الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
كلمة الإمام الخامنئي في لقائه القائمين على ملتقى الشهداء الرياضيين في الجمهورية الإسلامية
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

كلمة الإمام الخامنئي في لقائه القائمين على ملتقى الشهداء الرياضيين في الجمهورية الإسلامية_11/1/2016

بسم الله الرحمن الرحيم (1)

أولاً، أتقدم بالشكر الجزيل منكم أيها الرياضيون الأعزاء من الإخوة والأخوات على هذه الفكرة التي بدرت منكم في استخراج[أسماء] الشهداء الرياضيين من ضمن الموكب العظيم لشهداء البلاد، والتعريف بهم، ليدرك المجتمع بأن التضحية في سبيل الله وفي سبيل الدين وفي سبيل الثورة ببذل المهج أو الإعاقة، لا تختص بفئة معينة. لقد شاركت كل الفئات والطبقات في هذه المسابقة المعنوية العظيمة المتمثلة في قوله: ﴿سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ(2).أنا أعتقد بأن التعريف بالشهداء الرياضيين يعتبر من الأعمال الجميلة جدا والإبداعات الرائعة. ولعلي أنا العبد كآخرين غيري ما كنتُ أعلم بوجود خسمة آلاف شهيد رياضي، أو وجود عددٍ من الرياضيين والأبطال بين هؤلاء الشهداء المدافعين عن ولاية أهل البيت (عليهم السلام) وعن حرمهم، من الذين استشهدوا في الآونة الأخيرة، وهذه أمورٌ بالغة الأهمية والقيمة. أنتم بعملكم هذا تعزّزون الروح الثورية في البلاد، وترفعون من شأن الفكر الثوري. أجل، لقد أصبتَ القول(3) إنّ الشابّ الرياضي في واقع الأمر وبطبيعة الحال يمثل قدوة لجزء كبير من الشباب، وإنّ أخلاقه وسلوكه وطبيعة معيشته ونمط حياته، يمكن أن تترك أثرها. كم هو مهم أن يتمكّن الشاب الرياضي، بما تتمتّع به شخصيته من تأثير ونفوذ، أن يقود الناس نحو الدين والأخلاق والمعنويات.

إني دوماً أُثني وأُشيد من كل قلبي بتلك الكلمة التي أطلقها الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) في أوائل انتصار الثورة وفي وصف الرياضي تكريماً وإجلالاً له، وهي كلمة قابلة للفهم ومحلية بالكامل، حيث عبّر عنه بـ«البطل»(قهرمان)(4). إن البطولة صفة ذات مميزات خاصة لدى شعبنا وفي أدبياتنا المحلية والوطنية، وهذا التعبير الذي استعمله كان في غاية الروعة.

مواقف رياضيّينا مدعاةٌ للفخر!
ولحسن الحظ فقد حقق الرياضيون على مدى هذه الأعوام إنجازات حسنة ومتميزة في البيئة الرياضية، ولا أريد القول إنّ كل الرياضيّين كانوا هكذا، ولكن قد ظهر بينهم من أصبح مدعاة للفخر والاعتزاز. الفخر هذا لا يتلخّص في قراءة نشيدنا الوطني، وهو فخرٌ بالطبع، وأمرٌ مميّز، ولكن الذي يفوق هذا الفخر، هو أن يمتنع مصارعنا على سبيل المثال من أن يتصارع مع منافسه الإسرائيلي، وهذا عملٌ عظيم جداً، أو أن تقف تلك السيدة البطلة على منصة البطولة مرتدية العباءة(الشادور)(5)، وهذا أمرٌ بالغ الأهمية. فانظروا من ذا الذي يصمد أمام الأعين اللائمة والمتسائلة في العالم المادي الذي يعتبر التعرّي فخراً للمرأة؟ فالرجل يتستّر من رأسه إلى أخمص قدميه، ولكن على المرأة أن تتعرّى، وأن تُظهر جزءاً من بدنها أمام الأنظار، وهو عمل في غاية السوء والإنحراف، وناتج عن الألاعيب السياسية. في مثل هذا العالم، تتقدّم سيدة بعباءتها وحجابها الإسلامي الكامل، لتقف على المنصة وتتسلّم جائزة بطولتها، وهذا غاية في الأهمية؛ بل وأهم من ذلك، العَلَم المرفوع، فهو رمز الروح القوية التي يتسم بها الإيراني المسلم، ويدلّ على أن مثل هذا الشخص لا يُهزَم ولا يُغلب على أمره في مهبّ أمواج الأوهام والأحساسيس الوهمية. وبهذا يمكن إدراك هوية شعبٍ وصلابة عنصره ومعدنه واستقامته، وهذه أمورٌ ذات قيمة عالية.

