قال تعالى:
﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً
وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ
السُّجُودِ (125) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا
وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ
النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)﴾ سورة البقرة.
وقال تعالى:
﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ
الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)﴾ سورة
التين.
خلاصة مفهوم الآيتين:
يذكر سبحانه فضل بيته الحرام على الإنسان حيث جعل بيته الحرام مركزاً يعود إليه
الناس في كل عام، ومحلا آمناً لا خوف فيه، ثم أمر سبحانه أن يجعل مقام إبراهيم مصلى
يؤدي فيه كل حاج ركعتي الطواف، ثم يذكر سبحانه ما وصّى به إبراهيم وإسماعيل حيث
أمرهما أن يطهّرا بيته من كل خبث مادي أو معنوي من أجل الطائفين فيه الذين يعبدون
الله بطوافهم وللملازمين في العبادة وكذلك للمصلين المتوجهين إلى الله.
﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ...﴾ واذكروا عطف إبراهيم وشفقته حينما دعا ربه أن
يجعل مكة بلداً آمناً أي من دخله يأمن على حياته فلا يتعرض إليه بسوء، وأيضاً دعا
لأهله أن يرزقهم من الثمرات ولكن لمن آمن منهم بالله واليوم الآخر، ويستجيب الله
دعاء إبراهيم ولكنه يحذر من يكفر بالله فإنه يأخذ نصيبه من الدنيا ولكن في الآخرة
سيرجع كرهاً عنه إلى النار وبئس المصير.[1]
وجوب الأمان في بيت الله الحرام:
من التشريعات الإلهية أن جعل الله بيته الحرام ومكة المكرمة حرماً آمنا يلتجئ إليه
كل خائف طريد، وفي الآيتين السابقتين نص على ذلك، ففي الأولى قال تعالى:
﴿وَإِذْ
جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْن﴾ والمراد بالبيت: المسجد
الحرام، ومثابة: مرجعاً، وفي الثانية قال تعالى:
﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ
اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنً﴾ والمراد بالبلد: مكة المكرمة بل والحرم الإبراهيمي
الذي حدده، وأمناً: يطمئن فيه كل من دخل الحرم، ولا يجوز لأحد أن يعكر صفو الأمن
فيه، لذلك يحرم حمل السلاح أو ما يخيف الناس عموماً.
ولأجل حرمة وقداسة هذه البلدة أقسم بها في قوله:
﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾
سورة التين: 3
أهمية نعمة الأمان:
روى مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى رَفَعَهُ، قَالَ:
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: «مَنِ اسْتَحْكَمَتْ[2] لِي[3] فِيهِ
خَصْلَةٌ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ، احْتَمَلْتُهُ عَلَيْهَا، وَاغْتَفَرْتُ فَقْدَ
مَا سِوَاهَا، وَلَا أَغْتَفِرُ[4] فَقْدَ عَقْلٍ وَلَا دِينٍ؛ لِأَنَّ مُفَارَقَةَ
الدِّينِ مُفَارَقَةُ الْأَمْنِ، فَلَا يَتَهَنَّأُ[5] بِحَيَاةٍ مَعَ مَخَافَةٍ،
وَفَقْدُ الْعَقْلِ فَقْدُ الْحَيَاةِ، وَلَا يُقَاسُ إِلَّا بِالْأَمْوَاتِ»[6].
فنعمتان لا يمكن التغاضي والتغافل عنهما:
1- العقل.
2- الدين.
أما فقد العقل فهو مساوٍ لفقد الحياة ولا يقاس فقده إلا بالموت.
أما فقد الدين فهو مساوٍ لمفارقة الأمن وحينئذ لا يتهنأ بالحياة مع الخوف.
ونستنتج من هذه الرواية المهمة والعظيمة أن السبب الرئيس لعدم الأمن ومن أهم أسبابه
هو عدم الدين، لأن الدين ينظم الحياة وينشر ربوع الأمن والاستقرار ويحارب الإرهاب
وكل ما يخالف الأمن فما يدور في البلدان العربية وبعض البلدان الإسلامية من فوضى في
الأمن هو لانحسار الدين الخالص.
