اعرفوا قدرَ أنفسِكم؛ لأنّ الدنيا خُلِقت لأجل السعي والعمل والبناء والجهاد والإعمار على يد الإنسان. وجميعُ النشاطات، الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة، وكذا العسكريّة والجهاديّة عند الضرورة، والنشاطات العلميّة والتحقيقيّة لازمةٌ للإنسان، ولا شكّ في أنّ على كلّ إنسان القيامَ بدوره في هذه المجالات، حسب قدرته والفرصة المتاحة له، لكنّ الأبعدَ من ذلك كلّه هو هذه النكتة المعنويّة، وهي أنّ كلّ مسؤوليّة تتحمّلونها، سواءٌ أكانت نشاطاً سياسيّاً أو علميّاً، وسواءٌ أكانت دراسة أو تدريساً أو تحقيقاً وبحثاً، وسواءٌ أكانت بناءً لأركان المجتمع أو هدماً لأركان الفساد والضلال، فهي لا تخرج عن حالتين؛ إمّا أنّ هذا العمل الذي تقومون به يُعينكم على السلوك المعنويّ الذي خُلق الإنسان لأجله، أو أنّه يصدّكم عن ذلك، ولا ثالث لهما.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 15 ربيع الآخر 1416ه)