الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1491 18 جمادى الأولى 1443 هـ - الموافق 23 كانون الأول 2021م

المسيح نصير المهديّ (عليه السلام)

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق



الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

قال الله -تعالى- في كتابه الكريم عن لسان نبيّه عيسى (عليه السلام): ﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً﴾[1].

أيّها الأحبّة،
إنّ للنبيّ عيسى (عليه السلام) مكانةً عظيمةً في الإسلام، إذ وصفه اللهُ -تعالى- في كتابه الكريم، والنبيُّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) وأهلُ بيته المعصومون (عليهم السلام) بصفاتٍ جليلة، تُظهِر ذاك المقامَ الذي كان عليه، ما جعله قدوةً ومناراً تستنير بهديه وصفاته الجليلة الأمم.

وسوف نستعرض بعضَ ما قال فيه اللهُ في الكتاب الكريم ضمن العناوين الآتية:

1. عبد الله
قال -سبحانه-: ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً﴾[2].

2. من أنبياءِ أولي العزم
قال -سبحانه-: ﴿وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ﴾[3].

3. كلمة الله
قال -تعالى-: ﴿إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ﴾[4].

4. مبشّر برسول الله (صلّى الله عليه وآله)
قال -عزّ وجلّ-: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَد﴾[5].

5. مبارَك وبارّ
قال -تعالى-: ﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً﴾[6].

6. وجيه في الدنيا والآخرة
قال -سبحانه-: ﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾[7].

المسيح في أحاديث المعصومين (عليهم السلام)
ورد الكثيرُ بحقّه (عليه السلام)، ومن قصص حياته المليئة بالمواعظ والحكم، ومن ذلك ما ورد عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): «بعث اللهُ عيسى بنَ مريم (عليهما السلام)، واستودعه النورَ والعلمَ والحكمَ وعلومَ الأنبياء قبله، وزادَه الإنجيل»[8].

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في توصيف النبيّ عيسى (عليه السلام): «وإِنْ شِئْتَ قُلْتُ فِي عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ (عليهما السلام)، فَلَقَدْ كَانَ يَتَوَسَّدُ الْحَجَرَ، ويَلْبَسُ الْخَشِنَ، ويَأْكُلُ الْجَشِبَ، وكَانَ إِدَامُه الْجُوعَ، وسِرَاجُه بِاللَّيْلِ الْقَمَرَ، وظِلَالُه فِي الشِّتَاءِ مَشَارِقَ الأَرْضِ ومَغَارِبَهَا، وفَاكِهَتُه ورَيْحَانُه مَا تُنْبِتُ الأَرْضُ لِلْبَهَائِمِ، ولَمْ تَكُنْ لَه زَوْجَةٌ تَفْتِنُه، ولَا وَلَدٌ يَحْزُنُه، ولَا مَالٌ يَلْفِتُه، ولَا طَمَعٌ يُذِلُّه، دَابَّتُه رِجْلَاه، وخَادِمُه يَدَاه»[9].

نصرته للإمام المهديّ (عليه السلام)
من المسائل العقائديّة الثابتة لدى الفريقين من المسلمين، نزولُ النبيّ عيسى (عليه السلام) ونصرتُه للإمام المهديّ المنتظر (عليه السلام)، وذلك بعد أن يكون اللهُ قد رفعه تلك المدّة الطويلة من العمر، بجسده وروحه إلى السماء، وقد أخبر النبيُّ الأكرم أنّ المسيحَ (عليه السلام) سوف ينزل بُعيدَ ظهورِ الإمام المهديّ (عجّل الله فرجه)، ليناصرَه ويعاضدَه في معركته مع الظالمين المستبدّين والمفسدين في الأرض، عنه (صلّى الله عليه وآله): «مِنْ ذُرِّيَّتِي الْمَهْدِيُّ، إِذَا خَرَجَ نَزَلَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ لِنُصْرَتِهِ، فَقَدَّمَهُ وَصَلَّى خَلْفَهُ»[10].

وعن الإمام الباقر (عليه السلام): «ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا، فلا يبقى أهلُ ملّة، يهوديّ ولا نصرانيّ، إلّا آمن به قبل موته، ويصلّي خلفَ المهديّ»[11].

ولا شكّ ولا ريب في أنّ الصلاة خلف الإمام إنّما تدلّ على مقامِ الإمام (عجّل الله فرجه)، وأنّه الوليّ والقائد الذي ينبغي الانقيادُ إليه في المعركة الإلهيّة الكبرى.