إن نشر الخوف والرعب وعدم الأمن بين المواطنين والمسلمين بل وفي العالم كله ليس من
الدين الإسلامي في شيء لا من قريب ولا بعيد وهو براء منه، إن من يمارس هذه الجرائم
إذا ما حملناهم على أحسن المحامل فهم يحملون في طياتهم الغرور وهو ينطوي على قلة
العقل وضعفه، ويحضرني ما روي عَنْ مَيْمُونِ بْنِ عَلِيٍّ: عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللَّهِ عليه السلام، قَالَ: «قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام:
إِعْجَابُ[7] الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ دَلِيلٌ عَلى ضَعْفِ عَقْلِهِ»[8]. فهؤلاء
ضعفاء العقول، ومن كان كذلك فلا يلتفت إليه، ولا يعبأ به، ولا يستحق أن يولى على
قطيع غنم فضلا عن أن يولى على المسلمين ويتحكم في دمائهم وأعراضهم وأموالهم، كما
روي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ: عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام،
قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَهُ أَصْحَابُنَا وَذُكِرَ الْعَقْلُ، قَالَ: فَقَالَ: «لَا
يُعْبَأُ بِأَهْلِ الدِّينِ مِمَّنْ[9] لَاعَقْلَ لَهُ ....»[10]. فالأشخاص الذين
يلبسون لباس الدين ويتسمون به ويدعون الخلافة الراشدة أو المناصب الدينية وهم ضعفاء
العقول فهؤلاء لا يلتفت إليهم ولا يعبأ بهم.
المحافظة على هذه النعمة مسؤولية الجميع:
المحافظة على هذه النعمة مسؤولية الدولة ومسؤولية الرئيس والوزير وبقية المسؤولين،
وذلك باستعمال العدل مع الشعب، بدون التمييز واستعمال المحسوبيات أو الطائفية
والمذهبية، كما في دعاء الإمام الحجة والذي جاء فيه وتفضّل: (عَلَى الْأُمَرَاءِ
بِالْعَدْلِ وَالشَّفَقَةِ) الإنصاف والعدل مع الجميع، ويَعْتَبِرُ المسؤولُ جميعَ
الشعب كأبنائه يحنو ويشفق عليهم.
وفي جانب الشعوب جاء: (وَعَلَى الرَّعِيَّةِ بِالْإِنْصَافِ وَحُسْنِ السِّيرَةِ)
فينبغي للشعب أن ينصف الدولة ويعترف بخدماتها، وعليه أن يسير السيرة الحسنة، إذا
كانت الدولة قامت بكل جهدها وواجباتها واستعمال العدل والإنصاف والشفقة.
إعطاء المشركين الأمان في حالة الحرب:
فعَنِ السَّكُونِيِّ: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ: قُلْتُ
لَهُ[11]: مَا مَعْنى قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله: «يَسْعى
بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ»[12]؟ قَالَ: «لَوْ أَنَّ جَيْشاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ
حَاصَرُوا قَوْماً مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَأَشْرَفَ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَعْطُونِي
الْأَمَانَ حَتّى أَلْقى صَاحِبَكُمْ وَأُنَاظِرَهُ[13]، فَأَعْطَاهُ
أَدْنَاهُمُ الْأَمَانَ[14]، وَجَبَ عَلى أَفْضَلِهِمُ الْوَفَاءُ بِهِ».[15]
وعَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: «أنَّ
عَلِيّاً عليه السلام أَجَازَ أَمَانَ عَبْدٍ مَمْلُوكٍ لِأَهْلِ حِصْنٍ مِنَ
الْحُصُونِ، وَقَالَ: هُوَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ[16]».[17]
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ[18]، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه
السلام يَقُولُ: «مَا مِنْ رَجُلٍ آمَنَ رَجُلًا عَلى ذِمَّةٍ[19] ثُمَّ قَتَلَهُ
إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ لِوَاءَ الْغَدْرِ[20]».[21]
هذا مع المشركين الكافرين المحاربين لله ولرسوله فكيف مع المؤمنين المسلمين المصلين
الصائمين كما وقع في جامع الإمام الصادق عليه السلام في الكويت في خلال شهر رمضان
وفي نهار الصيام!.
