الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
وصايا حكيمة
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

نكمل مع الحكمة المنقولة عن صادق أهل البيت عليهم السلام ونصل إلى قوله عليه السلام: "لا يطمعنَّ...ولا السيئ الأدب في الشرف".

الأدب جواهر كريمة

هذا المقطع من الرواية يؤكد على أمر تقتضيه الطباع، طباع الناس وسيرتهم الاجتماعية فإن من الأمور التي توجب تقدير الناس واحترامهم تحلي الإنسان بالأدب في تعاطيه معهم ومن يوصف بأنه مؤدب يعني انه يملك صفات حميدة بنظر العقل والعقلاء وأول ما ينصرف ذلك إلى حسن سلوكه إضافة إلى الفضائل التي يحملها شخصية كانت أو اجتماعية وتظهر قيمة صفة الأدب للإنسان في ما نقل عن بعض الحكماء من انه قال: "الأدب أكرم الجواهر وأنفسها قيمة".

وإنما صح منه هذا القول لأنه بالأدب يبلغ الإنسان مكارم الأخلاق ويسمو على رفيع الدرجات وبالأدب يدرك الحاجات ويستجلب رضا الناس ومحبتهم ويصبح عندهم مألوفا يحنون إليه ويرغبون حسن الصحبة وحسن السيرة وبالأدب يتآلف الإنسان مع الناس إذ بأخلاقه الحميدة وعبارته الجميلة يفتح القلوب ويستجلب النفوس، وقد أشار أمير المؤمنين(ع) إلى مآثر الأدب من خلال ما وصى به ولده الإمام الحسن عليه السلام: "يا بني أحرز حظك من الأدب وفرغ له قلبك فانه أعظم من أن يخالطه دنس واعلم انك إذا افتقرت غنيت به وإذا تغربت كان لك كالصاحب الذي لا وحشة معه، يا بني الأدب لقاح العقل وذكاء القلب وعنوان الفضل، واعلم انه لا مرؤة لأحد بماله بل بالأدب عماد الرجل وترجمان عقله ودليله على مكارم الأخلاق وما الإنسان لولا الأدب إلا بهيمة مهملة".

سوء الأدب مانع الكرامة

في نهاية الوصية التي مرت آنفا عن أمير المؤمنين عليه السلام لولده الإمام الحسن عليه السلام عبارة تلخص آفات عدم التأدب وسوء الأدب وهي قوله عليه السلام وما الإنسان لولا الأدب إلا بهيمة مهملة ومعنى ذلك أن الإنسان إذا لم يتحلى بحسن الأدب فإنه يخرج عن حقيقة الإنسانية ليصبح متدرجا في صفة من صفات البهائم وكونها مهملة يعني أنها غير مرغوب بها لذلك تترك مهملة لتلاقي مصيرها بنفسها وتدبر أمرها بنفسها.

وهذا يعني إعراض الناس عن الفاقد للأدب وهذا يلاقي ما في الحكمة المنقولة عن الإمام الصادق عليه السلام انه على من كان سيئ الأدب لا يطمعن بالشرف فالناس يحتقرون من يسيء الأدب ولا يحترمونه ويعيفون المجالس التي يرتادها وينفرون من صحبته ويهربون من جواره.

لكأن لسوء الأدب رائحة كريهة تنبعث من سيئ الأدب فتجعل الناس يحيدون عنه أو هو أشواك نافرة يتحرزون من الاقتراب من سيء الأدب حتى لا يصيبهم أذاها.

خاتمة

لقد جاء في بعض حكم الإمام علي عليه السلام قوله: "... والأدب حلل مجددة"، كناية عن أن من يراعي الآداب في علاقاته بالناس يصبح كمن يرتدي كل يوم ثوبا جديدا يظهر محاسنه ويزين مظهره ويحكي عن جماله فيما على العكس من ذلك حيث يقبح سوء الأدب كل جميل فيه ويظهر منه كل عيب.

فلنكن من أهل الأدب ولنحب الناس بخلق وسيرة وسلوك مملؤة أدبا نزدد جمالا وتألقا ومؤثرية.

والحمد لله رب العالمين

19-09-2015 | 10-04 د | 1510 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net