الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1640 26 ربيع الثاني 1446 هـ - الموافق 30 تشرين الأول 2024 م

الصبر مدرسة الثبات

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في التعزية بشهادة رئيس المجلس التنفيذيّ لحزب الله في لبنانأهمّيّة الصبر في مواجهة المصائب والآفات والنوائبمراقباتالخطاب الثقافي التبليغي رقم (26): التكافل الاجتماعيالخطاب الثقافي التبليغي رقم (25): الإنصاف والمواساة الخطاب الثقافي التبليغي رقم (24): العمل بالتكليف أعظم القربات الخطاب الثقافي التبليغي رقم (23): الاستغفار يدفع البلاء الخطاب الثقافي التبليغي رقم (22): وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ الخطاب الثقافي التبليغي رقم (21): يا مولانا يا صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه)
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الاستفادة من قابليات مجتمعاتنا الإسلامية في التبليغ
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

لابدّ لنا من الايمان بهذه الحقيقة وهي أنّ العالم يحكمه اليوم نظام واحد متسلط عليه اقتصادياً، سياسياً، ثقافياً وعسكرياً. ولو أمعنا النظر في هذا النظام و لاحظنا المجالس الدولية كمجلس الامم وصندوق النقد الدولي واليونسكو والناتو، نشاهد هذه الحقيقة واضحة وهي امتلاك خمس دول حق العضوية الدائم في مجلس الامم وامتلاك حق الفيتو، واربعة من هذه الدول، وهم المنتصرون الفاتحون في الحرب العالمية الثانية ينحدرون من اصل واحد.

يحكم العالم نظام واحد له قطبان؛ قطب الشرق وقطب الغرب، يحاول كلّ منهما ان يتسابق مع الاخر في نهب الخيرات. امّا اذا تصادمت المنافع بحيث يشكل خطراً على النظام الواحد المسيطر، حينها تتكاثف الجهود للحيلولة دون ذلك.
فمثلاً في حرب الخليج دعم كل من الشرق والغرب النظام البعثي ضدّ الجمهورية الاسلامية، لأنهما أحسّا بخطر مشترك يهدّد مصالحهما.

فهذا النظام الواحد لازال يواجه المشاكل من الداخل. المشاكل التي قد تؤدّي به نتيجة للشعارات الفارغة التي يرفعها إلى الزوال والفناء، لأنّ هذه الشعارات متى ما ارادت ان تتحقق فقدت القدرة على التطبيق وتولد نظاما آخر في مقابلها.
فهذه الشعارات المنادية بالمساواة والرفاه، و الحرية الجنسية، والديمقراطية بما انهّا غير عادلة وجائرة ومسخّرة لخدمة الاستكبار والجور، فمن المستحيل ان تتحقق. فاذا كان هدفنا وكانت رسالتنا رفع علم التوحيد خفاقاً على جميع ربوع العالم، هذه المسؤولية الحساسة، تحتم علينا ان ندرس الثورة الاسلامية لنتعرّف على القواعد الاستراتيجية في العالم للثورة، لأنّ الثورة معناها رفع الشعارات الجديدة للحصول على مجتمع جديد ومتطوّر وان نستفيد سقوط النظام العالمي الالحادي، لأنّه بعد ان لفظ انفاسه الأخيرة ولم يتمكّن من حلّ مشاكل العالم بل زادها تعقيداً وبلبلةً تولّدت فرصة ثمينة لنا علينا الاستفادة منها.

المحتوی الدراسى:
وامّا الثورة الاسلامية العالمية بما انها ترى للانسان بعداً آخر في ماوراء المادة وهذا يساعد إلى حدّ كبير على نشر القيم المعنوية ويشكل منطقاً جديداً لم يكن معهوداً من ذي قبل، وقوّة جبّارة يمكن ان تغير وتحوّل التاريخ إلى تاريخ رائع؟ مفعم بالمعنويات والفضائل.

ويمكن أن نستعين في هذا الطريق وهو (نشر الاسلام) و ثورته بما نمتلكه نحن المسلمين من ذخائر ومعادن وبترول، لانّ ارضنا الاسلامية التي تقرب مساحتها من ٣٥ مليون كيلومتراً ويبلغ اعداد سكانها اكثر من مليار نسمة، مليئة بالخيرات وفيها اكثر من مئة ميناء استراتيجي، واكثر من ٣٢٠ مليار برميل نفط اضافة إلى المعادن الأخرى.