البعد ما بين الثرى والثريا:
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ[22]:عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، أَوْ
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام[23]، قَالَ: «لَوْ أَنَّ قَوْماً حَاصَرُوا
مَدِينَةً، فَسَأَلُوهُمُ الْأَمَانَ، فَقَالُوا: لَا، فَظَنُّوا أَنَّهُمْ
قَالُوا: نَعَمْ، فَنَزَلُوا إِلَيْهِمْ، كَانُوا آمِنِينَ».[24]
لو اشتبه المشركون في طلبهم الأمان من المسلمين ظناً منهم أنهم وافقوا على الأمان
ثم نزلوا على هذا القرار وفي الواقع لم يكن كذلك، فيجب على المسلمين أن يؤمنوهم ولا
يخونوهم حتى ولو كانوا مشتبهين.
فكم هو الفارق الكبير والبون الشاسع بين هذه المعاملة الرحومة الأخلاقية التي
يحملها الإسلام في معاملته، وبين ما يستعمله التكفيريون والداعشيون بالمسلمين فضلا
عن غير المسلمين من التقيل وقطع الأعظاء والغدر والخيانة والاغتصاب ويستعملون كل
رذيلة وكل جريمة تمر على أذهانهم ويتمكنون من فعلها.
ما يؤدي إلى الخلل الأمني:
1- الكفران بالنعم: نعمة الأمان ونعمة الأموال وبقية النعم التي لا تعد ولا تحصى.
2- الظلم والعدوان على الآخرين.
3- عدم العدل وعدم الإنصاف بين الشعوب.
4- عدم الإنصاف من الشعب.
أما كيف نحافظ على الأمن؟
1- أن نقضي على الإرهاب وأسبابه.
2- استعمال العدل والإنصاف بين الشعوب وإعطاؤها حقوقها.
3- الوعي التام لمخططات الاستكبار.
4- الاعتماد على الله في كل أمورنا.
5- الاهتمام بالدعاء لاستتباب الأمن: في الصحیح عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى
الْخَثْعَمِيِّ: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام...في قصة دعاء أبي ذر:
«فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: مَا هذَا الدُّعَاءُ الَّذِي
تَدْعُو بِهِ؟ فَقَدْ أَخْبَرَنِي جَبْرَئِيلُ عليه السلام أَنَّ لَكَ دُعَاءً
تَدْعُو بِهِ مَعْرُوفاً فِي السَّمَاءِ. فَقَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ،
أَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْأَمْنَ وَالْإِيمَانَ بِكَ[25]،
وَالتَّصْدِيقَ بِنَبِيِّكَ، وَالْعَافِيَةَ مِنْ جَمِيعِ الْبَلَاءِ، وَالشُّكْرَ
عَلَى الْعَافِيَةِ، وَالْغِنى عَنْ شِرَارِ النَّاسِ».[26]
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ، عَنْ عَمِّهِ: عَنِ الرِّضَا عليه
السلام، قَالَ: «يَا مَنْ دَلَّنِي عَلى[27] نَفْسِهِ، وَذَلَّلَ قَلْبِي
بِتَصْدِيقِهِ، أَسْأَلُكَ الْأَمْنَ وَالْإِيمَانَ فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ».[28]
وعَنْ يُونُسَ، قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا عليه السلام: عَلِّمْنِي دُعَاءً،
وَأَوْجِزْ[29]، فَقَالَ: «قُلْ: يَا مَنْ دَلَّنِي عَلى نَفْسِهِ، وَذَلَّلَ[30]
قَلْبِي بِتَصْدِيقِهِ، أَسْأَلُكَ الْأَمْنَ وَالْإِيمَانَ».[31]
وعَنْ جَابِرٍ: عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وآله إِذَا أَهَلَ[32] هِلَالَ شَهْرِ رَمَضَانَ[33]، اسْتَقْبَلَ
