الحوزة مركز يخرّج علماء الدين، وعالم الدين هو ذلك الشخص الذي يتعلّم معارف الدين، وينزل إلى الساحة من أجل تحقّقها وتطبيقها، ولا فرق إن كان عالم الدين هذا متخصّصًا في حقل الفقه، أو في حقل الفلسفة، أو في حقل علم الكلام، لا فرق في ذلك. لقد كان إمامنا الخمينيّ الجليل فقيهًا كبيرًا، كان -والحقّ يُقال- فقيهًا مبرّزًا، لكنّه كان في العرفان النظريّ مجتهدًا بكلّ معنى الكلمة، وكان صاحب رأي فيه. أو أستاذه المرحوم الشاه آبادي؛ ذات مرّة قال الإمام الخمينيّ لي شخصيًّا: «لا تتصوّروا بأنّ الشاه آبادي لم يكن يعمل في ميدان الكفاح، بلى كان يعمل في ساح الكفاح -ولا أذكر الآن عبارته تمامًا، وأخال أنّني سجّلتها في مكان ما، وهذا مضمونها- لو كان لي نصير لخرجت وثُرت، شيء قريب من هذا اللّفظ». إذًا، هذه هي هويّة الحوزة في قم والحوزات الأخرى. هذه هي الشاكلة الأصليّة للحوزة. الأعمال التي تُنجز في الحوزة كلّها ينبغي أن تُنجز من هذا المنظار. هذا التخصّص الذي تتحدّثون عنه، وهذه الأنظمة التي تطالبون بها، وهذه الاقتراحات التي تقدّمونها في خصوص الطاقات وما شابه، كلام جيّد جدًّا، وكلّها ينبغي أن تُنجز في هذا الإطار وبهذه النظرة.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 08/05/2019م)