الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1608 10 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 21 آذار 2024 م

أحسنُ الحسنِ

ثلاثُ حسراتٍكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في محفل الأنس بالقرآن الكريمنداء الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) بمناسبة حلول العام 1403هـ.ش. وعيد النوروزصوم الجسد وصوم النفسمراقباتمراقباتشهر الفُرصكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في يوم التشجير وأسبوع الموارد الطبيعيّة
من نحن

 
 

 

التصنيفات
استقامة اللسان
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

يقول تعالى:
- ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْن[1].
- ﴿وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِيناً (53)[2]
- ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً (71)[3]
- ﴿وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَما يُلَقَّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)[4]
 
وفي حديث عن النّبي الأكرم صلّى اللّه عليه وآله: (لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ‏ قَلْبُهُ‏ وَلَا يَسْتَقِيمُ‏ قَلْبُهُ‏ حَتَّى‏ يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ)[5].

ومن الرائع جدّا ما ورد في الحديث الصحیح عَنْ أَبِي حَمْزَةَ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما السلام[6]‏، قَالَ: «إِنَّ لِسَانَ‏ ابْنِ‏ آدَمَ‏ يُشْرِفُ‏[7] عَلى‏ جَمِيعِ[8]‏ جَوَارِحِهِ كُلَّ صَبَاحٍ، فَيَقُولُ: كَيْفَ أَصْبَحْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: بِخَيْرٍ إِنْ تَرَكْتَنَا، وَ[9] يَقُولُونَ: اللَّهَ اللَّهَ فِينَا، وَيُنَاشِدُونَهُ وَيَقُولُونَ: إِنَّمَا نُثَابُ وَنُعَاقَبُ بِكَ‏[10]»[11].

هناك روايات كثيرة في هذا الباب تحكي جميعا عن الأهميّة الفائقة للّسان ودوره في إصلاح الأخلاق وتهذيب النفوس الإنسانية، بل قد ورد في بعض الروايات أن الأعمال لا تقبل إلا بالقول السديد.
 
التعامل المنطقي مع المعارضين:
هذه الآيات توضح أسلوب المحادثة والاستدلال مع المعارضين وخصوصا المشركين، لأنّه مهما كان المذهب عالي المستوى، والمنطق قويا، فإنّ ذلك لا تأثير له ما دام لا يتزامن مع أسلوب صحيح للبحث والمجادلة مرفقا بالمحبّة بدلا من الخشونة.
لذا فإنّ أوّل آية من هذه المجموعة تقول: ﴿وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ.

الأحسن من حيث المحتوى والبيان، والأحسن من حيث التلازم بين الدليل ومكارم الأخلاق والأساليب الإنسانية، ولكن لماذا يستعمل هذا الأسلوب مع المعارضين؟

الجواب: إذا ترك الناس القول الأحسن واتبعوا الخشونة في الكلام والمجادلة فـ ﴿إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ويثير بينهم الفتنة والفساد، فلا تنسوا: ﴿إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِين.

كلمة (عبادي) خطاب للمؤمنين، حيث تعلّمهم الآية أسلوب النقاش مع الأعداء، فقد يحدث في بعض الأحيان أن يتعامل المؤمنون الجدد بخشونة مع معارضي عقيدتهم ويقولون لهم بأنّهم من أهل النّار والعذاب، وأنّهم ضالون، ويعتبرون أنفسهم من الناجين، قد يكون هذا الموقف سببا في أن يقف المعارضون موقفا سلبيا إزاء دعوة الرّسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.

إضافة لذلك، فإنّ الاتهامات التي يطلقها المشركون ضدّ شخص رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ويتهمونه فيها بالسحر والجنون والكهانة والشعر، قد تكون سببا في أن يفقد المؤمنون السيطرة على أنفسهم ويبدأوا بالتشاجر مع المشركين ويستخدموا الألفاظ الخشنة ضدّهم... القرآن يمنع المؤمنين من هذا العمل ويدعوهم إلى التزام اللين والتلطّف بالكلام واختيار أفضل الكلمات في أسلوب التخاطب، حتى يأمنوا من إفساد الشيطان.

