الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
النماذج الإيجابية (النساء)-الحلقة الخامسة
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

باسمه تعالى‏



لعل من الخصائص الهامة لعاشوراء حضور ومشاركة النساء بشكل عيني وعملي. إذا حاولنا تقييم برنامج الإمام الحسين عليه السلام الجامع من المدينة إلى المدينة، فإنه يقسم إلى مسيرين من المدينة إلى كربلاء ومن كربلاء إلى المدينة. وقد قطع الحسينيون المسير الأول بالشهادة وقطعت الزينبيات المسير الثاني بالثبات.

لعل البارز في مشاركة النساء في كربلاء هو محاولة إظهار وتوضيح الموقع الرفيع لهذه المجموعة في التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية..

لقد قدمت النساء أمثال زينب، أم كلثوم، رباب، عاتكة و... بوجودهن إلى جانب الرجال أجمل وأفضل مظاهر الإيثار على امتداد التاريخ وأصبحن نموذجاً لأهل الإيمان، فيما يلي نشير إلى بعضهن:

زينب الكبرى (عليها السلام) قدوة للصابرين‏


هي ابنة علي عليه السلام وفاطمة (عليها السلام) وصاحبة مقام عالٍ، وكان لها ألقاب متعددة: "عقيلة بني هاشم، العارفة، العالمة، الكاملة والعابدة" وفي ذلك دلالة على الشخصية الإلهية لزينب.

روت الحديث عن جدها رسول الله(ص) وأبيها أمير المؤمنين عليه السلام ووالدتها فاطمة الزهراء(عليها السلام) وكانت صاحبة قلب قوي وفصاحة وشجاعة و...

كان الإمام الحسين عليه السلام يكن لها الكثير من الاحترام رافقته في كل مراحل عاشوراء وتولت رعاية أهل البيت(عليهم السلام) من النساء والأطفال وحملت إلى جانب الإمام السجاد عليه السلام لواء الدفاع عن شهداء كربلاء.
إن هذه المرأة العظيمة هي ابنة شهيد وأخت شهيد وأم شهيد وعمة شهيد. استشهد ولداها محمد وعون في كربلاء، إن صابرة كربلاء هي محرم أسرار الإمامة، كانت تعرف ما سيحصل في المستقبل. أخبرت الإمام الحسين عليه السلام وكانت في مكان يدعى "خزيمية" بأن هاتفاً أخبرها بمصير قافلة كربلاء. فأجابها الإمام عليه السلام: "يا أختاه! كل الذي قضى فهو كائن"1 .

ينقل عن الإمام السجاد عليه السلام: "إني جالس في تلك العشية التي قتل أبي صبيحتها، وعمتي زينب تمرضني، إذ اعتزل أبي بأصحابه في خباء له، وعنده جون مولى أبي ذر الغفاري، وهو يعالج سيفه ويصلحه وأبي يقول [أبيات من الشعر] فأعادها مرتين أو ثلاثاً حتى فهمتها فعرفت ما أراد، فخنقتني عبرتي، فرددت دمعي ولزمت السكوت، فعلمت أن البلاء قد نزل. أما عمتي زينب... فقالت: واثكلاه! ليت الموت أعدمني الحياة، اليوم ماتت أمي فاطمة وأبي علي وأخي الحسن".

وقد أوصاها الإمام الحسين عليه السلام بالصبر، ثم قال لها: "يا أختاه! يا أم كلثوم! يا فاطمة! يا رباب! انظرن إذا قتلت فلا تشققن عليَّ جيباً ولا تخمشن وجهاً ولا تقلن هجراً"2.

يقول نافع بن هلال: عندما دخل الإمام الحسين عليه السلام خيمة زينب سمعتها تسأله عن الوضع الروحي لأصحابه وهل هو واثق من ثباتهم.

فقال الإمام الحسين عليه السلام: "والله لقد بلوتهم فما وجدت فيهم إلا الأشوس الأقعس يستأنسون بالمنية دوني استيناس الطفل إلى محالب أمه"3.

أما أصعب اللحظات التي شاهدتها النساء بالأخص زينب(عليها السلام) هي لحظة وداع الإمام الحسين عليه السلام. وعندما جاء خبر شهادة الإمام عليه السلام توجهت النساء نحو المصرع وعلا صوت زينب وهي تقول:

"وامحمدا! وا عليا! هذا حسين بالعراء صريع بكربلاء ليت السماء أطبقت على الأرض وليت الجبال تدكدكت على السهل". وصلت زينب(س) إلى الإمام الحسين عليه السلام حيث كان عمر بن سعد واقفاً مع جنوده، فنادت زينب (س): "الويل لكم، أليس فيكم مسلم".

لم يلتفت إليها أحد، بل أمر عمر بن سعد جنوده بالإجهاز على الإمام عليه السلام.

وبعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام وشهادة أهل بيته، بدأت زينب(س) برسالتها الكبيرة، كان عليها أن تنهض لتحمل لواء الشهداء بصبر وثبات.

مع أن الحوادث التي حصلت كانت كفيلة بالإجهاز على أقوى الرجال، إلا أن زينب كانت أكبر وأعظم من ذلك. صحيح أن زينب(س) شاهدت أقسى الحوادث في كربلاء إلا أنها لم تترك فرصة لإيصال رسالة عاشوراء. ومما يذكر أنها تحدثت بخطبتها العظيمة في مجلس يزيد4 ، وتمكنت من تغيير الجو الذي أوجده بني أمية في الشام، حتى شعر الأعداء بخطر بقاء زينب (س) في الشام.

أم كلثوم (عليها السلام) قدوة المبلغين‏

أم كلثوم كأختها زينب، امرأة فاضلة عالمة متحدثة، كان يقال لها زينب الصغرى أيضاً. جاءت إلى كربلاء برفقة الإمام الحسين عليه السلام، وكانت في موكب الأسر، وقد حملت أثناء أسرها لواء الشهداء. عندما وصل الموكب إلى الكوفة قامت أم كلثوم تخطب في النساء، وتعلم الكوفيين بتقصيرهم مع الإمام الحسين عليه السلام مما دفع الحاضرين إلى البكاء5 ...

وعندما وصلت الشام طلبت إدخالهم من البوابة التي يقل ازدحام الناس فيها وأن يبقوا بالرؤوس بعيدة عن القافلة، لينظر الناس إلى الرؤوس فينصرفون عن أهل البيت(عليهم السلام). وقد عمل الشمر خلافاً لرغبتها6 .

ولم تتوانَ أم كلثوم عن فضح ما فعله الأمويين. وبعد العودة إلى المدينة أخذت تبين ما حصل وذلك ضمن أبيات شعرية، تقول:

مدينة جدنا لا تقبلينا            فبالحسرات والأحزان جئنا

خرجنا منك بالأهلين طراً     رجعنا لا رجال ولا بنينا 7


1- المقرم. مقتل الحسين(ع)، ص‏176.
2-
المصدر نفسه، ص 218.
3-
المصدر نفسه، ص‏219
4- المصدر نفسه، ص‏357.
5- المصدر نفسه، ص‏216.
6- المصدر نفسه، ص‏347.
7- المصدر نفسه، ص‏375.

14-12-2010 | 07-57 د | 2935 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net