الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الصوم والغيب
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

لم يفارق الحقيقة من قال إنّ الدين هو اختبار لعلاقة الإنسان بالغيب؛ وقد نجد في قوله تعالى في سورة البقرة: " ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" .

فالله تعالى غيب، والحياة حقيقتها غيب، والروح غيب، والموت والبرزخ والقيامة غيب، والحساب والميزان والصراط والمرصاد غيب، والجنة والنار غيب، وأخبار الماضين غيب، وأخبار المستقبل غيب، والملائكة غيب...والعرش والكرسي غيب...

وبعض الغيب غاب عنا لحيلولة المسافات والمادة بيننا وبينه، وبعضه لحيلولة الزمان، ولذا كان إخبار الله تعالى النبي (ص) والمسلمين عن مريم وابراهيم وموسى عليهم السلام من أنباء الغيب التي أوحاها الله تعالى لنبيه محمد (ص).

ومن الغيب المقامات المعنوية للنبيّ والأئمة المعصومين (ع)؛ ومنها كذلك الإمام المهدي (عج) ووقت خروجه...

وإذا عدنا إلى خطبة النبي (ص) في استقبال شهر رمضان وما ورد من أدعية وأعمال نجد كثيرًا من تفاصيلها آتٍ لبناء علاقة الإنسان المؤمن بالغيب، ومن تلك الشواهد:

1- إن نفس الصوم هو ممارسة عملية للإيمان بالغيب من حيث كونه تصديقًا بوعد الله وإجابة لأمر الله.

2- إن رمضان شهر الصوم هو شهر تنزّل القرآن من عالم الغيب إلى عالم الشهادة الحامل لأنباء الغيب وأخبار السماء.

3- شهر بناء العلاقة مع غيب النفس واكتشاف حقيقتها وأمراضها وذلك لعلاجها.

4- شهر بناء العلاقة القريبة من الحس مع يوم القيامة وأحداثه وأحوال الناس فيها على اختلاف مواقفها:
أ‌- واذكروا بجوعكم وعطشكم (فيه) جوع يوم القيامة وعطشه .
ب‌- اتقوا النار ولو بشق تمرة.
ج- من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام.
د- من خفف في هذا الشهرعما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه.
هـ- ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته.
و- ومن أكثر فيه من الصلاة عليّ ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين.
ز- أيها الناس إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة فسلوا ربكم أن لا يغلقها عليكم وأبواب النيران مغلقة فسلوا ربكم أن لا يفتحها عليكم...

فالملاحظ أن النبي (ص) لم يترك موقفًا من مواقف القيامة إلا ذكره وربطه بعمل يقي من خطره.

5- ومن المستحبات في ليالي هذا الشهر الشريف قراءة دعاء الافتتاح والذي فيه شيء من بناء العلاقة مع النبي وأئمة أهل البيت وخصوصًا مع الإمام المهدي (عج) وحركته من خلال الدعاء له (عج).

6- وهو شهر بناء العلاقة مع الله من خلال أمرين:
- إن الصوم يوجب شفافية النفوس ورقة القلوب لتصبح مؤهلة لرؤية جمال الحق وجلاله، وفي الرواية: "أجيعوا أكبادكم وأعروا أجسادكم لعل قلوبكم ترى الله" .
- من خلال الدعاء حيث قال تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان..." .
وهذه الآية آتية في سياق الآيات المتحدثة عن الصوم وتدل على أن الدعاء إما من خصوص الصائم أو مطلقًا هو وسيلة ليستشعر فيها الإنسان القرب الإلهي. وهذا كاشف عن رقة الحجب او انكشافها للداعين.

7- ومن ذلك أن في شهر رمضان ليلة القدر التي هي بنفسها وحكامها من الغيب إذ يقول تعالى: "وما أدراك ما ليلة القدر" .

والدعاء فيها يغير القدر ولو أبرم إبرامًا...في هذه الليلة فتح الله للإنسان قابلية أن يصنع قدره ومستقبله بدل أن يتكيف هو مع هذا المستقبل حيث قال تعالى: "ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء" .

وأخيرًا: إنّ الصوم وشهر الصوم فرصة لبناء العلاقة مع الغيب كلّ الغيب وكذلك فرصة لتصويب تلك العلاقة.

والحمد لله رب العالمين

06-07-2015 | 16-13 د | 1398 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net