الْقِبْلَةَ وَرَفَعَ[34] يَدَيْهِ[35]، فَقَالَ[36]: اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ[37]
عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ،
وَالْعَافِيَةِ الْمُجَلِّلَةِ[38]، وَالرِّزْقِ الْوَاسِعِ، وَدَفْعِ
الْأَسْقَامِ؛ اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا صِيَامَهُ وَقِيَامَهُ وَتِلَاوَةَ الْقُرْآنِ
فِيهِ، اللَّهُمَّ سَلِّمْهُ لَنَا، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا، وَسَلِّمْنَا
فِيهِ[39]».[40]
وروى عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام
يَقُولُ: «كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ -صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ- إِذَا
أَهَلَ[41] هِلَالَ شَهْرِ رَمَضَانَ، أَقْبَلَ إِلَى الْقِبْلَةِ، ثُمَّ قَالَ:
اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ
وَالْإِسْلَامِ، وَالْعَافِيَةِ الْمُجَلِّلَةِ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا صِيَامَهُ
وَقِيَامَهُ وَتِلَاوَةَ الْقُرْآنِ فِيهِ، اللَّهُمَّ سَلِّمْهُ لَنَا،
وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا، وَسَلِّمْنَا[42] فِيهِ».[43]
وعَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ رَفَعَهُ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: «إِذَا رَأَيْتَ الْهِلَالَ فَلَا تَبْرَحْ[44]،
وَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَ لُكَ خَيْرَ هذَا الشَّهْرِ وَفَتْحَهُ[45]
وَنُورَهُ وَنَصْرَهُ وَبَرَكَتَهُ وَطَهُورَهُ[46] وَرِزْقَهُ، وَأَسْأَلُكَ[47]
خَيْرَ مَا فِيهِ، وَخَيْرَ مَا بَعْدَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِيهِ،
وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ
وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَالْبَرَكَةِ وَالتَّوْفِيقِ[48]
لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضى».[49]
الشيخ حسين الراضي - بتصرف
[1] أوضح البيان في تفسير القرآن.
[2] في حاشية «ض»: «احكمت». و «استحكمت» أي ثبتت ورسخت في نفسه بحيث يصير خلقاً له
وملكة راسخة فيه. وقوله عليه السلام: «لي» على تضمين معنى الثبوت أو الظهور، أي
ثابتاً لي ذلك، أو ظاهراً عندي. أو على معنى «لأجلي»، يعني لأجل إعانتي في إنجائه
من العقوبات. راجع شروح الكافي.
[3] في «ض، بح» وتحف العقول:-/ «لي».
[4] في حاشية «ض»: «ولا أغفر».
[5] في «بح»: «فلم يتهنّأ». وفي «بس»: «فلا يُتَهنّأ». ومعنى «فلا يَتَهَنَّأُ
بحياة»، أي لا يسوغ له ولا يَلَذُّ، يقال: تَهَنَّأَ بالطعام، أي ساغ له ولذّ.
انظر: أقرب الموارد، ج 5، ص 651 (هنأ).
[6] الكافي (ط – دار الحديث) ؛ ج1 ؛ ص62 ح 30 / 30؛ تحف العقول، ص 219، مع اختلاف
يسير؛ الوافي، ج 1، ص 121، ح 32.
[7] الإعجاب» مصدر، أعْجِبَ فلان بنفسه وبرأيه، أي أعجبه رأيُه واستحسنه، أو ترفّع
وتكبّر واستكبر. انظر: الصحاح، ج 1، ص 177؛ المصباح المنير، ص 393 (عجب).
