الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1613 14 شوال 1445 هـ - الموافق 23 نيسان 2024 م

غزوةُ أُحد يومُ بلاءٍ وتمحيص

خيرُ القلوبِللحرّيّة قيودٌ من القِيَممراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
مخّ العبادة
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

باسمه تعالى

ثمّة أحاديث كثيرة عن الدعاء منها ما يتعلّق بأصل مطلوبيّة بل محبوبيّة الدعاء، وكونه عبادة من العبادات ومنها ما يتحدّث عن آثاره وبركاته. فمما يحكى استفادته من هذه الآثار والفوائد على ضوء الروايات:

1- الدعاء أصل العبادة:
فقد ورد أنّ الدعاء هو العبادة ربما لأنّ حقيقة العبادة هو شعور الإنسان بمملوكيته لله وعبوديته له، والدعاء إقرار بذلك ونوع من معرفة ذلك لأنّه توجّه بذل العبودية قد أملته الحاجة إلى عزّ ربوبيّة المولى، ولذا فالدعاء لا يغدو هو العبادة بل هو روح العبادة وكما جاء في الحديث عن النبيّ (ص): "الدعاء مخّ العبادة"1.

2- الدعاء معرفة:
فقد جاء في المرويات: "الدعاء نور السموات والأرض".

فالدعاء نور لأنّه يكشف لبصيرة الإنسان جملة من المعارف:

* النفس:
فيعرفها بفقرها وضعفها ويربي فيها الإحساس العميق بالحاجة إلى الوقوف عند باب الكريم؛ وثمة معرفة أخرى يكشف عنها نور الدعاء وهي هذه الجوهرة التي اسمها النفس البشرية التي تظهر فيها قابليات بل فعليات المعرفة بالله تعالى ولذة التواصل معه وشموخها وكرامتها منه إليه وتمجيده وزاد في أن فتح لها بابًا تصل به إلى حوائجها رغم فقهرها وحقارتها وضعفها. "ومن أعظم النعم علينا جريان ذكرك على ألسنتنا"2.

* ربوبية الله تعالى:
فالدعاء وسيلة تساعد على تنمية الحس بربوبية الله تعالى فيتجلى للنفس وفيها قرب المولى تعالى: " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ "3.

* وعي الكون والمخلوقات:
فبالدعاء ينكشف كذلك مستوى سلطان المولى على عالم الوجود وكيفية انصياعها لإرادته ومستوى هيمنته على كل العوالم وكل الكائنات واكتشاف تلك الرابطة بينها وبينه تعالى لكأنه يرى أن الوجود كله عبد بين يديه وهو واحد من هؤلاء العبيد.

3- الدعاء داع إلى العمل:
كما جاء في بعض الروايات: "الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر"4 ، فالدعاء بنفسه نوع من أسلوب وطريقة لكسب القابلية لتعظيم حظه من العطايا والمنح، وهو كذلك شاحذ للداعي ليوسع تلك القابلية لتحصيل السهم الأكبر من فيض الله. فبالدعاء ينال الإنسان اللياقة بدرجة أكبر، ففي الحديث: "إنّ عند الله منزلة لا تنال إلا بمسألة"5 ، فالرواية صريحة، تقول إنّ أيدي العباد قاصرة عن نيل بعض الكرامات والعطايا والمنح الإلهيّة، فبالدعاء تستدر هذه الأمور وتتنزل هذه البركات.

4- الدعاء مصلح للنفوس:
بالنظر إلى أدعية أئمّة أهل البيت خصوصًا ما جاء عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) نجد أنهم عليهم السلام يستخدمون الدعاء ويبثون فيه مجموعة من القيم والمبادئ والأخلاقيات وحتى السلوكيات كأنّهم يريدون بها أن تتحول نتيجة تكرر قراءتها إلى إيحاء نفسيّ كأنّه نداء يحلّ في النفوس داعيًا لها. مثلاً لمكارم الأخلاق، والتوبة، والجهاد، والعبادة، وإعانة المحتاجين ومن ذلك التعقيب المذكور للصلوات اليومية في شهر رمضان المبارك الذي فيه: "اللهم أدخل على أهل القبور السرور، اللهم أغن كل فقير، اللهم أشبع كل جائع..."6 إلى آخر التعقيب، ففيه إيحاءان رئيسان: الأوّل: أن لا نكون أنانيّين في طلب الحوائج منه تعالى، وثانيًا: يركّز الدعاء في النفوس قضاء هذه الحوائج لمحتاجيها، من مأكل وملبس، وسداد دين وغير ذلك.

أخيرًا:
ثمّة وجوه أخرى وفوائد أخرى تركناها لاقتضاء المقام ذلك.. والله الولي والموفِّق.


1- المجلسيّ، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج90، ص 300.
2- القمي، عباس، مفاتيح الجنان، ص 222.
3- سورة البقرة، الآية 186.
4- المجلسيّ، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج10، ص 99.
5- الحر العاملي، محمّد حسن، هداية الأمة إلى أحكام الأئمة (ع)، ج3، ص 100.
6- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج95، ص 120.

07-08-2015 | 16-10 د | 1492 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net