الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1264- 24 ذو القعدة 1438 هـ - الموافق 17 آب 2017 م
ولله حجّ البيت

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الهدف: التعرّف على فضل الحجّ وكيفيّة الاستعداد له، وجانب من معانيه ودلالاته.

المحاور:
- فَضْل الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَثَوَابهِمَا
- أنت في بيت الله، ماذا ستفعل؟
- هكذا نستعدّ للحجّ‏
- من وصايا الإمام الخميني المهمّة للحجيج
 
تصدير الموضوع: رُوي عَنْ الإمام جعفر بن محمّد الصّادق (عليه السّلام) أنّه قال: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عليه السّلام): "حُجُّوا وَاعْتَمِرُوا تَصِحَّ أَبْدَانُكُمْ، وَتَتَّسِعْ أَرْزَاقُكُمْ، وَتُكْفَوْنَ مَؤونَاتِ عِيَالِكُمْ، وَقَالَ: الْحَاجُّ مَغْفُورٌ لَهُ وَمَوْجُوبٌ لَهُ الْجَنَّةُ وَمُسْتَأْنَفٌ لَهُ الْعَمَلُ، وَمَحْفُوظٌ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ"[1].

 1. فَضْل الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَثَوَابهِمَا:
 لقد تواترت الأخبار حول فضل الحج والعمرة وثوابهما منها:

- ما رُوي عَنْ الإمام جعفر بن محمد الصادق (عَ) أنهُ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عليه السلام): "حُجُّوا وَاعْتَمِرُوا تَصِحَّ أَبْدَانُكُمْ، وَتَتَّسِعْ أَرْزَاقُكُمْ، وَتُكْفَوْنَ مَئُونَاتِ عِيَالِكُمْ، وَقَالَ: الْحَاجُّ مَغْفُورٌ لَهُ وَمَوْجُوبٌ لَهُ الْجَنَّةُ وَمُسْتَأْنَفٌ لَهُ الْعَمَلُ، وَمَحْفُوظٌ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ"[2].

- هو بحُكم الجهاد بالنّسبة إلى الضّعفاء من المسلمين، حيث قال أمير المؤمنين (ع): "... وَالْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ... "[3].

- الحجّة ثوابها الجنّة: رُوِي عن الصّادق (عَ) عَنْ آبَائِهِ (عليهم السّلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): "الحجَّةُ ثَوَابُهَا الجَنَّةُ وَالعُمْرَةُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ ذَنْبٍ"[4].
 
 2. أنت في بيت الله، ماذا ستفعل؟
ينبغي لمن يتشرّف بزيارة بيت الله الحرام، إضافة إلى المناسك الواجبة، أن لا يترك الأعمال والآداب الآتية:

أ. أن يكرّر النَّظَرِ إِلَى الكَعْبَةِ: للنّظر إلى الكعبة العديد من الآثار الدّنيوية والأخرويّة منها:
 ورد أنه عبادة: عَنْ زُرَارَةَ قَالَ كُنْتُ قَاعِداً إِلَى جَنْبِ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) وَهُوَ محتبٍ مُسْتَقْبِلُ الْكَعْبَةِ فَقَالَ: (أَمَا إِنّ النَّظَرَ إِلَيْهَا عِبَادَةٌ....)[5].
  يهدم الذنوب ويغفرها: عَنْ أَبِي عَبْدِ الله قَالَ (عليه السّلام): (إِنَّ لِلْكَعْبَةِ لَلَحْظَةً فِي كُلِّ يَوْمٍ يُغْفَرُ لِمَنْ طَافَ بِهَا أَوْ حَنَّ قَلْبُهُ إِلَيْهَا أَوْ حَبَسَهُ عَنْهَا عُذْرٌ)[6].
 وعن أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلاَم) قَالَ :(مَنْ نَظَرَ إِلَى الْكَعْبَةِ لَمْ يَزَلْ تُكْتَبُ لَهُ حَسَنَةٌ وَتُمْحَى عَنْهُ سَيِّئَةٌ حَتَّى يَنْصَرِفَ بِبَصَرِهِ عَنْهَا) [7].

ب. أن يستلمَ الحجر الأسود ويقبّله: والعلّة في استلام الحجر ووضع اليد عليه، أنّه يعدّ نوعاً من العهد والبيعة مع سيّدنا إبراهيم؛ لمحاربة مظاهر الشّرك وعبادة الأوثان بأنواعها كافّة، يقول الإمام الصّادق (عَ) وقل عند استلامك الحجر: (أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدتُه لِتَشْهَد لي بالموافاة) [8].