[8] الكافي (ط – دار الحديث) ؛ ج1 ؛ ص62 ح 31 / 31؛ تحف العقول، ص 90، ضمن وصيّته
عليه السلام لابنه الحسين عليه السلام؛ و ص 100، ضمن خطبته المعروفة بالوسيلة
الوافي، ج 1، ص 122، ح 33؛ الوسائل، ج 1، ص 100، ح 239.
[9] في «ب، ض، و، بح، بس، بف» وحاشية: «ج» وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني:
«بمن». وفي «ج»: «لمن».
[10] الكافي (ط – دار الحديث) ؛ ج1 ؛ ص62 ح 32 / 32؛ المحاسن، ص 194، كتاب مصابيح
الظلم، ح 13 مرفوعاً ومع اختلاف يسير. راجع: الكافي، كتاب العقل و الجهل، ح 1؛
والمحاسن، ص 192، كتاب مصابيح الظلم، ح 5- 7؛ والفقيه، ج 4، ص 368، ح 5765؛
والاختصاص، ص 244 الوافي، ج 1، ص 78، ح 4.
[11] في التهذيب:- «له».
[12] في الوافي: «تمام الحديث هكذا: المؤمنون إخوة، تتكافى دماؤهم وهم يد على من
سواهم، يسعى بذمّتهم أدناهم؛ يعني أنّهم مجتمعون على أعدائهم لايسعهم التخاذل، بل
يعاون بعضهم بعضاً على جميع الأديان والملل، كأنّه جعل أيديهم يداً واحدة وفعلهم
فعلًا واحداً. ولهذا الحديث صدر قد مضى مع تفسيره على وجهه في كتاب الحجّة». وتقدّم
في ضمن الحديث 1059. وقال المحقّق الشعراني في هامش الوافي: «قوله: يسعى بذمّتهم
أدناهم، هذا باب عظيم ينفتح منه أبواب كثيرة في أحكام الكفّار زمن الغيبة؛ إذ
لاجهاد عندنا في هذا العصر، وليس تقسيم الكافر إلى الحربي والذمّي حاضراً عصر
الحضور، فكيف بعصر الغيبة، فإذاً جاز لآحاد المسلمين تأمين جماعة عظيمة من
المشركين، والأصل بقاء الأموال والأزواج على ما هي عليها، فيجوز المعاملة معهم، ولا
يجوز السرقة منهم وأخذ أموالهم مع الهدنة».
[13] في «بث»: «اناظره» بدون الواو. وفي التهذيب: «فاناظره».
[14] في التهذيب: «الأمان أدناهم».
[15] الكافي (ط – دار الحديث) ؛ ج9 ؛ ص416 ح 8239 / 1 باب 9- بَابُ إِعْطَاءِ
الْأَمَانِ؛ التهذيب، ج 6، ص 14، ح 234، معلّقاً عن الكليني؛ الوافي، ج 15، ص 101،
ح 14751؛ الوسائل، ج 15، ص 66، ح 19997.
[16] في قرب الإسناد: «المسلمين».
[17] الكافي (ط – دار الحديث) ؛ ج9 ؛ ص17 ح 8240 / 2 باب 9- بَابُ إِعْطَاءِ
الْأَمَانِ ؛ التهذيب، ج 6، ص 140، ح 235، معلّقاً عن الكليني. قرب الإسناد، ص
138، ح 488، بسند آخر عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام الوافي، ج 15، ص 102، ح
14752؛ الوسائل، ج 15، ص 67، ح 19998.
[18] في التهذيب: «أبي عبد اللَّه بن سليمان»، لكن لم يرد «أبي» في بعض نسخه، وهو
الصواب. وعبد اللَّه بن سليمان هذا، هو الصيرفيّ المذكور في رجال النجاشي، ص 225،
الرقم 592.
[19] في «ى»: «ذمّته». وفي الوافي والفقيه وثواب الأعمال: «دمه».
