقبره في قرية سلما باد من البحرين وقبر ابنه الصالح الشيخ حسين بجنبه. أقول وذكر ترجمة ولده الشيخ حسين ابن الشيخ مفلح المتوفي سنة 933.
وذكر البحاثة المعاصر الشيخ آغا بزرك الطهراني في عدة مواضع من (الذريعة) كتب الشيخ مفلح واجازاته.
وترجم له السيد الخوانساري في روضات الجنات وقال توفي سنة 933 وعمره يزيد على الثمانين ، وكان له فضائل ومكرمات وكان يختم القرآن في كل ليلة الاثنين والجمعة مرة.
مؤلفاته
في الرسالة المتقدمة: له التصانيف المليحة الفائقة (1) غاية المرام في شرح شرائع الاسلام ، في أنوار البدرين ولعله أول شروح الشرائع وفي الرسالة المتقدمة: وقد أجاد فيه وطبق المفصل وفرق فيه بين الرطلين في الزكاتين وفاقاً لابن فهد الحلي في المهذب والعلامة في التحرير (2) شرح الموجز لابن فهد الحلي وهو المسمى كشف الالتباس في شرح موجز أبي العباس. في الرسالة المتقدمة انه أظهر فيه اليد البيضاء (3) مختار الصحاح (4) منتخب الخلاف أو تلخيص الخلاف منه نسخة في مكتبة الحسينية بالنجف الأشرف (5) رسالة جواهر الكلمات في العقود والايقاعات. في الأمل وهي دالة على علمه وفضله واحتياطه وفي الرسالة المتقدمة: مليح كثير المباحث غزير العلم.
اشعاره
له شعر كثير في مناقب أهل البيت وفي المثالب ومن شعره قوله
أم الجور مفروض عليك محتم |
أعدلك يا هذا الزمان محرم |
وله
أم الـجور مـفروض عـليك محتم فـلـم تـرع إلا لـلذي هـو ألـوم وعـرنين أربـاب الـفصاحة ترغم وتـرعى لـمن لا فضل فيه وترحم لـشخص رمـاه الدهر وهو مصمم لـه مـعدن أهـلوه يـؤخذ عنهموا وخـيرهم صـنو الـنبي الـمعظم وألـقت الـيه نـفسها وهـي تبسم وقـابـلها مـنه الـطلاق الـمحرّم وأومـت الـيهم أيـها الـقوم اقدموا وخـصّو بـها آل الـنبي وصمموا عـناداً ومـا شـاؤا أحلّوا وحرّموا مـصارع يـوم الطف أدهى وأعظم ولا حـادث فـيها الـى يـوم تعدم يـقـام لـها حـتى الـقيامة مـأتم يـذاد عـن الـماء الـمباح ويحرم ويـشرب هـذا الـماء تـرك وديلم ألـم تـسمعوا أم ليس في القوم مسلم واقـبـل فـيـه شـاكـياً أتـظلّم وفـاطمة ، والـسجن فـيه جـهنم فـبارزهم وهـو الـهزبر الغشمشم وأبـيـض لا يـنـبو ولا يـتـثلّم فـكانوا كـضأل صان فيهنّ ضيغم الـيـه جـميعاً بـالسهام ويـمموا مـن النزع نحو السبط وهو مصممُ يـعالج نـزع الـسهم والسهم محكم ويـرمي بـه نـحو الـسما يـتظلّم فـسـار الـيـه الـشمر لا يـتبرّم الـى خـيم الـنسوان وهـو يحمحم خـرجن وكـل حـاسر وهي تلطم ومــات عـليٌ والـزكي وفـاطم يـلـوذ بـه طـفل رضـيعٌ وأيّـم وديـن الـهدى أعـمى أصم وأبكم |
أعـدلك يـا هـذا الـزمان مـحرمُ أم أنــت مـلوم والـجدود لـئيمة فـشـأنك تـعـظيم الأراذل دائـماً اذا زاد فـضل الـمرء زاد امتحانه اذا اجـتمع المعروف والدين والتقى وذاك لأن الـدين والـعلم والـندى فـمـعـدنه آل الــنـي مـحـمد فـأقـبلت الـدنـيا الـيـه بـزينةٍ فـأعرض عـنها كـارهاً لـنعيمها فـمالت الـى أهـل الرذائل والخنا فـشنوا بـها الغارات من كل جانب أزالـوهم بـالقهر عـن ارث جدهم وأعـظم مـن كـل الـرزايا رزية فـما أحـدث الأيـام من يوم أنشئت بـأعظم مـنها فـي الـزمان رزيّة ولم أنس سبط المصطفى وهو ضامئ تـموت عـطاشاً آل بـيت مـحمد أهـذا الـذي أوصى به سيد الورى سـيـجمعُنا يـوم الـقيامة مـحشر فـخـصمكم فـيه الـنبي وحـيدر فـمالوا عـليه بـالسيوف وبـالقنا وحـكّـم فـيـهم سـمهرياً مـقوّماً وصــال عـليهم صـولة عـلوية فـنادى ابن سعد بالرماة ألا اقصدوا فـفوق كـل سـهمه وهـو مـغرق فـخرّ صـريعاً فـي التراب معفراً ويـأخذ مـن فـيض الـوريد بكفه فـنادى ابـن سعد مَن يجيء برأسه وبـادر يـنعاه الـحصان مـسارعاً فـلما رأيـن الـمهر والسرج خاليا ونـادين هـذا الـيوم مـات محمد فـهـذا الـذي كـنا نـعيش بـظلّه فـيا لـك مـن يوم به الكفر ناطق |
