أريد أن أشير إلى وصيّة لأمير المؤمنين (عليه السلام) مهمّة جدّاً في أيّامنا.
يقول في الخطبة الرابعة والثلاثين من نهج البلاغة: «غُلِب -والله- المتخاذلون». يقسم أمير المؤمنين هنا ليؤكّد أنّ المؤمنين إذا لم يَنصر بعضُهم بعضاً، سيُهزمون. «التخاذل»، أي غياب التناصر، فلا هذا يساعد ذاك، ولا ذاك يساعد هذا. الأمير يقسم ويقول: «غُلِب -والله- المتخاذلون» موجِّهاً خطابه إلى أهل زمانه، لكن هذا الخطاب في الحقيقة موجَّه إلى البشريّة كلّها.
يجب على المؤمنين أن يساعد بعضهم بعضاً، وأن ينصر بعضهم بعضاً، وأن يدافع بعضهم عن بعض. تلاحظون كيف أنّ العدوّ يخطّط دائماً ضدّكم. هذا التخطيط الدائم أمر واقع نراه جميعاً. ربّما في بعض الأحيان يظنّون أنّ خططهم غير مكشوفة، لكنّها في الحقيقة مكشوفة، والإنسان يعرف ما الذي يريدون فعله. الآن قبالة خططهم هذه يجب عليكم أيضاً أن تخطّطوا، ولا يجوز أن تسكتوا، ولا يجوز أن تستسلموا أو أن تجلسوا مكتوفي الأيدي. فالعدوّ في حالة تخطيط دائم، وعلينا ألّا نستسلم أمام خططه. ثمّ يواصل أمير المؤمنين في الخطبة نفسها، ويقول لقومه: «تُكادون ولا تَكيدون»؛ أعداؤكم يرسمون الخطط للنيل منكم وأنتم جالسون، لا تفعلون شيئاً لمواجهتهم! هذا الأمر لا يجوز في المجتمع الإسلاميّ؛ إن كانوا هم يكيدون لكم؛ أي يضعون الخطط ضدّكم، يجب عليكم أيضاً أن تكيدوهم، وأن تعدّوا الخطط لمواجهتهم.
(من كلام للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 23/08/2020م)