عندما دخل النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) المدينة، أوّل ما قام به كان إنشاء القوّة السياسيّة والاجتماعيّة؛ يعني إنشاء الحكومة، وهذا الأمر كان من مستلزمات عمل النبوّة. طبعاً، الأنبياء لديهم أعداء كثر، ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ﴾[1]. وعندما يؤسّسون الحكومة، سوف يضاف إليهم العدوّ الخارجيّ، وهذا واضح؛ فإذا كان ليس عالماً بالسياسة، ولم تكن لديه القوّة السياسيّة، فهذا لن يجلب اهتمام العدوّ الخارجيّ، ولن يلفت انتباهه لكلّ ما يُحكى، ولكن عندما يصل إلى القوّة السياسيّة، فحينئذٍ سوف يشهد مخالفة العدوّ الخارجيّ له، ذلك العدوّ الذي يرفض العدالة، ويرفض الحرّيّة، ويرفض حقّ كلّ إنسان في الحياة الجيّدة والمستقلّة.
حسناً، أنا أريد القول بأنّ هذا الوصفة هي ذاتها الوصفة التي عمل بها الإمام الخمينيّ (رضوان الله تعالى عليه)، فلقد طبّق وصفة الرسول الأكرم بحذافيرها، والمعارف التي جاء بها هي نفسها المعارف التي أبلغ الرسول (صلّى الله عليه وآله) الناسَ بها من جانب الله تعالى، والقيم هي تلك القيم نفسها، والأحكام نفسها تلك الأحكام، والحركة من أجل تحقيق هذا الأحكام تحتاج إلى الإيمان القويّ، والمثابرة، والقلب المتوكِّل على الله، هذه الصفات كلّها اجتمعت في الإمام، وهو أقدم على هذا الأمر، والله ساعده ونجحت هذه الحركة.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 22/03/2020م)
[1] سورة الأنعام، الآية 112.