الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1613 14 شوال 1445 هـ - الموافق 23 نيسان 2024 م

غزوةُ أُحد يومُ بلاءٍ وتمحيص

خيرُ القلوبِللحرّيّة قيودٌ من القِيَممراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
بركات التفقه ومفاسد تركه
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تصدير الموضوع:قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ1.

الهدف: توضيح معنى التفقه في الدين وبركاته في دار الدنيا وأفضليته على سواه والأثار السيئة لتركه في الدار الآخرة.

مقدمة
قال الشهيد الثاني قدس سره في كتاب منية المريد: إعلم أن الله سبحانه جعل العلم هو السبب الكلي لخلق هذا العالم العلوي والسفلي طراً، وكفى بذلك جلالة وفخراً، قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمً2. وجعل سبحانه العلم أعلى شرف وأول منة امتنّ بها على ابن آدم بعد خلقه وإبرازه من ظلمة العدم إلى ضياء الوجود، فقال تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَم * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ3.فتأمل كيف افتتح الله كتابه الكريم بنعمة الإيجاد، ثم أردفها بنعمة العلم، فلو كان ثمة منّة أو توجد نعمة بعد نعمة الإيجاد هي أعلى من العلم لما خصّه الله تعالى بذلك.

معنى الفقاهة
والفقاهة تعني فهم المرويات ودلالاتها وأبعادها وكيفية تطبيقها في ميادين الحياة فقد ورد قوله صلوات الله عليه: " أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا..."4.

بركات التفقه في الدين
1- التوفيق الإلهي لعمل الخير: فالوصول إلى مقام التفقه وصول إلى مقام رفيع عدّته الشريعة علامة العناية الإلهية الخاصة بالإنسان إذ قال عليه السلام: "إذا أراد الله بعبد خيراً فقّهه في الدين"5.

2- الكمال الإنساني: فالتفقه من شأنه أن يرقى بالمرء أعلى درجات الكمال، فقد ورد في الحديث: " لكمال كل الكمال التفقه في الدين..."6 .

3- كرامة الدنيا والآخرة: أي عظيم الشأن في الدارين فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مجالسة أهل الدين شرف الدنيا والآخرة7.

4- حزن الأرض والسماء على فقده: واستحق المؤمن المتفقه عند فقده أن تندبه ملائكة السماء وسكان الأرض، إذ قال عليه السلام: "إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة، وبقاع الأرض التي كان يعبد الله تعالى عليها، وأبواب السماء التي كان يصعد فيها بأعماله، وثَلُمَ في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء، لأن المؤمنين الفقهاء حصون"8.

5- محبة الله تعالى: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم، ألا إن الله يحب بغاة العلم"9.

6- التساوي بين علم المرء وقدره: عن علي بن حنظلة قال: "سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اعرفوا منازل الناس على قدر روايتهم عنّا"10. فالعبرة والمنزلة إنما هي لمقام الرواية عنهم، ويستحقها الناس بمقدار إنشغالهم بالروايةِ عنهم.

7- التفقه روح العبادة: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قليل الفقه خيرٌ من كثير العبادة"11. بل تعتبر التفقه ضرورة للعبادة فعن الإمام زين العابدين عليه السلام: "لا عبادة إلا بتفقه"12 .

وفي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعتبر فيه التفقه عبادة بحد ذاته فيقول: "خير العبادة الفقه"13.

 دور المعرفة في الفضيلة

عن الإمام الصادق عليه السلام: "بعضكم أكثر صلاةً من بعض، وبعضكم أكثر حجاً من بعض، وبعضكم أكثر صدقةً من بعض، وبعضكم أكثر صياماً من بعض، وأفضلكم أفضل معرفة"14.

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أفضلكم إيماناً أفضلكم معرفة"15 .

الآثار السيئة لعدم التفقه
واستنكرت الشريعة على أي إنسان عدم تفقهه في الدين معتبرةً أن ذلك سبيل للتيْه والضلال والإبتعاد عن الله.

عن أبي عبد الله عليه السلام: قال له رجل: "جعلت فداك رجل عرف هذا الأمر، لزم بيته ولم يتعرف إلى أحد من إخوانه؟ قال: فقال: كيف يتفقه هذا في دينه"!؟16.

1- عدم توسم الخير: عن أبي عبد الله عليه السلام: "لا خير فيمن لا يتفقه من أصحابنا يا بشير ! إن الرجل منهم إذا لم يستغن بفقهه احتاج إليهم فإذا احتاج إليهم أدخلوه في باب ضلالتهم وهو لا يعلم"17.

عن أبي عبد الله عليه السلام، عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا خير في العيش إلا لرجلين عالم مطاع، أو مستمع واع"18.

عن علي عليه السلام "ألا وإن طلب العلم أوجبُ عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم، قد قسّمه عادلٌ بينكم، وضمنه وسيفي لكم"19.

2- الدخول في الحرام: وهذا لازمٌ طبيعي لعدم التفقه فموارد الإبتلاء كثيرة والتقصير في تعلمها يوقع المرء في المعصية، فقد ورد عن علي عليه السلام قوله: "من اتجر بغير علم فقد ارتطم في الربا، ثم ارتطم"20.

3- الوقوع في الشبهات: ولا يخفى أن وقوع المؤمن في شبهةٍ ما قد تحوّل سلوكه إلى تصرفٍ يسلكه الكثير من الناس، فعن الإمام الصادق عليه السلام: "من أراد التجارة فليتفقه في دينه, ليعلم بذلك ما يحل له مما يحرم عليه، ومن لم يتفقه في دينه ثم اتجر، تورط في الشبهات"21.

عدم دخول الإسلام: فالتفقه توأم التدين، ففي رواية علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: "تفقهوا في الدين، فإنه من لم يتفقه منكم في الدين فهو أعرابي، إن الله يقول في كتابه: ﴿لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ"22.

الإستهانة به يوم القيامة: ولعل ذلك أسوأ ما يصيب المقصر في التفقه فعن علي عليه السلام: "من لم يتفقه في دين الله، لم ينظر الله إليه يوم القيامة، ولم يزك له عملا"23.


1- التوبة 122
2- الطلاق 12.
3- العلق 1-5.
4- ميزان الحكمة، ج3، ص2458.
5- ميزان الحكمة، ج1، ص841.
6- الكافي، الكليني، ج1،ص33.
7- الكافي، الكليني، ج1،ص39.
8- الكافي، الكليني، ج1،ص38.
9- ميزان الحكمة، ج3، ص2065.
10- ميزان الحكمة، ج1، ص546.
11- ميزان الحكمة، ج3، ص2459.
12- ميزان الحكمة، ج3، ص2459.
13- ميزان الحكمة، ج3، ص2459.
14- ميزان الحكمة، ج3، ص1870.
15- ميزان الحكمة، ج3، ص1870.
16- الكافي، الكليني، ج1،ص31.
17- الكافي، الكليني، ج1،ص30.
18- الكافي، الكليني، ج5، ص154.
19- ميزان الحكمة، ج1، ص325.
20- الكافي، الكليني، ج1، ص31.
21- الكافي، الكليني، ج1، ص31
22- الكافي، الكليني، ج1، ص9.
23- أصول الكافي، ج1، ص31.

01-08-2012 | 09-14 د | 2505 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net