ج. أن يسأل الله حاجته: عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَ) قَالَ: (الْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ وَفْدُ الله؛ إِنْ سَأَلُوهُ أَعْطَاهُمْ، وَإِنْ دَعَوْهُ أَجَابَهُمْ، وَإِنْ شَفَعُوا شَفَّعَهُمْ، وَإِنْ سَكَتُوا ابْتَدَأَهُمْ، وَيُعَوَّضُونَ بِالدِّرْهَمِ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ)[9].

د. تلاوة القرآن: تلاوة القرآن الكريم في الدّيار التي نزل فيها القرآن، ورد عن رسول الله(ص): (من ختم القرآن بمكّة لم يمت...حتى يرى منزله في الجنّة) [10].

و. إحياء يوم عرفة: هو يوم عرفة وهو عيد من الأعياد العظيمة وإن لم يُسمَّ عيدًا، وهو يومٌ دعا الله عباده فيه إلى طاعته وعبادته، وبسط لهم موائد إحسانه وجوده، والشّيطان فيه ذليل حقير طريد... رُوي أنّ الإمام زين العابدين (ع) سمع في يوم عرفة سائلًا يسأل النّاس فقال له: ويلك أتسأل غير الله في هذا اليوم، وهو يوم يُرجى فيه للأجنّة في الأرحام أن يعمّها فضل الله تعالى فتسعد[11]، ولهذا اليوم عدّة أعمال: كالغُسل، والصّوم: قال الكفعمي في المصباح: يستحبّ صوم يوم عرفة لمن لا يضعف عن الدّعاء.

3.هكذا نستعد للحجّ‏:
 الآن وقد ذكرت الحجّ، وعقدت العزم على تلبية دعوة اللَّه سبحانه إلى بيته، فإنّ عليك الالتفات إلى ضرورة مراعاة مجموعة من الأمور الهامّة التي ذكرها الإمام الصّادق(ع) كما جاء في مصباح الشّريعة. حيث قال (عليه السّلام): إذا أرَدتَ الحَجَّ:
- فَجَرِّد قَلبَكَ للهِ تَعالى مِن كُلِّ شاغِل وحِجابِ كُلِّ حاجِب.
-  وفَوِّض أُمورَكَ كُلَّها إلى خالِقِكَ، وتَوَكَّل عَلَيهِ في جَميعِ ما يَظهَرُ مِن حَرَكاتِكَ وسَكَناتِكَ. وسَلِّم لِقَضائِهِ وحُكمِهِ وقَدَرِهِ، ودَعِ الدُّنيا والرّاحَةَ والخَلقَ.
-  واخرُج مِن حُقوق تَلزَمُكَ مِن جِهَةِ المَخلوقينَ.
-  ولا تَعتَمِد عَلى زادِكَ وراحِلَتِكَ وأصحابِكَ وقُوَّتِكَ وشَبابِكَ ومالِكَ؛ مَخافَةَ أن يَصيروا لَكَ عَدُوًّا ووَبالاً، فَإِنَّ مَنِ ادَّعى رِضَا اللهِ واعتَمَدَ عَلى شَيء صَيَّرَهُ عَلَيهِ عَدُوًّا ووَبالاً، ليَعلَمَ أنَّهُ لَيسَ لَهُ قُوَّةٌ ولا حيلَةٌ ولا لأَحَد إلاّ بِعِصمَةِ اللهِ وتَوفيقِهِ.
-  واستَعِدَّ استِعدادَ مَن لا يَرجُو الرُّجوعَ، وأحسِنِ الصُّحبَةَ.
-  وراعِ أوقاتَ فَرائِضِ اللهِ وسُنَنِ نَبِيِّهِ (صلّى الله عليه وآله)، وما يَجِبُ عَلَيكَ مِنَ الأَدَبِ والاِحتِمالِ والصَّبرِ والشُّكرِ والشَّفَقَةِ والسَّخاءِ وإيثارِ الزّادِ عَلى دَوامِ الأَوقاتِ.
- وأحرِم مِن كُلِّ شَيء يَمنَعُكَ عَن ذِكرِ اللهِ ويَحجُبُكَ عَن طاعَتِهِ، ولَبِّ بِمَعنى إجابَة صافِيَة زاكِيَة للهِ عَزَّ وجَلَّ في دَعوَتِكَ لَهُ، مُتَمَسِّكًا بِعُروَتِهِ الوُثقى.
- واعتَرِف بِالخَطايا بِعَرَفات، وجَدِّد عَهدَكَ عِندَ اللهِ بِوَحدانِيَّتِهِ.
- وتَقَرَّب إلَى اللهِ ذا ثِقَة بِمُزدَلِفَةَ.
-  واصعَد بِروحِكَ إلَى المَلأِ الأَعلى بِصُعودِكَ إلَى الجَبَلِ.
- واذبَح حَنجَرَتَيِ الهَوى والطَّمَعِ عِندَ الذَّبيحَةِ.
- وارمِ الشَّهَواتِ والخَساسَةَ والدَّناءَةَ والذَّميمَةَ عِندَ رَميِ الجَمَراتِ.
- واحلِقِ العُيوبَ الظّاهِرَةَ والباطِنَةَ بِحَلقِ رَأسِكَ.
- وادخُل في أمانِ اللهِ وكَنَفِهِ وسَترِهِ وكَلاءَتِهِ مِن مُتابَعَةِ مُرادِكَ بِدُخولِكَ الحَرَمَ، وزُرِ البَيتَ مُتَحَقِّقًا لِتَعظيمِ صاحِبِهِ ومَعرِفَةِ جَلالِهِ وسُلطانِهِ، واستَلِمِ الحَجَرَ رِضًى بِقِسمَتِهِ وخُضوعًا لِعِزَّتِهِ.
- وصَفِّ روحَكَ وسِرَّكَ لِلِقاءِ اللهِ يَومَ تَلقاهُ بِوُقوفِكَ عَلَى الصَّفا[12].
 
