شاعر أديب وفاضل أريب، والظاهر أنه من بيت النحوي الحليين المشهورين وفيهم شعراء أدباء كثيرون ذكروا في مطاوي هذا الكتاب، له القصيدة الدالية في مدح الأئمة عليهم السلام نحو 120 بيتاً لم يتيسر لنا الإطلاع على أولها:
قفوا بديار فاح من عرفها ند ديار سعود مالاربابها ند
قال اليعقوبي في البابليات: لم نقرأ من شعره في المجاميع سوى هذه القصيدة الدالية وهي طويلة وجدتها في مجموعة من مخطوطات أوائل القرن الثالث عشر فيها بعض القصائد والمقاطيع لكبير هذه الأسرة الشيخ أحمد النحوي، ولا أعلم ماذا يكون المترجم منه، وهل هو من أولاده أو أحفاده.
وجاء في شعراء الحلة للبحاثة الخاقاني
الشيخ حمزة النحوي هو أحد أولئك الشعراء الذين شاءت الحوادث أن ينسى فقد جهلت كتب التراجم ذكره ولو لا العقيدة التي بعثت بكثير من المسجلين أن يدونوا ما قيل من الشعر في الإمام الحسين عليه السلام وآل البيت للدوافع القدسية التي فرضت عليهم أن يتبعوا ما قاله الشعراء لفاتنا أن نعرف اسمه أيضاً كما فاتنا أن نعرف من هو وما هي علاقته بآل النحوي فقد وجدت في أكثر من مجموع يرجع عهده إلى أكثر من قرن ونصف ذكر قصيدة له إلى جنب ما ذكر من شعراء الحلة ومن بينهم الشيخ أحمد وأبناءه محمد رضا وهادي وبمثل هذه القرائن وبما احتفظ به من لقب يجمعه بهم يتولد لدينا أنه من هذه الأسرة التي خدمت الأدب العربي في القرنين الثاني عشر والثالث عشر للهجرة ولو لا هذه القصيدة لبقي الشيخ حمزة نسياً منسياً.
وهذه هي القصيدة
قـفوا بـديار فـاح من عرفها ند | ديــار سـعود مـا لاربابها نـد |
وإن أصـحت قفراء من بعد أهلها | سـلوا ربعها عن ريعها أيها الوفد |
وخصوا سلام الصب عرب | عريبها ســلام سـليم لا يـفارقه الـود |
مـحارب أعـداهم وسـلم محبهم | وبـاغض شـانيهم وحـر لهم عبد |
لـنحوكم الـنحوي (حمزة) قاصد | فـحاشا لـديكم أن يخيب له قصد |
جفاني الكرى حتى أضر بي الجوى | وقـرح أجـفاني لـبعدكم الـسهد |
فـمن وجدهم فان وجودي وقد غدا | ودادي لـهم بـاق لـه خلدي خلد |
فـطوبى لـحزوى والعقيق ورامة | ونـجد لـعمري لـلعليل بها نجد |
إذا فـاح طـيب من أطائب طيبة | تـأرج مـنه المندل الرطب والرند |
هـم شـفعائي والـذين أدخـرتهم | لـيوم بـه لا يـنفع الـمال والولد |
هـم الـذاكرون الله آنـاء لـيلهم | نـهـارهم صـوم ولـيلهم سـهد |
هـم الـعالمون العالمون بهم هدوا | بـواطنهم عـلم ظـواهرهم رشد |
مـنار هـدى أبياتهم كعبة الورى | ركـوع سـجود دون اعتباها الوفد |
إلـى أن عفت من بعدهم عرصاتها | وأمـست خـلاء لا سعاد ولا هند |
سـطت حادثات الدهر في كل نكبة | عـلى أهـلها خير العباد إذ عدوا |
أآل مـنى نـال الـمنى بـولائكم | عـبـيدكم لا بـل لـعبدكم عـبد |
ويصف شجاعة الحسين عليه السلام بقوله
لـقد شـهدت أفعاله الطف والعدا | كـما شـهدت أفـعال والـده أحد |
بكرب البلا في كربلا يشتكي الظما | ولـيس لـه إلا دمـا نـحره ورد |
فـيالك مـقتولاً أجـل الورى أباً | ويـالك مظلوماً، له المصطفى جد |
*أدب الطف143144