من أقواله ومواعظه (عليه السلام)
عن الإمام الصادق (عليه السلام): «قال الحواريّون لعيسى بنِ مريم (عليه السلام): يا مُعلِّمَ الخير، علّمنا أيّ الأشياء أشدّ، فقال: أشدّ الأشياء غضب الله -عزّ وجلّ-، قالوا: فبِمَ يُتّقى غضبُ الله؟ قال: بأن لا تغضبوا، قالوا: وما بدء الغضب؟ قال: الكِبر والتجبّر ومحقرة الناس»[12].

وعنه (عليه السلام): «قال عيسى بن مريم (عليه السلام) لبعض أصحابه: ما لا تحبّ أن يُفعل بك، فلا تفعلْه بأحد»[13].

عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «مرّ عيسى بنُ مريم (عليه السلام) بقبرٍ يُعذَّب صاحبُه، ثمّ مرّ به من قابل، فإذا هو لا يُعذَّب، فقال: يا ربِّ، مررتُ بهذا القبر عام أوّل فكان يُعذَّب، ومررتُ به العام فإذا هو ليس يُعذَّب! فأوحى الله إليه أنّه أدرك له ولدٌ صالح، فأصلحَ طريقاً وآوى يتيماً، فلهذا غفرتُ له بما فعل ابنُه»، ثمّ قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «ميراثُ الله -عزّ وجلّ- من عبده المؤمن ولدٌ يعبده من بعده»[14].

عن الإمام الصادق (عليه السلام): «كان عيسى بنُ مريم (عليه السلام) يقول لأصحابه: يا بني آدم، اهربوا من الدنيا إلى الله، وأَخرِجوا قلوبَكم عنها؛ فإنّكم لا تصلحون لها ولا تصلح لكم، ولا تبقون فيها ولا تبقى لكم، هي الخدّاعة الفجّاعة؛ المغرور من اغترّ بها، المغبون من اطمأنّ إليها، الهالك من أحبّها وأرادها، فتوبوا إلى بارئكم، واتّقوا ربَّكم، واخشَوا يوماً لا يجزي والدٌ عن ولده، ولا مولودٌ هو جازٍ عن والده شيئاً، أين آباؤكم؟! أين أمّهاتكم؟! أين إخوتكم؟! أين أخواتكم؟! أين أولادكم؟! دُعوا فأجابوا، واستُودِعوا الثرى، وجاوروا الموتى، وصاروا في الهلكى، وخرجوا عن الدنيا، وفارقوا الأحبّة، واحتاجوا إلى ما قدّموا، واستغنوا عمّا خلّفوا، فكم تُوعظَون وكم تُزجَرون وأنتم لاهون ساهون! مثلكم في الدنيا مثل البهائم، همّتكم بطونكم وفروجكم، أما تستحيون ممّن خلقكم وقد أوعد من عصاه النار؟ ولستم ممّن يقوى على النار! ووعد من أطاعه الجنّة ومجاورته في الفردوس الأعلى، فتنافسوا فيه، وكونوا من أهله، وأنصِفوا من أنفسكم، وتعطّفوا على ضعفائكم وأهل الحاجة منكم، وتوبوا إلى الله توبة نصوحاً، وكونوا عبيداً أبراراً، ولا تكونوا ملوكاً جبابرة، ولا من العتاة الفراعنة المتمرّدين على من قهرهم بالموت، جبّار الجبابرة ربّ السماوات وربّ الأرضين، وإله الأوّلين والآخرين مالك يوم الدين، شديد العقاب، أليم العذاب، لا ينجو منه ظالم، ولا يفوته شيء، ولا يعزب عنه شيء، ولا يتوارى منه شيء، أحصى كلَّ شيء علمُه، وأنزله منزلته في جنّة أو نار.

ابن آدم الضعيف! أين تهرب ممّن يطلبك في سواد ليلك وبياض نهارك، وفي كلّ حال من حالاتك؟ قد أبلغ من وعظ، وأفلح من اتّعظ»[15].


[1] سورة مريم، الآيات 31، 32، 33.
[2] سورة مريم، الآية 30.
[3] سورة المائدة، الآية 46.
[4] سورة النساء، الآية 171.
[5] سورة الصفّ، الآية 6.
[6] سورة مريم، الآيات 31، 32، 33.
[7] سورة آل عمران، الآية 45.
[8] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج14، ص249.
[9] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة (تحقيق صبحي الصالح)، ص227.
[10] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج14، ص349.
[11] المصدر نفسه، ج9، ص 195.
[12] الشيخ الصدوق، الخصال، ص6.
[13] الشيخ الصدوق، الأمالي، ص448.
[14] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج6، ص4.
[15] الشيخ الصدوق، الأمالي، ص650.

23-12-2021 | 10-05 د | 1001 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net