يقول احد العلماء: كنت جالساً في غرفة في سامراء عند اثنين من العلماء اذ جاء زائر وقال لهما : لدي مبلغ مائة وخمسين توماناً من سهم الامام واريد تقديمه لكما، فلم يقبل اي من هذين العالمين المعروفين استلام المال فذهب هذا الزائر الى عالم ثالث واصرّ على تسلم هذا المبلغ منه وكان ينبغي عليه بحسب القاعدة رفض استلامه ولكنه استلمه وقال: لقد اخذت هذا المبلغ ولا اعرف ماذا اعمل به ولماذا اخذته؟ الى ان رأيت مجموعة من الزوار في الفندق فانفقت جميع ذلك المال عليهم لانهم كانوا اهلاً لذلك واخيراً ادركت اني كنت واسطة لا اكثر في استلام ذلك المبلغ وانفاقه على هؤلاء الزوار.
يريد البعض ان يروا اشياء جديدة باستمرار دون ان يلتفتوا الى اننا لا ينقصنا شيء وان كل شيء موجود عندنا. يجب ان نعلم ان كل واحد منا بينه وبين الهدف الاعلى والمقصد الاقصى مسافة وهذه المسافة مختلفة باختلاف الافراد وكل شخص له مسافة معينة وبين مقصده ولهذا يجب علينا ان نسعى ان لا نزيد في تلك المسافة وان لا نجعل حملنا ابهظ واثقل والذنوب توجب ثقل الحمل وبعد المسافة الى المقصد حيث سنحتاج الى كثير من الاستغفار والسعي للرجوع الى محلنا الاول. ان ملاحظة هذا المطلب مهمة جدا حيث يمكن بواسطتها ان تنفتح طرق السعادة امامنا.
كتاب: في مدرسة اية الله الشيخ بهجت
المقدس