ارتكبنا نحن المعمّمين وعلماء الدين طوال التاريخ، أخطاءً كبيرةً في نقد بعضنا بعضاً، فقد تصوّرنا أنّ النزاع والإبعاد، وأحياناً التكفير، بمقدوره أن يجتثّ جذور الأفكار الخاطئة من المجتمع، بينما هذا أمر خاطئ.
لماذا استقرّت الأفكار الخاطئة للفرق الضالّة في عقول كثير من الناس، وما زالت حتّى الآن؟ السبب يكمن في أنّ التعامل معها لم يكن منطقيّاً واستدلاليّاً، وإنّما كان تعاملاً خشناً، وحسب.
هذا التفكير الإلتقاطيّ موجود في مجتمعنا، إلّا أنّ الردّ عليه ليس في العصا والشجار والإبعاد والتكفير والتفسيق، بل في العمل الصحيح (خطاب القائد أساتذة وطلّاب الحوزة العلميّة مشهد 14/6/1369هـ.ش).
المجابهة يجب أن تتناسب مع المصلحة والحكمة، فاليوم ليس كالأمس، ففي السابق إذا تكلّم شخص ولم يكن بإمكاننا أن نقوم بأيّ عمل، كنّا نصرخ أو نعلن البراءة منه، أو نكفّره، أمّا اليوم فلا حاجة لهذه الأمور، ويجب تجنّب هذه الممارسات فإنّها تضرّ بالمجتمع الإسلاميّ (خطاب القائد لقاء علماء الدين 29/8/1364هـ.ش).