الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
المرتكز العقائدي والبناء الأخلاقي
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

العقيدة تشكّل مرتكزا متينا للأخلاق، لأنّها تخلق الواعز النفسي عند الإنسان للتمسك بالقيم الأخلاقية السامية، على العكس من العقائد الوضعية التي تساير شهوات الإنسان، وتنمّي بذور الأنانية المغروسة في نفسه.

والأخلاق تحظى بأهمية استثنائية في العقيدة الإسلامية، قال الرسول الأكرم (ص): «بعثتُ لاتُمّم مكارم الأخلاق»[1]. وقال (ص) أيضا: الخُلق الحسن نصف الدين، وقيل له: ما أفضل ما أعطى المرئ المسلم؟ قال: «الخُلق الحسن»[2].

الإسلام يربط بين الدين الحق والأخلاق، مثل هذه الرؤية تتوضح خطوطها في أنّ الدين يحثُّ على الأخلاق الحسنة ويقوم بتهذيب الطباع ويجعل ذلك تكليفا في عنق الفرد يستتبع الثواب أو العقاب، وعليه فلم يقدّم الدين توجهاته الأخلاقية المثالية بصورة مجردة عن المسؤولية، وإنّما جعل الأخلاق نصف الدين، لأن الدين اعتقاد وسلوك. والأخلاق تمثل الجانب السلوكي للفرد.

قال الإمام الباقر (ع): «إنَّ أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا»[3]. جاء رجل إلى رسول اللّه (ص) من بين يديه فقال: يا رسول اللّه ما الدين؟ فقال (ص): «حُسن الخلق. ثم أتاه من قبل شماله فقال: ما الدين؟ فقال (ص): حُسن الخلق. ثم أتاه عن يمينه فقال: ما الدين؟ فقال (ص): حُسن الخُلق، ثم أتاه من ورائه فقال: ما الدين؟ فالتفت إليه (ص) وقال: أما تفقه الدين؟ هو أن لا تغضب»[4].

وقال أمير المؤمنين (ع): «عنوان صحيفة المؤمن حُسن خُلقه»[5].

يقول العلاّمة الطباطبائي: «إنّ الأخلاق لا تفي بإسعاد المجتمع ولا تسوق الإنسان إلى صلاح العمل إلاّ إذا اعتمدت على التوحيد، وهو الإيمان بأنّ للعالم ـ ومنه الإنسان ـ إلها واحدا سرمديا لا يعزب عن علمه شيء، ولا يُغلَب في قدرته، خلق الأشياء على أكمل نظام لا لحاجة منه إليها وسيعيدهم إليه فيحاسبهم فيجزي المحسن بإحسانه ويعاقب المسيء بإساءته ثم يخلدون منعّمين أو معذّبين.

 ومن المعلوم أنّ الأخلاق إذا اعتمدت على هذه العقيدة لم يبق للإنسان همّ إلاّ مراقبة رضاه تعالى في أعماله، وكانت التقوى رادعا داخليا له عن ارتكاب الجرم، ولولا ارتضاع الأخلاق من ثدي هذه العقيدة ـ عقيدة التوحيد ـ لم يبق للإنسان غاية في أعماله الحيوية إلاّ التمتع بمتاع الدنيا الفانية والتلذذ بلذائذ الحياة المادية».


إنَّ العقائد الالحادية بإزالتها من النفوس البشرية شعور التعلق بالخالق الكامل، والمثل الأعلى المطلق، والشعور برقابته وحسابه والمسؤولية اتجاهه، أزالت الركيزة الأساسية للأخلاق، ولم تستطع أن تعوض عنها بركيزة أُخرى في مثل قوتها.

الأخلاق ضرورة اجتماعية، فهي بمثابة صمّام أمان أمام نزعة الشر الكامنة في الإنسان، والتي تدفعه لمد خيوط الأذى لأبناء جنسه، وعليه فالبناء الاجتماعي بدون منظومة الأخلاق كالبناء على كثيب من الرمال، قال أمير المؤمنين (ع): «لو كنّا لا نرجوا جنّة، ولا نخشى نارا، ولا ثوابا ولا عقابا، لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الأخلاق، فإنّها ممّا تدلُّ على سبيل النّجاح».
 
* الأستاذ عباس ذهبيات – بتصرف يسير


[1] كنز العمال 11: 240 / 31969.
[2] روضة الواعظين، للفتال النيسابوري: 376 ـ منشورات الرضي ـ قم.
[3] اُصول الكافي 2: 99 / 1 كتاب الايمان والكفر.
[4] المحجة البيضاء 5: 89.
[5] تحف العقول: 200.

02-05-2017 | 14-30 د | 2131 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net