 4. من وصايا الإمام الخميني المهمّة للحجيج:
- ليلتفت أولئك الذين يذهبون إلى الحج، أن لا يخلطوا للَحظة حجّهم بالمعاصي. ينبغي أن يكون كلّ شيء إسلاميّاً، وكلّ شيء عبادة، لتكن المظاهرات عبادة خالية من معصية، ولتكن الشّعارات عباديّة، خالية من المعصية، لتكن على النّحو الذي أراده الله.

- وإنّ رجم العقبات هو رجم شياطين الإنس والجنّ، وأنتم عندما ترجمون عاهدوا الله أن تقتلعوا شياطين الإنس والقوى العظمى من البلاد الإسلاميّة.

- عندما تلفظون لبّيك لبّيك، قولوا لا لجميع الأصنام، واصرخوا لا لكلّ الطّواغيت الكبار والصّغار

- وأثناء الطّواف في حرم الله خلّوا قلوبكم من الآخرين، وطهّروا أرواحكم من أيّ خوف لغير الله، وفي موازاة العشق الإلهي؛ وإنّ الطّواف حول الكعبة المشرّفة يعني أنّ الإنسان لن يطوف لغير الله.

- وحين تلمسون الحجر الأسود، أعقدوا البيعة مع الله، أن تكونوا أعداء لأعداء الله ورسوله والصّالحين والأحرار، ومطيعين وعبيدًا له، أينما كنتم وكيفما كنتم. لا تحنوا رؤوسكم، واطردوا الخوف من قلوبكم.

- وأثناء سعيكم بين الصّفا والمروة اسعوا سعي من يريد الوصول إلى المحبوب، حتى إذا ما وجدتموه هانت كلّ الأمور الدنيويّة، وتنتهي كلّ الشّكوك والتردّدات، وتزول كلّ المخاوف والحبائل الشيطانيّة، وتزول كلّ الارتباطات القلبيّة المادّية، وتنكسر القيود الشيطانيّة والطاغوتيّة الّتي أسرت عباد الله.

- سيروا إلى المشعر الحرام وعرفات وأنتم في حالة إحساس وعرفان، وكونوا في أيّ موقف مطمئنّي القلب لوعد الله الحقّ بإقامة حكم المستضعفين. وبسكون وهدوء فكّروا بآيات الله الحقّ، وفكّروا بتخليص المحرومين والمستضعفين من براثن الاستكبار العالمي.

- و عندما تذهبون إلى منى، اطلبوا هناك أن تتحقّق الآمال الحقّة، حيث التّضحية هناك بأثمن وأحبّ شيء في طريق المحبوب المطلق، وأعلموا أنّه ما لم تتجاوزوا هذه الرّغبات، الّتي أعلاها حبّ النّفس وحبّ الدّنيا التّابع لها، فسوف لن تصلوا إلى المحبوب المطلق.

[1] الشّيخ، الكليني، الكافي، ج4، ص 252.
[2] المصدر نفسه.
[3] نهج البلاغة، تحقيق صبحي صالح، ص494.
[4] الشّيخ، الكليني، الكافي، ج4، ص 253.
[5] الشيّخ، الكليني، الكافي، ج4، ص 240.
[6] المصدر نفسه.
[7] المصدر نفسه.
[8] المصدر نفسه، ج4، ص184.
[9] المصدر نفسه، ج4، ص255.
[10] الشّيخ الطّوسي، تهذيب الأحكام، ج5، ص 468.
[11] الشّيخ عبّاس القمّي، مفاتيح الجنان، ص 405.
[12] الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج10، ص172.

17-08-2017 | 12-50 د | 1988 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net