اعلموا -أيّها الأعزّاء- أنّ مسؤوليّة الحوزات العلميّة اليوم أكبر وأثقل من الماضي، والسبب هو أنّ الحاجة والإقبال اليوم أكبر من السابق. الحاجة أكبر من السابق، وتقبّل الناس وإقبالهم أكبر أيضًا. هناك اليوم إقبال على المفاهيم الدينيّة الراقية والسامية بين الشباب، وليس بين شبابنا فحسب، بل بين شباب العالم الإسلاميّ، بل حتّى الشباب خارج نطاق العالم الإسلاميّ. والإقبال في بعض المناطق من البلدان الإسلاميّة كبير حقًّا -ولا أريد المبالغة- وفي بعض المناطق أقلّ، لكنّه موجود. وكذا الحال في البلدان غير الإسلاميّة. وقد كتبنا -على سبيل المثال- رسالةً إلى شباب البلدان الغربيّة، فلاقت إقبالًا، ولوحظت الانعكاسات في بعض الحالات. وقد بالغ بعضهم، وقالوا: إنّ هذه الرسالة انتشرت وحدث كذا وكذا. لا، لم يكن الأمر على ذلك النحو، لكن حصل اهتمام بها، وحصلت استجابات، ووصلتنا رسائل وكتابات؛ وهذا دليل على أنّ لهذا الكلام مستمعيه وطلّابه. لذلك، فالحاجة إلى الحوزة وإلى المفاهيم الحوزويّة العليا كبيرة في الوقت الحاضر، التقبّل والإقبال كبير أيضًا.
(من كلام للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 08/05/2019م.)