الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
أَهلُ كَرَامَةِ الله
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

من خطبةِ الرسولِ الأكرمِ (صلى الله عليه وآله) في استقبالِ شهرِ رمضان: «هُوَ شَهرٌ دُعِيتُم فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ اللهِ، وَجُعِلتُم فِيهِ مِن أَهلِ كَرَامَةِ الله. أَنفَاسُكُم فِيهِ تَسبِيحٌ، وَنَومُكُم فِيهِ عِبَادَةٌ، وَعَمَلُكُم فِيهِ مَقبُولٌ، وَدُعَاؤُكُم فِيهِ مُستَجَابٌ، فَاسأَلُوا اللهَ رَبَّكُم بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ، وَقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ، أَن يُوَفِّقَكُم لِصِيَامِهِ، وَتِلاوَةِ كِتَابِهِ؛ فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَن حُرِمَ غُفرَانَ الله فِي هَذَا الشَّهرِ العَظِيمِ»[1].

إنَّ مِنَ التكريمِ الإلهيِّ لهذا الإنسانِ أن جَعَلَهُ محلّاً للمخاطَبةِ بالتكاليفِ، ولا سيما العباديّةَ منها، التي هي أبوابُ القُربِ إليه، ومنها الصيامُ في شهرِ رمضان. وفي هذا الشهرِ دروسٌ مستفادةٌ، على المؤمنِ أن يسعى لاكتسابِها، ومنها:

1. الارتباطُ بالله: أي الصِّلةَ بالله، بمّا تحمِلُهُ مِن معرفةٍ بصفاتِهِ وأسمائِه. يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (حفظه المولى): «لقد تذوّقتُم حلاوةَ هذا الدرس، ووجدتُم كم أنه من السهلِ اليسيرِ أن توثَّقَ الصلةُ باللهِ تعالى. «.. وأنّ الراحلَ إليكَ قريبُ المسافة، وأنّكَ لا تحتجِبُ عن خَلقِكَ إلّا أن تحجُبَهُمُ الأعمالُ دونَك»[2]. إنّ الطريقَ إلى اللهِ قصيرةٌ، ولقد لاحظتُم هذا في ليلةِ القدرِ، وعندَ التوسُّلِ والزيارةِ والدعاء، ولدى التضرُّعِ والمناجاة، ووهَبتُم قلوبَكم للمحبوبِ الأوحد، وازددتُم حُبّاً للهِ تعالى».

2. الاتّحادُ بالتوحيدِ والتوجُّهِ إلى الله: فهو اجتماعُ الناسِ كافّةً حولَ محورِ الدينِ والتوحيد، فيجتمعُ في هذا الشهرِ الناسُ كافّةً تحتَ مظلّةِ الإيمانِ والعبادة. يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (حفظه المولى): «إنّ الدِّينَ والعقيدةَ هو الذي يشدُّنا نحوَ مركزٍ واحد، وهذا المركزُ هو التوجُّهُ لذاتِ اللهِ الأقدسِ جَلَّ وعلا... إنّ الجالسَ بجوارِكُم في صلواتِ الجماعةِ والجمعةِ، أو مَراسِمِ إحياءِ ليلةِ القدرِ، ووضْعِ القرآنِ على الرأسِ، والانهماكِ في التضرُّعِ والدعاءِ؛ هو رفيقُكُم أمامَ اللهِ تعالى وَجَلَّ شأنُه، أيّاً كان هذا المرافِق، ومِن أيِّ فئةٍ اجتماعيّةٍ، وأيِّ طَيفٍ ومشربٍ وطائفةٍ. كما يُعَدُّ أخاً لكم، وصاحباً وفيّاً عندَ المولى سبحانَه».

3. الإيثارُ والإنفاقُ على الآخرين: فالعطاءُ في شهرِ اللهِ صفةٌ مميّزَةٌ للصائمين، يشعرون بما لدى الناسِ، فيبادِرونَ إلى قضاءِ الحوائج. يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (حفظه المولى): «إنَّ الجوعَ والعطشَ والصومَ، منذُ أذانِ الفجرِ، حتّى أذانِ المغربِ، يُعَدُّ كبحاً لجماحِ النفس. إنّ ممّا يُدخِلُ السرورَ على قلبِ الإنسان، أن يشاهِدَ لافتةً معلَّقةً على أحدِ المخابزِ ليلةَ الخامسَ عشرَ مِن شهرِ رمضان -ذكرى مولدِ الإمامِ الحسنِ المجتبى (عليه الصلاةُ والسلام) - وقد كُتِبَ عليها: إنَّ الخبزَ بالمجّانِ هذه الليلةَ للجميع، فخُذُوا منهُ ما شئتُم. إنّ تلكَ الدعواتِ على الإفطارِ في المساجدِ وسواها مِن قِبَلِ أناسٍ مجهولين، لَمِنَ المبادَراتِ الخيريّةِ التي يتميّزُ بها شعبُنا، وإنها تنطوي على درسٍ آخر، وتمثِّلُ تمريناً آخر؛ إنّه الإيثارُ على النفسِ، وإعطاءُ الآخَرين».

نسألُ اللهَ -عزَّ وجلَّ- لكم مغفرةً واسعةً، وعملاً مقبولاً في هذا الشهرِ الكريم.

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين


[1]  الشيخ الصدوق، الأمالي، المجلس العشرون، ص93.
[2]  الشيخ الطوسيّ، مصباح المتهجّد وسلاح المتعبّد، ىج‏2، ص583.

07-04-2022 | 12-41 د | 456 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net