* * *
بـكـم مـفـلح مـستعصم مـتلزم وعـروتـه الـوثقى بـداريه أنـتمُ فـعـبدكمُ عـبـدٌ مـقـلّ ومـعدم |
أيـا سـادتي يـا آل بـيت مـحمد فـأنتم لـه حـصن مـنيع وجُـنّة ألا فـاقبلوا مـن عبدكم ما استطاعه |
ومن شعره
وحـتّام غـيمُ الـجو لا يـتقشع فـلا يـنجلي آنـاً ولا يـتقطع وهـبت له ريح من الشر زعزع عـمار وأهل العدل في تلك بلقع وهـل بـقعة إلا وفـيها مشعشع مـصارع يوم الطف أدهى وأشنع وعـترته بـالطف ظلماً تصرع يـهشم صـدراً وهو للعلم مجمع وقد كان نور الله في الأرض يلمع ومـوضع تـقبيل الـنبي يقطع وشـمر على تصميمه ليس يرجع تـكاد السما تنقض والأرض تقلع طيور الفلا والوحش والجن أجمع وتـشكو الـى الله العلي وتضرع فـلو جـدنا يـرنو إلينا ويسمع فـقد بـالغوا فـي ظلمنا وتبدعوا لكنت ترى أمراً له الصخر يصدع على الترب محزوز الوريد مقطع عـناداً بـأطراف الأسـنة يرفع كبيراً ولا طفلاً على الثدي يرضع خـماراً ولا ثـوباً ولم يبق برقع كـأنّا سبايا الروم بل نحن أوضع أسـارى الـى أعـدائنا نتضرع عـلـيل سـقم مـدنف مـتوجع ولـكـنهم آثــار قـوم تـتبع سوى عصبة يوم السقيفة أجمعوا أهـم أصلّوا للظلم والقوم فرعوا على ظلم آل المصطفى وتجمعوا بـكم مـفلح مـستعصم مـتمنع وأنـتم لـه حـصن منيع ومفزع فـلا اخـتشي بـأساً ولا أتروع وأهـوال روعـات القيامة أدفع لـه كـبد حـرّى وقـلب مفجع ولـيس بـهذا عـلة القلب تنقع وأضرب هام القوم حتى يصرعوا مـقيم ولـو لم يبق للقوم موضع ويـا مـن بهم يعطي الإله ويمنع قـليلاً فـإن الحر يرضى ويقنع فـساحتة عـذري يا موالي مهيع ولـكنّ من فرط الأسى أتولع1 |
الى كم مصابيح الدجى ليس تطلع لـقد طـبّق الآفاق شرقاً ومغرباً وأمـطر فـي كل البلاد صواعقاً مـنازل أهـل الجور في كل بلدة يقولون في أرض العراق مشعشع وأعـظم مـن كل الرزايا رزية فما انس لا أنس الحسين ورهطه ولـم أنسه والشمر من فوق رأسه ولـم أنس مظلوماً ذبيحاً من القفا يـقبله الـهادي الـنبي بـنحره إذا حـزّ عـضواً منه نادى بجدّه تـزلزلت بـأفلاك من كل جانب وضـجت بأفلاك السما وتناوحت وتـرفع صـوتاً أم كـلثوم بالبكا وتـندب مـن عظم الرزية جدها أيـا جـدنا نـشكو إلـيك أمـية أيـا جـدنا لو أن رأيت مصابنا أيـا جـدنا هـذا الحسين معفراً فـجثمانه تـحت الخيول ورأسه أيـا جـدنا لم يتركوا من رجالنا أيـا جـدنا لـم يـتركوا لنسائنا أيـا جـدنا سـرنا سبايا حواسراً أيـا جـدنا لـو ان تـرانا أذلة أيـا جـدنا زيـن الـعباد مكبّل فـما فـعلت عـاد كـفعل أمية فـما قـتل السبط الشهيد ورهطه ومـا ذاك إلا سـامري وعـجله ألا لـعـن الله الـذين تـوازروا أيـا سـادتي يـا آل بيت محمد وانـتم مـلاذي عـند كل كريهة اذا كنتم دُرعي ورمحي ومنصلي بـكم أتقى هول المهمات في الدنا فـدونكموها مـن محب ومبغض ولا طـاقتي إلا الـمدائح والهجا الا سـاعة فـيها أجـرد صارماً فـحينئذ يـشفى الـفؤاد وحزنه أيـا سـادتي يـا آل بيت محمد ألا فـاقبلوا مـن عبدكم ومحبكم فـإن كـان تـقصير بما قدأتيته فـلست بـقوال ولـست بشاعر |
*ادب الطف ـ الجزء الخامس14_20
1-عن منتخب الطريحي 145.