الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
سبيل الأمان
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

عن أمير المؤمنين عليه السلام: "تَجَهَّزُوا رَحِمَكُمُ اللَّه فَقَدْ نُودِيَ فِيكُمْ بِالرَّحِيلِ، وأَقِلُّوا الْعُرْجَةَ عَلَى الدُّنْيَا، وانْقَلِبُوا بِصَالِحِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ الزَّادِ،فَإِنَّ أَمَامَكُمْ عَقَبَةً كَئُوداً ومَنَازِلَ مَخُوفَةً مَهُولَةً، لَا بُدَّ مِنَ الْوُرُودِ عَلَيْهَا والْوُقُوفِ عِنْدَهَا".

يتحدَّثُ الإمامُ في كلامِهِ هذا عن الانتقالِ والسفرِ من عالمِ الدنيا إلى عالمِ الآخرةِ، فإنّه قد بدأ من خلالِ النداءِ الذي تمّ، فالإنسانُ الذي يحسبُ عمرَه بعد ولادتهِ ويطوي الأيامَ والسنين هو في الحقيقةِ قد بدأ العدَّ العكسيَّ نحو القبرِ والانتقالِ إلى الآخرةِ، والفارقُ بين المؤمنِ وغيرِه أنَّ المؤمنَ يعتبرُ أنّ النداءَ قد صدرَ، وسمعَه ولكنْ بقلبِه وعقلِه قبل سماعِه من خلالِ أذنِه، وأمّا غيرُ المؤمنِ فلا يُبالي بهذه الحقيقةِ فكأنّه لا نداءٌ ولا رحيلٌ ولا انقضاء.

وهذا النداءُ بالرحيلِ له صورُه المتعددةُ يُبيّنُها الإمامُ عليه السلام في كلامٍ آخر له، حيث يتحدّث عن حالِ الناسِ في هذه الدنيا فيقول: "أَهْلَ الدُّنْيَا يُصْبِحُونَ ويُمْسُونَ عَلَى أَحْوَالٍ شَتَّى: فَمَيِّتٌ يُبْكَى، وآخَرُ يُعَزَّى، وصَرِيعٌ مُبْتَلًى، وعَائِدٌ يَعُودُ، وآخَرُ بِنَفْسِهِ يَجُودُ، وطَالِبٌ لِلدُّنْيَا والْمَوْتُ يَطْلُبُهُ، وغَافِلٌ ولَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ وعَلَى أَثَرِ الْمَاضِي مَا يَمْضِي الْبَاقِي".

والإنسانُ بيدهِ أنْ يستمعَ لهذا النداءِ كما إنّه بنفسه يحولُ دونَ أنْ يسمعَ ذلك، يقول الإمام عليه السلام مبيّناً أهميّةَ إسماعِ النفسِ ذلك قبلَ فواتِ الأوانِ: "وأَسْمِعُوا دَعْوَةَ الْمَوْتِ آذَانَكُمْ قَبْلَ أَنْ يُدْعَى بِكُمْ. إِنَّ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا تَبْكِي قُلُوبُهُمْ وإِنْ ضَحِكُوا، ويَشْتَدُّ حُزْنُهُمْ وإِنْ فَرِحُوا، ويَكْثُرُ مَقْتُهُمْ أَنْفُسَهُمْ وإِنِ اغْتَبَطُوا بِمَا رُزِقُوا".

ولذا فإنّ أفضلَ المواعظِ التي تُصلحُ شأنَ الإنسانِ فتجعلُه منتبهاً ومستيقظاً لم يغرقْ في نومِ الغفلةِ هو ذكرُ الموتِ القادمِإليه، يقول عليه السلام: "أَلَا فَاذْكُرُوا هَادِمَ اللَّذَّاتِ، ومُنَغِّصَ الشَّهَوَاتِ، وقَاطِعَ الأُمْنِيَاتِ".

كما إنّ من المواعظِ النظرَ إلى ما صارَ إليه منْ حولَه ممّنْ سبقَه بالرحيلِ إلى الآخرةِ، ويصفُ الإمامُ ذلك فيقول: "أَمَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَأْمُلُونَ بَعِيداً، ويَبْنُونَ مَشِيداً، ويَجْمَعُونَ كَثِيراً كَيْفَ أَصْبَحَتْ بُيُوتُهُمْ قُبُوراً، ومَا جَمَعُوا بُوراً وصَارَتْ أَمْوَالُهُمْ لِلْوَارِثِينَ، وأَزْوَاجُهُمْ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَا فِي حَسَنَةٍ يَزِيدُونَ، ولَا مِنْ سَيِّئَةٍ يَسْتَعْتِبُونَ".

إنّ الذين سمعوا نداءَ الرحيلِ حقيقةً ونفذَ في قلوبِهم هذا النداءُ تجدُهم يستعجلونَ الموتَ، وذلك بانتظارِ ما وعدَهم اللهُ عزَّ وجلَّ، يقولُ الإمام عليه السلام: "فَلَوْ شَغَلْتَ قَلْبَكَ أَيُّهَا الْمُسْتَمِعُ بِالْوُصُولِ إِلَى مَا يَهْجُمُ عَلَيْكَ مِنْ تِلْكَ الْمَنَاظِرِ الْمُونِقَةِ، لَزَهِقَتْ نَفْسُكَ شَوْقاً إِلَيْهَا، ولَتَحَمَّلْتَ مِنْ مَجْلِسِي هَذَا إِلَى مُجَاوَرَةِ أَهْلِ الْقُبُورِ اسْتِعْجَالاً بِهَا".فالطريقُ للشوقِ للآخرةِ هو أنْ يجعلَ الإنسانُ همَّه في نعيمِ الآخرةِ وما ينتظرُه فيها، ويجتازَ مرحلةَ التعلّقِ بهذه الدنيا.

إنّ سبيلَ الأمانِ من أنْ يحلَّ الموتُ في ساعةِ غفلةٍ هو الجهوزيةُ الدائمةُ للحظةِ ورودهِ حتى نكونَ كما وصفَ أميرُ المؤمنينَ نفسه فقال: واللَّهِ مَا فَجَأَنِي مِنَ الْمَوْتِ وَارِدٌ كَرِهْتُهُ، ولَا طَالِعٌ أَنْكَرْتُهُ ومَا كُنْتُ إِلَّا كَقَارِبٍ وَرَدَ، وطَالِبٍ وَجَدَ، وما عِنْدَ الله خَيْرٌ لِلأَبْرارِ".

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

25-04-2018 | 14-55 د | 1063 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net