بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾¹ .
من المعضلات التي واجهتها وتواجهها على الدوام الإدارة هي المحافظة على دوام إنتاجية العاملين وعدم توانيهم من جهة ومن جهة أخرى ضمان تنفيذ المهام المرسومة على ضوء ما يتم التخطيط له...

ولذا كانت إحدى وظائف الإدارة الرقابة، لذا تم استحداث أجهزة تقوم بمهمة رقابة أداء العاملين.
وعلى ضوء الآية المتصدرة لهذه الصفحة يتأكد أن الإنسان يحتاج لأجل انضباطه أن يشعر بالرقابة حيث يعمل هذا الشعور على حث الإنسان على ضبط كافة أبعاده النفسية والعملية.

وحتى لا نخرج عن المصطلح القرآني فإن ثمة حاجة إلى أن يشعر الإنسان بالمعية الإلهية أولاً ليستقيم قلبه وجوارحه: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ ^2.

ومن الجوارح ليستقيم لسانه بالخصوص: ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ ³.

ليتأكد للإنسان أنه ليس متروكاً ولا مهملاً وإنما سيسأل عما في قلبه ﴿وَمَا تُخْفِي الصُّدُور﴾ وما اجترح بجوارحه.
والشعور بالمعية الإلهية والحضور الإلهي له جهات أخرى، إذ إنه حضور إنعام، وحضور هداية وحضور حماية كما في حادثة الغار:﴿لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا﴾ ⁴.

وحضور نصرة وتأييد وتوفيق وتسديد حيث جاء: ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ﴾ ⁵.

ولذا فإن من أوجب واجبات المبلغين هو تنمية الشعور بالمعية الإلهية والحضور الإلهي في نفسه وعند الناس لما لذلك من أثر في الاستقامة من جهة ورفه الجوانب المعنوية من جهة أخرى.

^{1- الحديد: 4.
2- غافر: 19.
3-ق: 18.
4- التوبة:40.
5- الانفال: 12.}