كلمة (بينهم) وفقا لهذا الرأي توضح أنّ الشيطان يحاول زرع الفساد بين المؤمنين ومن يخالفهم أو أنّه يحاول النفوذ إلى قلوب المؤمنين لإفسادها «ينزغ» مشتقة من «نزغ» وتعني الدخول إلى عمل بنيّة الإفساد[12].

وأما السنة النبوية:
فروایات کثیرة ومنها قول أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة: (وَلْيَخْزُنِ الرَّجُلُ لِسَانَهُ فَإِنَّ هَذَا اللِّسَانَ جَمُوحٌ بِصَاحِبِهِ وَاللَّهِ مَا أَرَى عَبْداً يَتَّقِي تَقْوَى تَنْفَعُهُ حَتَّى [يَخْتَزِنَ‏] يَخْزُنَ لِسَانَهُ وَإِنَّ لِسَانَ الْمُؤْمِنِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِهِ وَإِنَّ قَلْبَ الْمُنَافِقِ مِنْ وَرَاءِ لِسَانِهِ لِأَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ تَدَبَّرَهُ فِي نَفْسِهِ فَإِنْ كَانَ خَيْراً أَبْدَاهُ وَإِنْ كَانَ شَرّاً وَارَاهُ وَإِنَّ الْمُنَافِقَ يَتَكَلَّمُ بِمَا أَتَى عَلَى لِسَانِهِ لَا يَدْرِي مَا ذَا لَهُ وَمَا ذَا عَلَيْهِ وَلَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ‏ قَلْبُهُ‏ وَلَا يَسْتَقِيمُ‏ قَلْبُهُ‏ حَتَّى‏ يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ تَعَالَى وَهُوَ نَقِيُّ الرَّاحَةِ مِنْ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَأَمْوَالِهِمْ سَلِيمُ اللِّسَانِ مِنْ أَعْرَاضِهِمْ فَلْيَفْعَل‏)[13].
 
أهل البيت وخطابهم للناس بالحسنى:
سیرة أهل البيت عليهم السلام قائمة على التعامل مع مخالفيهم بل ومعاديهم بمكارم الأخلاق ومرضي الأفعال وقد نقلت عنهم عشرات الروايات في ذلك ومنها ما رواه  سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام وَعِنْدَهُ نَفَرٌ مِنَ الشِّيعَةِ فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: مَعَاشِرَ الشِّيعَةِ كُونُوا لَنَا زَيْناً وَلَا تَكُونُوا عَلَيْنَا شَيْناً ﴿قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْن احْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ وَكُفُّوهَا عَنِ الْفُضُولِ وَقَبِيحِ الْقَوْلِ[14].
 
الشيخ حسين الراضي - بتصرف


[1] - البقرة / 83.
[2] - الإسراء .
[3] - سورة الأحزاب .
[4] - فصلت.
[5] - نهج البلاغة (بتحقيق صبحي الصالح)، ص: 254 .
[6] - في «ب، د، ص، بس، بف»: «صلوات اللَّه عليهما». وفي «ف»: «صلوات اللَّه وسلامه عليهما». وفي «بر»: «عليه السلام».
[7] - في الوسائل: +/ «كلّ يوم».
[8] - في الوسائل: -/ «جميع».
[9] - في «بر»: -/ «و».
[10] - في «د، ز، ص، بر»: «فيك».
[11] - الكافي (ط - دارالحديث) ؛ ج‏3 ؛ ص298 رقم 1832 / 13 ، ثواب الأعمال، ص 282، ح 1؛ والخصال، ص 5، باب الواحد، ح 15، بسند آخر عن عليّ بن الحكم. الاختصاص، ص 230، مرسلًا عن أبي حمزة الثمالي الوافي، ج 4، ص 452، ح 2323؛ الوسائل، ج 12، ص 189، ح 16046؛ البحار، ج 71، ص 302، ح 77.
[12] - الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج‏9، ص: 29.
[13] - هج البلاغة (بتحقيق صبحي الصالح)، ص: 254 .
[14] - ابن بابويه، محمد بن علي ، الأمالي (للصدوق) ؛ النص ؛ ص400 رقم 17 ، بشارة المصطفى لشيعة المرتضى (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 170 ، الأمالي للطوسي ص 440 .

28-04-2016 | 16-08 د | 1351 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net