الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
من محطات يوم القيامة (1)
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تصدير الموضوع: قال تعالى: ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُون1.


الهدف: إعطاء لمحة تفيد في تجاوز بعض محطات وعقبات الحساب يوم القيامة وتقديم فهمٍ دقيقٍ بعيداً عن الأفهام الخاطئة.

مقدمة
لا شك أن إحدى أهم مشاهد يوم القيامة ومفرادته هو أنه يوم للحساب والجزاء، ومن هنا تحدث عنه القرآن الكريم عن مراحل وعقبات وآليات الجزاء بالتفصييل وشددت على ذلك الآيات الشريفة وبينت الكثير من التفاصيل التي ينبغي على المرء فهمها والإعتقاد بها بل والإستعداد لها قبل فوات الأوان، فإن الإنسان ما لم يكن حاضراً عنده تفاصيل ذلك اليوم فإنه لن يتمكن من الإستعداد له.

1- الميزان

قال تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ2.

وفي الرواية عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ قال: هم الأنبياء والأوصياء3.

ومن أبرز ميزات هذا الميزان أمران أساسيان:

الدقة في الحساب: قال تعالى: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ  * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه4. فالإنسان يرى أعماله على كل حال سواء شملته الرحمة الإلهية فيما بعد أم لا، ومن هنا ضرورة الإلتفات إلى صغائر الذنوب واجتنابها، وضرورة عدم استضغار أي عملٍ صالح وفعلٍ من أفعال الخير.

وزن الحق: قال تعالى: ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ*وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُون5.

وورد في تفسير هذه الآية أن الله لم يقل "من ثقلت موازينه شراً " في مقابل "من ثقلت موازينه شراً" لأن الوزن لمّا كان هو الحق والعدل فإنه لا يوزن إلا الأفعال الحسنة، وأما الأفعال السيئة فلا يوزنها أصلاً، ولذلك قال تعالى في آيةٍ أخرى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا6.

2- صحائف الأعمال

قال تعالى: ﴿وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا7.

رؤية الأعمال: قال تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ8 ، وقال تعالى: ﴿هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُون9. وهذه الآية استدل بها العلماء على تجسد الأعمال يوم القيامة وأن الإنسان يرى عمله أمامه ويجزى به، فعبّر الله بقوله ﴿لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُم وليس جزاء أعمالهم وقال ﴿هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُون وليس بما كنتم تعملون.

ويؤكد على حضور الأعمال قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا10.

إحصاء كافة الأعمال: قال تعالى: ﴿يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا11.

نسيان الإنسان لأعماله: قال تعالى: ﴿أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ12. وإذ يعبّر الله تعالى بقوله "نسوه" لأن الإنسان بطبعه ينسى الأمور التي لا يوليها اهتماماً في حياته، ولمّا كان هؤلاء من الذين لا يقيمون وزناً لتعاليم السماء فغفلوا عنها ونسوها.

قال تعالى: ﴿َالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا13. ومعنى أن الله ينساهم عدم شمولهم بالرحمة الإلهية، ولذلك استحقوا العقاب، قال تعالى: ﴿فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا14.

3- الصراط

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أثبتكم قدماً على الصراط أشدكم حباً لأهل بيتي"15. ولعل هذا الحديث ناظر إلى أن الصراط مهمته النظر في الأمور الإعتقاديةومدى رسوخها وتجذرها في قلب الإنسان.

ومن هنا كانت الدقة المتناهية في الصراط: فعن الإمام الصادق عليه السلام: "الصراط أدق من الشعرة وأحد من السيف"16. لما هو واضح أن الأمور الإعتقادية ليست مبنية على التسامح فلا مجال للإيمان بعصمة الأنبياء أو الإعتقاد بالمعاد أو الرسالة أو الرسول أو أي أمرٍ آخر إيماناً إجمالياً بلا دليل أو برهان.

ولذلك نجد أن أي خلل في هذه القضايا من شأنه أن يزلزل قدم المرء على الصراط فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "الناس يمرون على الصراط طبقات:...... فمنهم من يمر مرّ البرق، ومنهم من يمر مرّ عدو الفرس، ومنهم من يمر حبواً، ومنهم من يمر مشياً، ومنهم من يمر متعلقاً قد تأخذ النار منه شيئاً وتترك شيئاً"17.


1- الاعراف 8.
2- الأنبياء، 47.
3- البحار، ج7، ص249.
4- الزلزلة 7.
5- الأعراف، 8و9.
6- الكهف، 105.
7- الإسراء، 13-14.
8- الزلزلة 5.
9- النمل 90.
10- ال عمران 30.
11- الكهف 49.
12- المجادلة 6.
13- الاعراف 51.
14- السجدة 14.
15- فضائل الشيعة، الشيخ الصدوق، ص5.
16- ميزان الحكمة، ج2، ص161.
17- ميزان الحكمة، ج2، ص161.

01-08-2012 | 09-47 د | 2596 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net