بصفتكم مبلِّغين للدين، يجب عليكم توفير أجواءٍ تنقض ما يريد العدوُّ تحقيقَه، كما فعلتم في أيّام الثورة وملأتم أرجاء البلد كلّها بندائها، وضحيّتم أثناء الحرب المفروضة بكلّ وجودكم في سبيل تعبئة عموم أبناء الشعب، وفي سبيل الدفاع عن حدود البلد وعن الثورة. وفي فترة ما بعد الثورة، كانت لكم مشاركة فاعلة أينما استوجبت الحاجة إليكم، وحيثما شعرت الحكومة والمسؤولون بضرورة وجودكم. عليكم أن تنتشروا كالملائكة الإلهيّين في أرجاء البلاد وبين الناس، واعكسوا في كلّ مكان ما تشعرون به هنا من مشاعر الثقة والسكينة والوحدة والوفاق والتعاطف والمودّة. إنَّ بلدَنا مستقرٌّ بحمد الله، والحكومةَ مستقرّةٌ، والمسؤولين أمناء وموضع الثقة، وحريصون، ويعملون بجدٍّ وإخلاص، وقد كانت وستبقى رعاية بقيّة الله (أرواحنا فداه) تحرسنا بفضل الله، وقد كانت وستبقى يد العدوّ قاصرةً بإذن الله -على الرغم من كلّ جهودها الحثيثة- عن الشعب وهذا البلد.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 24 شعبان 1419ه)