هذه الثروة العظيمة تساعدنا في نشر دعوتنا بالرغم من نقص الخبرات، فخبراؤنا المسلمون في اسر الدول الغربية وفي خدمتها، وبالرغم ايضاً من عدم اطلاع المسلمين عن بعضهم على البعض الاّ انّ هذه الأمور لاتقع عائقاً في طريق الثورة ونشر الدعوة، لأنّ الصحوة الاسلامية العالمية سوف توقظ النائمين في سباتهم العميق.

الدعوة والتبليغ معناها نشر المفاهيم العقائدية والسياسية والتاريخية ونشر الفضائل الاخلاقية، وما نلاحظه من انحطاط المسلمين يعود إلى عدم علمهم واطلاعهم على ما يمتلكون من استعدادات وقدرات.

فرسالة التبليغ اذن إيقاظ المسلمين وتنبيههم إلى استغلال هذه القدرات بالنحو المطلوب، عندها سوف تبدأ الثورة الاسلامية في الانتشار في العالم لتصل إلى اهدافها وتنشر قيمتها في كل مكان.

فأهمية الدعوة تتمثّل بمقدار ما تتمكّن وتعتني من ازالة الالحاد في العالم ونشر التوحيد في جميع انحائه. فالبرامج التبليغية التي تنشر العدالة وتقوض الظلم والالحاد وتهتم بالمشاكل والآلام التي يعاني منها الانسان المعاصر تعتبر من صميم الدعوة الاسلامية.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: "يا كميل! ما من حركة الاّ وانت محتاج فيها إلى معرفة".

فيجدر بنا نحن المبلّغين ان نتعرّف على اصول التبليغ وطرقه ونستفيد من الوسائل الحديثة في نشر الدعوة، لنسجّل حضوراً "وَمَنْ أَحْياهَا فَكَأَنمَا أَحْيا الناسَ جَمِيعًا" المائدة: ٣٢. والمبلّغ كما وصفه القرآن، يأمر بالمعروف و ينهي عن المنكر وهو بعمله هذا يحيي الناس معنوياً ويرشدهم إلى طريق السعادة.

قال تعالى: "وَلْتَكُن منكُمْ أُمة يدْعُونَ إلى الْخَيرِ وَيأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَينْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْ لَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".. (آل عمران: ١٠٤).

اي إن طريق الفلاح هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبعبارة أخرى إذا اردتم الفلاح ما عليكم إلاّ الالتزام بالأمر واجتناب النهي، الامر بالحسنات والمندوبات والنهي عن القبائح والمحظورات لأنهما الامر والنهي دعامتا الاسلام.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: "قوام الشريعة بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر" .عدم الالتزام بهذه الاوامر والاجتناب عن هذه النواحي تجعل الاعمال الصالحة حتى الجهاد في سبيل الله، كقطرة في بحر عظيم. قال امير المؤمنين عليه السلام: "واما اعمال البر كلّها حتّى الجهاد في سبيل الله عند الامر بالمعروف والنهي عن المنكر إلاّ كنفثة في بحر لجّي".

و لا نرى لذلك دليل الاّ القول بأنّ ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه بوار الدين واندثاره وعندها لن يبقى جهاد حتى يحظى الانسان بثوابه العظيم. قال الامام الباقر عليه السلام: "ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الانبياء، منهاج الصلحاء، فريضة عظيمة، بها تقام الفرائض، وتأمن المذاهب، وتحل المكاسب، وترد المظالم، وتعمر الأرض وينتصف من الاعداء ويستقيم الامر".

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سبيل الانبياء عليهم السلام، وطريقة الصلحاء المتقين. إنّه فرض عظيم هام لأداء الواجبات و ترك المحرّمات. به تؤمن الطرق والاساليب، تحل المعيشة والارتزاق، وتردّ المظالم إلى اهلها، به تخضر الأرض وتعمر، تنتعش معيشة النّاس ويمحق الفقر، به تردّ الحقوق التي سلبها الاعداء، وتركه يوجب تسلط الفساق والأشرار على النّاس. قال عليه السلام: "لاتتركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولّي الله اموركم شراركم ثمّ تدعون فلا يستجاب دعاؤكم".

20-10-2016 | 14-42 د | 1611 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net