[20] في مرآة العقول، ج 18، ص 357: «قوله عليه السلام: يحمل لواء الغدر، إمّا كناية
عن اشتهاره بالغدر، أو يحمل لواء يعرف بسببه بها».
[21] الكافي (ط – دار الحديث)، ج9، ص: 418 ح 8241 / 3 باب 9- بَابُ إِعْطَاءِ
الْأَمَانِ؛ التهذيب، ج 6، ص 140، ح 236، معلّقاً عن الكليني. ثواب الأعمال، ص
305، ح 1، بسنده عن إبراهيم بن هاشم، عن يحيى بن عمران. الفقيه، ج 3، ص 569، ح
4943، معلّقاً عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد اللَّه بن سليمان الوافي، ج 15، ص
102، ح 14754؛ الوسائل، ج 15، ص 67، ح 19999.
[22] هكذا في التهذيب. وفي «ى، بث، بح، بس، بف، جت، جد، جن» والمطبوع والوسائل:
«محمّد بن الحكم». والظاهر أنّ محمّداً هذا، هو محمّد بن حكيم الخثعمي الذي عدّة
النجاشي في رجاله، ص 357، الرقم 957 من رواة أبي عبد اللَّه وأبي الحسن عليهما
السلام. وروى [محمّد] بن أبي عمير عن محمّد بن حكيم عن أبي عبد اللَّه عليه
السلام، وكذا عن أبي الحسن [موسى] عليه السلام في بعض الأسناد. وأحد طريقي الشيخ
الصدوق إلى محمّد بن حكيم ينتهي إلى محمّد بن أبي عمير. راجع: معجم رجال الحديث، ج
16، ص 348- 349؛ الفقيه، ج 4، ص 489.
والمظنون أنّ كتابة محمّد بن حكيم بالألف واللام، محمّد بن الحكيم في بعض النسخ -
كما في الفقيه، ج 3، ص 92، ح 3389- جعل العنوان في معرض التصحيف.
وأمّا احتمال صحّة محمّد بن الحكم، لما ورد في الكافي، 12414 من رواية ابن أبي عمير
عن محمّد بن الحكم أخي هشام بن الحكم عن عمر بن يزيد، فضعيف جدّاً؛ لأنّ محمّد بن
الحكم لم نجده إلّا في السند المنتهي إلى هذا الخبر، ولم يرد له ذكر في كتب الرجال،
ولم يثبت روايته عن أبي عبد اللَّه أو أبي الحسن عليهما السلام. والظاهر أنّه رجل
غير معروف كما يرشد إلى هذا تعريفه بأخي هشام بن الحكم.
[23] في الوسائل:- «أو عن أبي الحسن عليه السلام».
[24] الكافي (ط – دار الحديث)، ج9، ص: 419 ح 8242 / 4 باب 9- بَابُ إِعْطَاءِ
الْأَمَانِ ؛ التهذيب، ج 6، ص 140، ح 237، معلّقاً عن الكليني؛ الوافي، ج 15، ص
102، ح 14753؛ الوسائل، ج 15، ص 68، ح 20000.
[25] في «ب، ج، د، ز، بر، بس، بف» والوافي والبحار:-/ «بك».
[26] الكافي (ط – دار الحديث) ؛ ج4 ؛ ص564 ح 3462 / 25 ؛ الأمالي للصدوق، ص 345،
المجلس 55، ح 3، عن أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثني أبي، عن أبيه
إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب، مع اختلاف يسير؛ رجال الكشّي، ص 25، ح 49،
بسند آخر مع اختلاف؛ الوافي، ج 9، ص 1664، ح 8928؛ البحار، ج 22، ص 400، ح 9.
[27] في «ص»: «عن».
[28] الكافي (ط – دار الحديث)، ج4، ص: 549 ح 3446 / 9؛ والكافي، كتاب الدعاء، باب
دعوات موجزات لجميع الحوائج للدنيا والآخرة، ح 3471، بسند آخر عن يونس، هكذا: «قلت
للرضا عليه السلام: علّمني دعاء وأوجز. فقال: قل: يا من دلّني ...» الوافي، ج 9، ص
1659، ح 8914.
