التقوى والقدسيّة في هذه الطبقة هي أكثر ممّا في جميع الطبقات الأخرى. إنصافاً، انظروا إلى طلّاب الحوزة العلميّة، إلى مدخولهم ورواتبهم، فأكثر دخلٍ لحوزويٍّ فاضلٍ معيل في حوزة قمّ، التي هي أفضل الحوزات، هو أقلّ بكثير من الدخل المتوسِّط للعمّال والموظّفين في هذه الدولة؛ أي إنّه أقلّ من النصف، ونصف رواتب العمّال واضح حاليّاً، فراتب الطالب الفاضل في الحوزة العلميّة في قمّ -ولا نقول حوزة مشهد وأصفهان والمدن الصغيرة- هو نصف راتب العامل، ومع هذا فهم يعيشون حياةَ تقوى وطهارة، والقدسيّة هي هذه، وهذا هو الورع وعدم الاعتناء بالدنيا. طبعاً، ثمّة أناس غير صالحين، لكنّ الأكثريّةَ والشكل الغالب هو هذا الذي نشاهده لدى الطلّاب، وهذه الأمور الممتازة، إذا بقيت لدى الطلبة طيلة سنوات تولّي المسؤوليّة، فإنّها علوٌّ في المقام والدرجة.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 22 شعبان 1413ه)