وهذا ما نملكه والحمد لله، ولقد ذكرت المصارعة كمثال، وإلا ففي كرة الطائرة وغيرها من الألعاب الرياضية، من رفض أن يلعب مع العدو، مما تسبب في خسارته في المسابقة، وهو أيضاً تقبّل هذه الخسارة، ولكن العالم كله يمدح هذا الإنسان ويحترمه. وهذا يشبه النزول الى ميدان الحرب، ومعنى ذلك أن تلك الروح والهوية والصلابة الشخصية التي يشهدها المرء في تلك الساحة، يجدها في هذا الميدان أيضاً، وهذا ذو قيمة بالغة. إعملوا ما من شأنه أن يجعل مثل هذه الأجواء تسود في البيئة الرياضية إن شاء الله.

اعملوا على تكريم الرياضي الملتزم بالقيم
ويوجد في أوساطنا عكس ذلك أيضاً، وهذا ما شاهدناه وسمعنا به واطلعنا عليه في بعض الأوساط الرياضية التي اتخذت منحىً آخر. فابذلوا جهدكم لأن تتجه البيئة الرياضية بهذا الاتجاه. بالطبع فأن عملكم وإبداعكم هذا، وهو «إحياء ذكرى الشهداء الرياضيين» خطوة مباركة للغاية، إنها خطوة جيدة جدا، وما ذكرتموه يتّسم بأهمية فائقة.

كذلك الأمر الذي ذكرته أنا العبد، وهي تكريم ذلك الرياضيّ الذي يحرس القِيَم والمبادئ ويصونها في ساحة البطولة علناً، وأمام أنظار مليارات المشاهدين؛ فالمشاهدين بالمليارات، فهو عمل قيم جدا. إعملوا على تكريم أمثال هؤلاء، ولتكن إحدى مهامّكم، تكريم هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بهذه الأمور، أو ذلك الرياضي الذي يذكر اسم الله، أو ذلك المصارع الذي يسجد لله شكراً بعد التغلّب على منافسه في المصارعة، فهي أمورٌ تتسم بأهمية كبيرة، تعبر عن رمز ؛ من رموز هوية وشخصية إيران الإسلامية، قوموا بكريم هؤلاء الأفراد وتقويتهم. وشتان ما بين هؤلاء وبين ذلك الرياضي الذي يشارك في مسابقات عالمية – ولا أقول من بلدنا ،فهناك أمثاله من بلدان أخرى كذلك - فتجده يقضي نهاره بالسباق والتمرين، وليله بأمور أخرى غير مناسبة. فلا ينبغي أن تجري الأمور على هذا النحو، أي اعملوا على تقوية أولئك الذين يلتزمون بالقِيَم الإسلامية ويتقدمون بها إلى الأمام.

حسن جداً، سُررتُ بمبادرتكم هذه والحمد لله، إن شاء الله تتجه البئية الرياضية يوما بعد يوم إلى مزيد من الطهارة والنقاء.


(1) افتتح هذا الملتقى في طهران بتاريخ 13-11-1394 ه ش
(2) سورة الحديد،جزء من الآية 21
(3) أمين سر الملتقى
(4) صحيفة الإمام ،ج 7، كلمة في جمع من الرياضيين (8-3-1358ه ش)
(5) السيدة سمية حيدري ( الفائزة بالجائزة الثانية في بطولة الجيدو في الالعاب الآسيوية )

22-02-2016 | 11-37 د | 1428 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net