[29] في «ز»: «وأوجزه».
[30] في «ز»: «ودلّ».
[31] الكافي (ط – دار الحديث) ؛ ج4 ؛ ص584 ح 3471 / 34؛ الكافي، كتاب الدعاء، باب
دعوات موجزات لجميع الحوائج في الدنيا والآخرة، ح 3446، بسند آخر، عن الرضا عليه
السلام، مع اختلاف يسير؛ الوافي، ج 9، ص 1659، ح 8915.
[32] في التهذيب، ج 4، ص 196: «هلّ». و «أَهَلَّ»، على بناء المفعول ورفع «هلال»
بالفاعليّة، أو على بناء الفاعل بأن يكون الفاعل ضميراً راجعاً إليه صلى الله عليه
وآله، والهلال مفعولًا أو منصوباً بنزع الخافض؛ يقال: أَهَلَّ الهلالُ، إذا طلع.
واهِلَّ واسْتُهِلَّ، إذا ابصر. وأهللته، إذا أبصرته. ومنهم من يجيز بناء ستهلّ
للفاعل، ومنهم من يمنع بناء أهلّ للمفعول، كالجوهري. راجع: الصحاح، ج 5، ص 1852؛
النهاية، ج 5، ص 271؛ المصباح المنير، ص 639 (هلل)؛ مرآة العقول، ج 16، ص 214.
[33] في مرآة العقول: «قال الشيخ البهائي قدس سره: وقت الدعاء بامتداد وقت التسمية
هلالًا، والأولى عدم تأخيره عن الأوّل عملًا بالمتيقّن عليه لغة وعرفاً، فإن لم
يتيسّر فعن الثانية لقول أكثر أهل اللغة بالامتداد إليها، فإن فاتت فعن الثالثة
لقول كثير منهم بأنّها آخر لياليه، وأمّا ما ذكره صاحب القاموس وشيخنا الشيخ أبو
على رحمه الله من إطلاق الهلال عليه إلى السابعة فهو خلاف المشهور لغة وعرفاً،
وكأنّه مجاز من قبيل إطلاقه عليه في الليلتين الأخيرتين، انتهى».
[34] في «جن»: «فرفع».
[35] في «بح»: «يده». وفي «بك»:-/ «يديه». وفي الفقيه، ص 96 والأمالي للصدوق
والثواب وفضائل الأشهر الثلاثة: «بوجهه» بدل «ورفع يديه». وفي مرآة العقول: «قوله:
استقبل القبلة، يدلّ على استحباب استقبال القبلة للدعاء، وعدم استقبال الهلال،
والأولى عدم الإشارة إليه كما ورد في الخبر وسيأتي: لا تشيروا إلى الهلال ولا إلى
المطر. وروى سيّد بن طاووس في كتاب الإقبال وغيره عن الصادق عليه السلام أنّه قال:
إذا رأيت هلال شهر رمضان، فلا تشر إليه، ولكن استقبل القبلة، وارفع يدك إلى اللَّه
عزّ وجلّ، وخاطب الهلال وقل: ... ولا ينافي مخاطبة الهلال عدم التوجّه إليه؛ فإنّ
المخاطبة لا يستلزم المواجهة، وقد يخاطب الإنسان من ورّاثه، ويدلّ أيضاً على
استحباب رفع اليدين عند الدعاء للهلال، وإن كان في هذا الخبر مخصوصاً بشهر رمضان،
ويدلّ ظاهراً على عدم الزوال عن موضع الرؤية، كما هو صريح غيره من الأخبار».
[36] في «بث» والفقيه، ص 100: «وقال».
[37] في مرآة العقول: «قوله صلى الله عليه وآله: أهلّه، أي أطلعه وأدخله لنا، أو
أظهره لنا مقروناً بالأمن ...».
