يقع على عاتِق المبلّغين الدينيين وظائف هامّة في مجال تبليغ الدين، والقيام بها
سيؤدّي إلى نجاح مهامهم... التبليغية، وسوف نشير إلى بعض هذه الوظائف؛
5- المحافظة على الوحدة والمحبّة؛
من جملة وظائف المبلّغ الديني أيضاً حفْظ الوحدة والمحبّة بين الناس، والاتّحاد
والانسجام والتوافق موجبٌ للعزة والرفعة وشيوع القيم الإلهية. وفي مقابل ذلك؛ فإنّ
الفرقة والعداوة والبغضاء تنزع لباس الكرامة عن جسم المجتمع الإسلامي؛ فيضمحل
الإيمان ويعقِب ذلك بروز الكثير من المفاسد.
وبناءً على ما تقدّم، إذا كان في محيطك مشاكل بين الناس فاسع مستعيناً بالله تعالى
إلى حلّ ذلك، وإذا ما ساد الهدوء فاعمل على حفظه وبقائِه.
وتذكَّر دائماً بأنْ لا تُقحِم نفسك في اختلافات الناس ونزاعاتهم، ما لم يكن لديك
الدليل الشرعي وكُن دائماً مُنادياً بالصلح والمحبّة.
يقول القرآن المجيد في هذا المجال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا
بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[1].
وعن الإمام علي(عليه السلام) أيضاً أنّه قال: “أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه
كتابي بتقوى الله ونظْم أمركم وصلاح ذات بينكم، فإنّي سمعت جدّكما(صلى الله عليه
وآله) يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام”[2].
والأمر الآخر الذي ينبغي على المبلّغ مراعاته أنّه من الممكن تواجد بعض أهل السنّة
أو البعض من الأقليّات المذهبية (من غير الطوائف الإسلامية)؛ أو الأعراق المختلفة
ضمن مخاطبيك، ينبغي لك عدم ذكر المسائل المثيرة للاختلاف والتفرقة.
ومن جملة الموضوعات التي يمكنك ذكرها لإيجاد الوحدة والانسجام بين الناس نذكر ما
يلي؛ مساعدة الآخرين، التلاقي وزيارة المؤمنين لبعضهم البعض، التواضع، إفشاء
السلام، المحبّة، الرفق، المداراة، و....
وينبغي تحذير الناس ومنعهم من جملة أمورٍ، كالأنانية، البخل، الغيبة، الحقد،
العداوة، سوء الظن و...
ولا بدّ من التأكيد على المحاور الموجِبة للوحدة كالإيمان، الحج، الأمانة، ولاية
الفقيه، وصلاة الجماعة.
وفي الختام، نُذكِّر بأنّه لإيجاد الوحدة والصلح بين الأطراف المتنازعة لا بدّ أن
يكون سلوكك طبق أحكام وقوانين الإسلام؛ واحذر تضييع حقّ أحدٍ في ماله أو جسمه، إلّا
إذا تنازل هو نفسه عن حقّه.
[1] سورة الحجرات، الآية 10.
[2] شرح نهج البلاغة، صبحي الصالح، ص221 (مقطع من وصية للحسن والحسين(عليهما
السلام)).