الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الشريعة الإسلامية والشريعة المحمدية
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِير مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيل[1]، هناك بعض الباحثين في الحوزة العلمية يعتبرون أنّ هذه الآية تمثّل أصلا قانونياً من أُسس التقنين الإسلامي، وهو أنّ الأصل في الإنسان أن يكون محترماً، وأن تكون له حرمة إلاّ ما أخرجه الدليل، أي: الإنسان الذي يرتكب جريمة أو إثماً فيكون له عقاب يحدّده الشرع.

وكذلك آية الفطرة، قوله تعالى ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ[2].

ونشير إلى أنّ الكثير من التشريعات عند الأُمم الأُخرى تراعي الفطرة الإنسانية، وقد لاتكون في تفاصيلها مطابقة للحكم الإسلامي، ولكنها تراعي الفطرة.
 
الدين واحد بين جميع الأنبياء

القرآن الكريم يقرر أنّ الدين دين واحد، وأنّ جميع الأنبياء قد جاؤوا بدين واحد، والشرائع هي المتغيّرة من نبي إلى آخر، وهذا الدين بعث به أولوا العزم الخمسة، وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد(صلى الله عليه وآله)، وقد وقع بعض الباحثين في إشكال، وهو أنّ النبي آدم لم يبعث بشريعة، إذن لم يبعث بدين، إذن لم يكن آدم نبياً، والمشكلة أنّ هولاء لم يفرّقوا بين الدين والشريعة، ولذلك وقعوا في هذا الإشكال، والصحيح أنّ الأنبياء قد بعثوا بالشرائع، والدين لا يتعدّد.
 
أُصول الدين وأركان فروع الدين وأُصول المحرّمات ثابتة في كل الشرائع

الدين يمثّل أُصول الاعتقاد وأركان الفروع، كالصلاة والصوم والحج والزكاة، فمثلا:  آدم(عليه السلام) صلّى وزكّى وحجّ وصام. نعم، قد تختلف تفاصيل الصلاة أو تفاصيل الحجّ أو الصوم، ولكنها في نفسها ثابتة لكل الأنبياء، ولايمكن نسخ الاعتقادات; لأنّها مرتبطة بتوحيد الله والعدل والآخرة، ولا يمكن أن يبعث نبي بصلاة ولا يبعث نبي آخر بصلاة، وهكذا بالنسبة لأُصول المحرّمات والمنكرات، مثل: الزنا واللواط والسحاق وتحريم الربا، ولا يمكن أن يحلّها نبي ويحرّمها نبي آخر، فكلّ هذه الأُمور أُمور فطرية، والفطرة البشرية ترفض هذه الممارسات التي تحوّل المجتمع الإنساني إلى غابة الإباحة الجنسية التي تهدم الكيان الإنساني، وكلّما ابتعد الإنسان عن فطرته كلّما انتشرت الرذيلة والفواحش، وكلّما انتشر الرعب والخوف، سلب الأمن والاستقرار على صعيد الفرد والمجتمع.

قال تعالى ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ[3].

وقال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ لِكُلّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاج[4].
 
بعض الآيات التي تدل على أنَّ كل الأنبياء مسلمون

إذن ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الاْسْلاَمُ[5]، وهذا الإسلام ليس دين محمّد(صلى الله عليه وآله)فقط، وإنّما هو دين كل الأنبياء، ومن هذا المنطلق يكون التعبير عن شريعة سيّد المرسلين(صلى الله عليه وآله) بالشريعة المحمّدية (صلى الله عليه وآله) أدق من التعبير عنها بالشريعة الإسلامية; لأنّ الإسلام هو دين الأنبياء جميعاً، ولا يختص بالنبي محمّد(صلى الله عليه وآله).

قال تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الاْخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ. إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ. وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِىَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[6].

هذه الآيات من القرآن الكريم تبيّن بوضوح أنّ هؤلاء الأنبياء جميعاً مسلمون، ودينهم الإسلام، والأنبياء جميعاً يتحرّكون في خط واحد، ويعبدون إلهاً واحداً.

وقد رضي الله عن الدين بإمامة علي(عليه السلام) في يوم الغدير، فقال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الاْسْلاَمَ دِين، ولذلك فإمامة علي(عليه السلام) جزء من الإسلام، أي: من الدين، وهذا لا يعني تكفير من لا يقول بإمامته(عليه السلام)، ونحن نعترف ونقرّ أنّ الذين لا يقولون بإمامته(عليه السلام) جميعاً مسلمون، وإنّما هذا يقع في بحث الإيمان.
 
جميع الأنبياء أنصار النبي محمّد(صلى الله عليه وآله)

﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَاب وَحِكْمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ[7].

ومن الملاحظ أنّ القرآن الكريم قد أخذ على النبيين ميثاقاً لنصرة سيّد المرسلين(صلى الله عليه وآله)، وجميع الأنبياء أنصار لمحمّد(صلى الله عليه وآله)، وقد أقرّوا بذلك، أمّا بالنسبة للنبي فلم يؤخذ عليه الميثاق احتراماً له، مع أنّ القرآن ينص بصراحة أنّ النبي يؤمن بالسابقين من الأنبياء والمرسلين.

وهنا نذكر ملاحظة، وهي أنّه لا يصح أن ننكر ونرفض كل ما ورد في التوراة والإنجيل، صحيحٌ أنّهما قد تعرّضا للتحريف، ولا يمكن الاعتماد عليهما كمصدر سليم تماماً; لأنّ هناك بعض ممّا ذكر في التوراة والإنجيل صحيح، ولا يصح أن نرفضه كله تماماً ولا نقبل بأيّ شيء، بل ما ورد يجب أن نغربله ونعرضه على الأدلة، ونرى هل هو صحيح أم لا؟ وهل يتعارض مع القرآن الكريم أم لا؟
 
* آية الله الشيخ محمد سند


[1] - الإسراء (17): 70.
[2] - الروم (30):  30.
[3] - الشورى (42):  13.
[4] - المائدة (5):  48.
[5] - آل عمران (3): 19.
[6] - البقرة (2):  127 ـ 132.
[7] - المائدة (5):  3.

24-07-2015 | 17-55 د | 3007 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net