[38] في مرآة العقول: «قوله صلى الله عليه وآله: والعافية المجلّلة، هي إمّا بكسر
اللام المشدّدة، أي الشاملة لجميع البدن، يقال: سحاب مجلّل، أي يجلّل الأرض بالمطر،
أي يعمّ؛ ذكره الجوهري. أو بفتحها، أي العافية التي جلّلت علينا وجعلت كالجلّ شاملة
لنا، من قولهم: اللّهمّ جلّلهم خزياً، أي غطّهم به، كما يتجلّل الرجل بالثوب؛ ذكره
الجزري». راجع: الصحاح، ج 4، ص 1661؛ النهاية، ج 1، ص 289 (جلل).
[39] في «جن»: «وتسلّمنا فيه». وفي الفقيه، ص 96 والأمالي للصدوق والثواب وفضائل
الأشهر الثلاثة:-/ «وسلّمنا فيه». وفي الوافي: «سلّمه لنا، هو أن لا يغمّ الهلال في
أوّله أو آخره، فيلتبس علينا الصوم والفطر. وتسلّمه منّا، أي اعصمنا من المعاصي
فيه، أو تقبّله منّا. وفي بعض النسخ: وسلّمه منّا، فيتعيّن المعنى الأوّل. وسلّمنا
فيه وسلّمنا له؛ يعني ممّا يحول بيننا وبين صومه من مرض وغيره».
[40] الكافي (ط – دار الحديث)، ج7، ص: 392 ح 6282 / 1 ؛ التهذيب، ج 4، ص 196، ح
562، معلّقاً عن الكليني. وفي الأمالي للصدوق، ص 47، المجلس 12، صدر ح 1؛ وثواب
الأعمال، ص 88، صدر ح 2؛ وفضائل الأشهر الثلاثة، ص 80، صدر ح 62، بسند آخر عن عمرو
بن شمر. الفقيه، ج 2، ص 96، صدر ح 1833، معلّقاً عن جابر. وفيه، ص 100، ح 1846،
مرسلًا عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله. راجع: فقه الرضا عليه السلام، ص 205؛
وعيون الأخبار، ج 2، ص 71، ح 329؛ والأمالي للصدوق، ص 495، المجلس 17، ح 53 و 54
الوافي، ج 11، ص 393، ح 11077؛ الوسائل، ج 10، ص 321، ح 13509.
[41] في التهذيب: «هلّ».
[42] في «جن»: «وتسلّمنا».
[43] الكافي (ط – دار الحديث)، ج7، ص: 400 ح 6285 / 4؛ التهذيب، ج 4، ص 197، ح
563، معلّقاً عن الكليني؛ الوافي، ج 11، ص 394، ح 11079؛ الوسائل، ج 10، ص 322، ح
13512.
[44] في «بف» وحاشية «بر»: «فلا تعرج». وقوله عليه السلام: «فلا تبرح» أي لا تزل عن
مكانك والزمه ولا تتحرّك، من قولهم: برح مكانه، أي زال عنه وصار في البَراح، وهو
المتّسع من الأرض لا زرع فيه ولا شجر. راجع: الصحاح، ج 1، ص 355؛ المصباح المنير، ص
42 (برح).
[45] في التهذيب:-/ «وفتحه».
[46] في «بر، بف، بك»: «وطهره». وفي «بس» وحاشية «بث»: «وظهوره».
[47] في «ظ، بس»: «أسألك» بدون الواو.
[48] في الوافي والفقيه والتهذيب:+/ «والتقوى».
[49] الكافي (ط – دار الحديث) ؛ ج7 ؛ ص406ح 6290 / 9؛ التهذيب، ج 4، ص 197، ح 564،
معلّقاً عن الكليني. الفقيه، ج 2، ص 100، ح 1845، مرسلًا عن أمير المؤمنين عليه
السلام الوافي، ج 11، ص 394، ح 11081؛ الوسائل، ج 10، ص 323، ح 13514.