الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1613 14 شوال 1445 هـ - الموافق 23 نيسان 2024 م

غزوةُ أُحد يومُ بلاءٍ وتمحيص

خيرُ القلوبِللحرّيّة قيودٌ من القِيَممراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
صلاة الجمعة فريضة فريدة
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

إنّ صلاة الجمعة بما تحمل من خصائص، هي فريضة فريدة مئة بالمئة. ليس لدينا شيء مثل صلاة الجمعة. الحجّ جمع عظيم، [لكن] عندما ندخل في عمق صلاة الجمعة وبواطن أعمالها، نرى أنّها بما تحمل من خصائص هي أكثر استثنائيّة من الحجّ أيضاً...

إحدى الخصوصيّات أنّ صلاة الجمعة وصلت عنصرَي الحياة الطيّبة الأساسيّين بعضهما ببعض، وربطتهما. ما هذان العنصران؟ أحدهما ذكر الله والآخر المشاركة الشعبيّة. ﴿فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾[1]؛ إنّ هذه الحياة الطيّبة لها أركان، ولكن من أهمّ أركانها هذان الركنان: أحدهما التوجّه إلى الله، أي الاتّجاه نحو الله، و«يلي الربّ»[2] وفق قول السادة، والآخر هو حضور الناس واجتماعهم. يجتمع هذان الركنان في صلاة الجمعة. بالطبع، هذه هي الحال أيضاً في بعض الواجبات والفرائض الأخرى، لكن عندما نجمعها مع بقيّة الخصوصيّات، نرى أنّ صلاة الجمعة فريدة. حسناً، قلنا في صلاة الجمعة إنّ هاتين الخاصّيتين موجودتان معاً: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾، وأيضاً ﴿إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾[3]. هذه صلاة، وجُمُعة أيضاً. الصلاة ذكر محض، ذكر خالص. والجُمُعة أيضاً هي اجتماع الناس. فهذه إحدى تلك السمات، وربّما أوّل ميزة خاصّة لصلاة الجمعة.

ثانياً، هذا الذكر الجماعيّ يؤدّي إلى نزول بركات الذِكر وآثاره على الجماعة. إنّ لذكر الله آثاراً مذكورة في القرآن: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾[4]، وهذا ينتشر في أرجاء صلاة الجمعة عندما يعمد الجميع إلى ذكر الله معاً. أشرت ذات مرّة إلى الآية الشريفة: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُو﴾[5] وقلت: حتّى الاعتصام بحبل الله يجب أن يكون جمعيّاً: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعً﴾. هذا الاجتماع هو أمر عجيب في الإسلام. إنّ اجتماع الناس نفسه وحضورهم أمر مهمّ، وهذا هو المكان الذي يجب أن تكونوا حسّاسين فيه. إذا كان عدد الأشخاص في صلاة الجمعة في هذا الأسبوع أقلّ من قبل شهر، يجب أن تشعروا بالقلق. أساس هذا العمل هو حضور الناس.

عندما تعمدون إلى الذِكر جماعيّاً، فسوف تنزل آثار الذِكر وبركاته على الجمع. جاء في القرآن: ﴿فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾[6]. هذا النفع يصيب الجميع. نعم، أنتم عندما تؤدّون صلاة الليل بمفردكم في الغرفة، فإنّ الله يجزيكم على ذلك، لكنّ النفع هنا نفع عامّ. الجميع ينتفعون من ذلك. أو ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾[7]، ﴿أَذْكُرْكُمْ﴾؛ هذه العناية الإلهيّة الخاصّة تترتّب على الذِكر. الذِكر هنا ذِكر جماعيّ، لذا تلك العناية مرتبطة بالجمع أيضاً. أو ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾[8]، وعدد من الآيات الأخرى الموجودة في القرآن؛ إذ إنّي استطعت الرجوع بهذا القدر إلى المعجم المفهرس، وهذه هي الآيات القليلة الّتي خطرت في بالي ودوّنتها. إذا راجعتم، فسوف تجدون آيات كثيرة [تتحدّث عن] بركات الذكر. هذه خصوصيّةٌ أيضاً، الذِكر الجماعيّ وبركاته.

(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 27/07/2022م)


[1] سورة النحل، الآية 97.
[2] إشارة إلى اصطلاح «يلي الحقّ» في العرفان، الذي يعني البُعد المعنويّ والحقيقة الوجوديّة للإنسان، والأبعاد الإلهيّة له كافّة.
[3] سورة الجمعة، الآية 9.
[4] سورة الرعد، الآية 28.
[5] سورة آل عمران، الآية 103.
[6] سورة الذاريات، الآية 55.
[7] سورة البقرة، الآية 152.
[8] سورة الأنفال، الآية 45.

20-10-2022 | 09-26 د | 360 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net