إنّ أحدَ التحاليل الخاطئة، هو أنّ وصولَ الدين إلى السلطة وتولّي العلماء قيادةَ الدولة يعني الهزيمة للدين. ويوجد في الداخل من يروّج لهذه الفكرة؛ أي إنّ الدين إنّما ينتشر وتتوسّع رقعته عندما يكون كامناً في القلوب، بعيداً عن السلطة والحكومة، وبمجرّد وصولكم أنتم -يا علماء الدين- إلى السلطة، فسوف يزول الدين عن قلوب الناس، وسيكون أمراً فوقيّاً يُجبَر عليه الناس، هذا ما يروّج له بعضُهم باسم الثقافة والتنوير، وهو كلام خاطئ مئة بالمئة. والواقع أنّه إذا كانت السلطةُ الدينيّة عادلةً والعناصر التي تتولّى إدارة الحكم هي الأخرى عادلة ونزيهة، فإنّ الدينَ لن يخرج من القلوب فحسب، وإنّما سيتجذَّر أكثر وسيزداد رسوخاً.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 23 شعبان 1415ه)