الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1645 01 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 03 كانون الأول 2024 م

الجهاد ذروة سنام الإسلام

فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع التعبويّين، بمناسبة حلول أسبوع التعبئةإنَّ ‌اللهَ مَعَ الصّابِرينمراقبات

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبر
من نحن

 
 

 

التصنيفات
وجه قلبك شطر الحسين (عليه السلام)
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

مقدمة: هيئ قلبك:
عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): (ألا وإن لله أواني في أرضه، وهي القلوب، فأحب الأواني إلى الله تعالى:
أصفاها،
وأصلبها،
وأرقها،
أصفاها من الذنوب،
وأصلبها في الدين،
وأرقها على الإخوان)
[1]

إن هذه الرواية من الروايات الرائعة التي محط نظرها إلفات الإنسان إلى أهمية القلب وضرورة العناية به وبيان الصفات التي على الإنسان المؤمن أن يعمل على تحلي قلبه بها، وهي صفات في ظاهرها بينها مضادة وتنافر وتعارض، إلا أن في الرواية إشارة إلى ما يرفع ذلك بالتفريق بين متعلقاتها ولكن ذلك لا يمنع من العجب، حيث إن هذه القلوب كما تكون صلبة تكون رقيقة في آن لكن باختلاف اللحاظ بل باختلاف المتعلق.

وبما أن القلوب هي محل نظر الله وتقديره للعبد في الدنيا والآخرة كما جاء في رواية: (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركمولكن ينظر إلى قلوبكم)[2].

ومعنى كون القلوب هي محل نظر الله، أنها محل عنايته، وبها وعبرها تتجلى أرقى درجات العناية والرعاية أو أدنى درجات الإهمال والإرذال، وعليه فعلى الإنسان أن يعتبر قلبه أرضاً عليه أن عليه أن يهيئها لنزول مطر العناية الإلهية، كما يهيئ الزارعون أراضيهم، علينا أن نهيئ قلوبنا لتلقي العطايا والمنح والفيوض الربانية، وعلينا أن نكون متيقنين أن الله الجواد الكريم لا يبخل بفيضه وجوده وكرمه على القلوب المهيأة والتي لها القابلية لذلك الفيض والجود.
 
كيف نستفيد من الرواية النبوية:

إن الرواية النبوية شبهت القلوب بالأواني وذكرت صفات كالصفاء والصلابة والرقة، ولكن لنا أن نستفيد منها أكثر مما ذكر وبما يقرب من فهم ذلك، من خلال الاستفادة من تشبيه القلوب بالأواني ونسبتها إلى الله تعالى.
فالمستفاد ما يلي:

1- القلوب ملك الله:
 بل هي خاصة به دون غيره إذ كما جاء في الرواية (إن لله أواني في أرضه، وهي القلوب....) وهذا لا يشعر فقط بالإختصاص بل يدل، وعندما تكون القلوب خاصة به تعالى فإن إدخال غير الله أو ما هو ليس لله فيها، أو توجيه القلوب إلى غيره تعالى، هو تصرف بملك الله الخاص، وإعطاء القلوب إلى غير صاحبها.
كما قد يرشد إليه الحديث القائل:
(لم تسعني أرضي ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن)[3].
بل الحديث القائل: "القلب حرم الله فلا تسكن حرم الله غير الله..."[4]
 
2- آفات الأواني آفات للقلوب:
وذلك بمقتضى التشبيه، ويمكن الإشارة إلى ما يعتري الأواني من آفات لتكون برمتها آفات للقلوب، ومن هذه الآفات:
 
أ‌- الضيق:
فالضيق عيب في الآنية إذ يجعلها قليلة الحظ بحكم ضيقها من أن تنال من النعم والعطايا والمواهب، كذلك القلب الذي فيه ضيق عن تحمل المواهب بسبب مزاحمة من وجود اهتمامات أخرى أو بسبب سوء الخلق أو غير ذلك. هذا القلب الضيق سوف لن يتلقى من وابل المطر الرحماني إلا بقدر ما اتسع له من ذلك المطر، وعليه فسيكون محروماً..
 
ب‌- القذارة والتلوث:
والذي ربما أشارت إليه الرواية بالقول إن من صفات أحب القلوب إلى الله أصفاها من الذنوب، لأن للذنوب كما ثبت لها آثارها على القلوب حيث تلوثها بما يعوق قوى القلوب عن التفتح، وتعوقها كذلك عن العمل كما يجب وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)[5].
فعلينا أن نعمل على تنظيف ما علق من أدران الذنوب وأوحال الخطايا عن صفحات قلوبنا، لتصفو فتغدوا محبوبة له تعالى فيوجه عنايته الخاصة إليها...
 
ت‌- عدم الاستقرار وكونها معيبة:
إذ إن الآنية التي تكون غير ثابتة ودائمة التحرك لا يستقر فيها شئ مما يلقى إليها، وكذلك كونها ذات ثقوب. فعدم استقرارها يجعل ما يوضع فيها يتطاير إلى الخارج، أو يتسرب منها نتيجة الثقوب الموجودة فيها، كذلك القلوب التي تتردد في ريبها والتي تتلاعب بها الأهواء، والقلوب المعيبة بالآفات الأخلاقية، والعقائدية، فإنها لا تستطيع الاحتفاظ بما يجعل فيها وما ينزل إليها في سماء العناية الربانية.
وقد قرن الله تعالى بين الإيمان وذكر الله ليكونا سبباً في استقرار القلوب فقال:
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب)[6].
 
ث‌- كونها مقلوبة:
ومعنى ذلك أنها مجافية لجهة ورود النعم والخيرات، فحينها لن تنال شيئاً من النعم النازلة إليها بل ستنزلق هذه النعم عنها لتسقط إلى غيرها، وهكذا عندما تكون القلوب متوجهة إلى غير جهة الفيض الإلهي التي جعلها تعالى مشرقاً لأنوار قدسه ومنبعاً لفيض مواهبه على الناس وعلى قلوبهم فلن تنال شيئاً ولسوف تبقى في الظلمات تتردد في العتمات ولن يبصر طرفها المسالك ولا الغايات.
 
وسيكون أعمى وهذه الجهات هي آيات الله التي تحدث عن المعرض عنها بقوله تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)[7].
 
ومن أوضح آياته تعالى وأجلها بل وأشرفها ومشرق أنواره النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكذلك آله الذين هم المشكاة ومصباحها:
(الله نور السموات والأرض، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح)[8] فالرسول: "سراجاً منيراً"، ومن هذه المصابيح الإمام الحسين الشهيد (عليه السلام) أوليس هو: (مصباح هدى وسفينة نجاة...)[9].
فعلينا أن نوجه قلوبنا شطر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله... شطر الحسين (عليه السلام) ليشرق نوره (تعالى) على القلوب.


[1] - المحجة البيضاء 
[2] - صحيح مسلم
[3] - تذكرة الموضوعات.
[4] - بحار الأنوار
[5] - سورة المطففين
[6] - سورة الرعد
[7] - سورة طه
[8] - سورة النور
[9] - عيون أخبار الرضا (ع)

26-11-2015 | 12-54 د | 2706 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net