الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
«يا لَيتَنا كُنّا مَعهُم»وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَمراقبات

العدد 1636 28 ربيع الأول 1446 هـ - الموافق 02 تشرين الأول 2024 م

والْجِهَادَ عِزّاً لِلإِسْلَامِ

البصيرةمراقباتوَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ

العدد 1635 21 ربيع الأول 1446 هـ - الموافق 25 أيلول 2024 م

أثر التوحيد في مواجهة البلاء - السيدة زينب (عليها السلام) نموذجاً-

العدد 1634 14 ربيع الأول 1446 هـ - الموافق 18 أيلول 2024 م

طَبِيبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّه

المصلحة الإلزاميّة للأمّة هي في الوحدة الإسلاميّة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1433 – 26 ربيع الأول 1442 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2020م

مقام الشهداء

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

مقام الشهداء

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

قال الله -تعالى-: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾[1].

المقام الرفيع للشهداء
أيّها الأحبّة،
إنّ للشهداء مقاماً لا يدركه إلّا من ذاق طعمَ الموت في سبيل الله، إلّا أنّ لنا أن نذكرَ طرفاً ممّا عرّفنا أيّاه الرّسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) في ما وصلنا عنهم من أحاديث وروايات؛ ذلك أنّهم العارفون بتلك المقامات الرفيعة، وهم الذين عاشوا وماتوا وكانت حياتهم كلّها تضحيةً في سبيل الله.

وقد فتح الله -سبحانه وتعالى- لعباده طرقَ الوصول إليه بأشكال مختلفة ومتعدّدة، إلّا أنّ أسرعَ الطرق وأقصرَها طريقُ الجهاد والشهادة في سبيله، فإنّ الشهيد الذي يُسفَك دمُه دفاعاً عن الدّين والأرض والعرض، يطوي مسافاتٍ طويلةً عند أوّل قطرة دمٍ تخرج من جسده في سبيل الله -تعالى-.

وإنّ الآيات القرآنيّة الكريمة والأحاديث الواردة عن الرّسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام)، تؤكّد لنا كم أنّ للشهيد مكانةً عند الله -تعالى-، يغبطه عليها الكثيرون، وممّا ورد في ذلك:

عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): «فوق كلّ ذي برٍّ برّ، حتّى يُقتلَ الرّجلُ في سبيل الله، فإذا قُتِل في سبيل الله فليس فوقه برّ»[2].

وعن أبي حمزة قال: سمعتُ أبا جعفرٍ (عليه السلام) يقول: «إنّ عليَّ بن الحسين (عليهما السلام) كان يقول: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ما من قطرةٍ أحبّ إلى الله -عزّ وجلّ- من قطرة دمٍ في سبيل الله»[3].

ومن كلام الإمام الخمينيّ (قُدِّس سرّه) حول مقام الشهداء: «لا يمكن للألفاظ والتعابير وصفُ أولئك الذين هاجروا من دار الطبيعة المظلمة نحو الله -تعالى- ورسوله الأعظم وتشرّفوا في ساحة قدسه – تعالى-»[4].

ويقول (قُدِّس سرّه) أيضاً: «إنّهم النفوس المطمئنّة الذين يخاطبهم ربّهم بقوله: ﴿ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ﴾، فهنا البحث عن العشق واليراع لا يمكنه ترسيمُه»[5].

الشهداء أحياء
ممّا يستدعي التأمّل والنظر جيّداً، ويؤكّد لنا في الوقت عينه ذاك المقامَ الرفيعَ للشهداء، أنّ الله -سبحانه- قد نهى عن إطلاق كلمة «أموات» على الشهداء، على غرار ما نطلقه على عامّة الناس، فعدّهم -سبحانه- أحياءً، إذ قال: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ﴾[6].

الشهيد يرجو الرجوعَ إلى الدنيا!
إنّ أصحابَ الجنّة، لما يرونه من نعيم، لا يتمنَّون الرجوع إلى هذه الدنّيا، سوى الشهيد، فهو يتمنّى ذلك كي يُقتَلَ في سبيل الله من جديد، لما يوليه الله -سبحانه- من كرامة ومقام، فعن النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله): «ما من أحدٍ يدخل الجنّة فيتمنّى أن يخرجَ منها، إلّا الشهيد، فإنّه يتمنّى أن يرجعَ فيُقتل عشر مرّات، ممّا يرى من كرامة الله»[7].

الشهيد لا يُسأل عن سيّئاته
بل إنّ اللهَ -سبحانه- لا يسأل الشهيدَ عمّا اقترفه من ذنوب في حياته الدّنيا، على غرار باقي الناس، فعن الإمام الصادق (عليه السلام): «من قُتِل في سبيل الله لم يُعرّفه اللهُ شيئاً من سيّئاته»[8].

هذا كلّه شيء نذير ممّا يمكن ذكره عن مقام الشهداء والشهادة، ونسأل الله -سبحانه- أن يوفّقنا إليه، وأن نلتحق بركب الشهداء -رضوان الله عليهم أجمعين-.

والحمد لله ربِّ العالمين


[1]  سورة آل عمران، الآية 169.
[2] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج2، ص348.
[3] المصدر نفسه، ج 5، ص53.
[4] صحيفة النور، ج19، ص40.
[5] المصدر نفسه، ج21، ص32.
[6] سورة البقرة، الآية 154.
[7]  الميرزا النوريّ، مستدرك الوسائل، ج11، ص13.
[8] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج5، ص54.

11-11-2020 | 19-34 د | 1333 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net